في ستينيات القرن الماضي، وبعد تحقيق بعض النجاحات في السباق الفضائي، خطرت للعسكريين الأمريكيين فكرة جريئة وصفت حينها ب "المجنونة"، فقد قدموا مشروعاً أطلقوا عليه اسم "Retro"، وتتلخص فكرة المشروع وفقاً لما ذكرته صحيفة ديلي ميل في إمكانية وقف دوران كوكب الأرض في حال اندلاع حرب نووية.
فما هو الدافع الرئيسي وراء اقتراح مشروع "Retro"؟
وما هي التقنيات التي اقترح المشروع استخدامها حتى يتمّ تفادي الضربات النووية الروسية؟
وهل من الممكن بالفعل إيقاف الأرض عن الدوران؟
"Retro" خطة البنتاغون الجريئة
بحسب الصحيفة، اقترح مشروع "Retro" تجهيز حقل ضخم يضم 1000 منصة لإطلاق صواريخ ثقيلة، من بينها صواريخ "أطلس"، وبعد التأكد من أن الاتحاد السوفييتي أطلق صواريخه النووية، كان يجب الانتظار حتى تكمل تلك الصواريخ مرحلة التحليق النشطة وتعبر القطب الشمالي وتتوجه نحو صوامع الصواريخ الأمريكية في داكوتا، ومونتانا، وميسوري، ووايومنغ.
في هذه اللحظة، يتم تشغيل محركات جميع صواريخ "أطلس" دفعة واحدة، وستنتج التيارات النفاثة الناتجة عن هذه المحركات، التي تطلق في الاتجاه المعاكس لدوران الأرض قوة دفع تجعل الكوكب يتوقف لبضع لحظات، واستجابة لذلك، ستتجاوز الصواريخ السوفييتية أهدافها وتسقط في منطقة أبعد، لأنها ستستمر في الطيران بالقصور الذاتي.
الانتقام من المدن السوفييتية الهدف الرئيسي من إنشاء المشروع
هذا الاقتراح السري كان جزءاً من استراتيجية الدفاع في مواجهة أزمة الصواريخ الكوبية، وقد تم الكشف عنه من خلال كتاب "آلة يوم القيامة" للمخطط النووي روبرت إلسبيرغ. في البداية، اعتقد إلسبيرغ أن الفكرة كانت مزحة، ولكن بعد رؤية توقيعات عدة مسؤولين، أدرك أنها لم تكن كذلك.
وكانت الغاية من مشروع البنتاغون إنقاذ المنصات البرية الأمريكية وتوجيه ضربة انتقامية إلى المدن السوفييتية بعد أن يستأنف الكوكب دورانه.
هل من الممكن إيقاف الأرض عن الدوران؟
ويدرك أصحاب المشروع أنه من المستحيل إيقاف دوران الأرض تماماً، فوفقاً لموقع voi.id لا يلزم أن تكون خبيراً في الجيوفيزياء لتدرك بعض العيوب في هذا المخطط، حيثُ سيتسبب توقف دوران الأرض في حدوث اضطرابات هائلة، و"ستتطاير جميع الأشياء بقوة رياح فائقة السرعة حول العالم في نفس الوقت" كما ذكر إلسبيرغ في مؤلفه.
وأوضح إلسبيرغ أن المدن الساحلية ستتعرض للتدمير بسبب تسونامي هائل، وهذا يعتبر من المفارقات الساخرة، حيث ستكون نهاية العالم التي يُعتقد أنها ستحدث بسبب مشروع "ريترو" بديلاً سيئاً لما يمكن أن تُحدثه الأسلحة النووية الحرارية لكوكبنا.
وذكر المصدر نفسه أنّ أحد علماء الفيزياء أشار إلى أنه حتى 1000 صاروخ لن يكون كافياً لوقف دوران الأرض، وإذا تمكنوا بطريقة ما من خلق قوة دفع كافية لوقف الدوران، فمن المحتمل أن تتسبب في تدمير سطح الكوكب.
مشروع سري "مجنون"
وأضاف إلسبيرغ، الذي قام في وقت ما بتصفح وثيقة "the President's Eyes"، والتي قدّرت الخسائر الناجمة عن الهجوم الأمريكي في عام 1961 بأكثر من 500 مليون حالة وفاة، بما في ذلك الأضرار الجانبية الناجمة عن الإشعاع في أوروبا، أن الخطة كانت جزءاً من سفينة حربية نووية وصفها بأنها "مجنونة".