الطائرات المقاتلة هي أهم عنصر من عناصر القوات الجوية في الجيش، فما هي أفضل المقاتلات في السماء عام 2024؟ ولماذا تعتبر الصين مفاجأة التصنيف؟ وما ترتيب القائمة؟
وكلما كانت الطائرة المقاتلة متقدمة وذات مميزات متطورة، كلما كانت قادرة على تأدية المهام المتوقعة منها بشكل أكثر كفاءة. فالخصائص القتالية، والموثوقية، والتكلفة؛ هي العناصر الثلاثة الرئيسية في تقييم الطائرات المقاتلة، بحسب أغلب التصنيفات التي يضعها الخبراء العسكريون.
لكن ليس بالضرورة أن تكون الطائرات الحربية الأحدث والأكثر تكلفة هي الأفضل في تنفيذ كافة المهام القتالية، فطائرات من الجيل الرابع مثلاً، مثل إف-15 الأمريكية وميغ-21 السوفييتية، لا تزال تحتفظ بمكانها ضمن قائمة الأفضل في السماء، بحسب تقرير لمجلة National Interest الأمريكية حول أفضل 5 طائرات مقاتلة هيمنت على السماء منذ ظهور المقاتلات الطائرة حتى اليوم.
الإف-35 الشبحية تتصدر القائمة في 2024
لا تزال الإف-35 – البرق2، المقاتلة الشبحية الأمريكية الأكثر شهرة والأعلى تكلفة تهمين على السماء وتتصدر قائمة الأفضل بين المقاتلات حول العالم في عام 2024، بحسب تقرير لمجلة aerotime المتخصصة في شؤون الطيران. وهي مقاتلة من الجيل الخامس بدأ إنتاجها منذ عام 2006، وتمثل تجسيداً لأحدث مميزات الطائرة المقاتلة. فلها سمات شبحية لا نظير لها وأقوى محرك لطائرة حربية في العالم.
كما تمتلك الإف-35 – البرق2 الرادار الأحدث وشبكة جمع بيانات لا نظير لها، كما يرتدي الطيار خوذة معززة بخصائص محاكاة الواقع تعمل بالذكاء الاصطناعي وتوفر لقائد المقاتلة مستويات غير مسبوقة من الوعي بالمواقف القتالية مهما كانت معقدة أو تعج بالمفاجآت. ويقال إن الخصائص الشبحية ومجسات الرصد في المقاتلة الأمريكية هذه تجعلها تقريباً غير قابلة للهزيمة في المواجهات بعيدة المدى.
وفي عام 2017، خلال التدريب القتالي الأول لهذا الموديل من الإ-35، حققت المقاتلة معدل قتل 20 إلى واحد، أي أنها حققت 20 انتصاراً في المواجهات المباشرة مقابل هزيمة واحدة، وهذه النتيجة ترجع بالأساس إلى الخصائص التقنية التي توفر للطيار وعياً بالمواقف لا يتوفر لأي قائد لمقاتلة أخرى.
ويمكن للمقاتلة الإف-35 – البرق2 أن تطلق صواريخها في جميع الاتجاهات، وهو ما يعني أنه حتى في حالة ظهور مقاتلة معادية خلف الإف-35 لا يعني أن المقاتلة المعادية في مأمن من الصواريخ. وبشكل عام، هناك 3 فئات من الإف-35؛ الأولى إف-35 إيه، وهي المقاتلة الاعتيادية أو الموديل الأول، والثانية إف-35 بي، وهي قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، والثالثة إف-35 سي، وهي قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي من حاملات الطائرات.
لكن رحلة تطوير وإنتاج الإف-35 واجهت مشاكل عديدة في البداية. فقد كان الهدف منها هو إنتاج بديل للمقالتة إف-22 (الشبحية أيضاً) يكون أقل تكلفة، لكن الواقع أن الإف-35 أصبحت بسرعة أغلى نظام قتالي في العالم أجمع على الإطلاق. ورغم ذلك، أثبتت الطائرة المقاتلة أنها تستحق ما يدفع فيها، وسرعان ما أصبحت مطلوبة من جانب جميع جيوش العالم، لكن الولايات المتحدة هي من تقرر في النهاية.
2- مفاجأة صينية – جي-20
ربما يكون تصدّر الإف-35 للقائمة أمراً متوقعاً، لكن المفاجأة في هذه القائمة التي أصدرتها aerotime هي أن أول مقاتلة شبحية صينية من الجيل الخامس، شينغدو جي-20 قد حلت في المرتبة الثانية مباشرة، متفوقة على مقاتلات روسية وأوروبية بل وأمريكية أيضاً.
المقاتلة جي-20 أنتجتها الصين بالأساس للتفوق على الإف-22 الأمريكية وسوخوي-57 الروسية، وعلى الرغم من أن قدرتها على المراوغة قد لا تكون الأفضل عالمياً في الوقت الحالي، إلا أن سماتها الشبحية متقدمة بصورة فاجأت البنتاغون.
رئيس القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أن الصين قد تمتلك أيضاً أكبر قوة جوية في العالم قريباً، إذ قال الأدميرال البحري جون أكويلينو، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 21 مارس/آذار 2024: "إن أكبر قوة بحرية في العالم، سرعان ما ستصبح قريباً أكبر قوة جوية في العالم"، متحدثاً عن الصين.
اللافت هنا أن الغرب بقيادة أمريكا كانوا، قبل سنوات قليلة، يتندرون على المقاتلة جي-20 الصينية، لكنهم باتوا يرونها أكثر شبحية من حتى من المقاتلة سوخوي 57 الروسية، بل بات بعض الأمريكيين يحذّرون من أن المقاتلة الصينية تتفوق في بعض النواحي العملياتية على مقاتلات إف-35 وإف-22، وتحديداً في المدى وقوة الصواريخ التي تحملها.
يطلق الصينيون على الطائرة الشبحية جي-20 لقب "التنين الجبار"، وطورتها شركة تشنغدو لصناعة الطائرات الصينية لحساب القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني . وهي مقاتلة شبحية متعددة المهام مصممة للقيام بمهام هجومية أرضية حتى في البيئات الصعبة، حيث تسمح لها أجنحتها الشبحية بالوصول إلى ارتفاعات أعلى بسرعات تفوق سرعة الصوت.
قامت المقاتلة برحلتها الأولى في 11 يناير/كانون الثاني 2011، وتم الكشف عنها رسمياً في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء 2016. وتم إدخال الطائرة إلى الخدمة في مارس/آذار 2017، وبدأت مرحلة التدريب القتالي في سبتمبر/أيلول 2017. وتم تشكيل أول وحدة قتالية من طراز J-20 في فبراير/شباط 2018.
وفي يوليو/تموز من عام 2020، دخلت الطائرة الصينية الشبحية J-20 مرحلة الإنتاج الكمي، لتدشن رسمياً انضمام بكين إلى نادي ذوات الطائرات الشبحية من الجيل الخامس والذي يضم الولايات المتحدة وروسيا فقط.
3- الإف-22 رابتور الأمريكية
توصف المقاتلة إف-22 رابتور الأمريكية بأنها "أسطورية"، فقد كانت أول طائرة حربية شبحية تدخل الخدمة على الإطلاق، وهي المقاتلة الوحيدة التي ترفض أمريكا بيعها لأي دولة أخرى، ولا توجد إلا لدى سلاح الجو الأمريكي.
ويواصل سلاح الجو الأمريكي، من خلال شركة لوكهيد مارتن، تطوير الإف-22 رابتور بشكل منتظم، حتى تظل المقاتلة الأفضل لديهم. صحيح أن الإف-35 – البرق2 تتصدر قائمة الأفضل، لكن مقاتلة رابتور حصرية الاستخدام للجيش الأمريكي.
4- المقاتلة كاي كي إف-21 بورامي
مفاجأة أخرى يحملها تقرير AeroTime لأفضل المقاتلات عام 2024، وهي المقاتلة الشبحية كاي كي إف-21 بورامي الكورية الجنوبية، والتي تم إنتاجها بالشراكة مع إندونيسيا. فهذه المقاتلة تضم سمات شبحية ونظام رادار متقدماً للغاية وبعض التقنيات المعتمدة على تقنيات الإف-35، وهو ما يجعل منها طائرة بين الجيل الخامس والجيل 4.5.
نفذت هذه المقاتلة رحلتها التجريبية الأولى عام 2022، وعدد من النماذج الأولية لها في طور الاختبار والإنتاج حالياً، وتهدف الشركة المنتجة لها البدء في تسليم تلك المقاتلات إلى الجيش عام 2026.
وفي المستقبل القريب، من المفترض أن تحظى المقاتلة بورامي بمزيد من التحسينات، حيث يجري اختبار إضافة مجرى إضافي لمزيد من الأسلحة الداخلية وتعزيز المجسات لتقوية قدراتها الشبحية، إضافة إلى نظام حرب إلكترونية مدمج لتقوية قدرة الطائرة على النجاة في المواجهات الحربية المباشرة والعنيفة، حتى في مواجهة مقاتلات أحدث. والهدف النهائي هو تحويلها إلى طائرة مقاتلة تنتمي للجيل الخامس بصورة مثالية.
5- سوخوي سو-57
المقاتلة سو-57 هي أول طائرة روسية شبحية تنتمي للجيل الخامس لكن تطويرها كان بطيئاً نسبياً بسبب عدد من المشكلات والتأخيرات. لذلك، كان من المفترض أن تكون هذا المقاتلة ضمن الأسطول الروسي قبل سنوات، إلا أنها حتى الآن لم تنتج إلا بأعداد قليلة.
لكن في السنوات المقبلة، من المتوقع أن تحظى سو-57 بمحرك جديد أكثر قوة بغرض تعزيز الأداء أكثر وإدخال تحديثات أخرى متنوعة على الرادار والمجسات وأنظمة التسليح.
6- شينيانغ إف سي-31 غيرفالكون
مقاتلة صينية أخرى تظهر في قائمة الأفضل لعام 2024. وعلى الرغم من أن مشروع إنتاج الشينيانغ إف سي-31 يرجع إلى أكثر من عقد مضى، إلا أن المشروع الآن قد اقترب من الاكتمال، بحسب تقرير المجلة المتخصصة في الطيران.
لم تعلن بكين بعد رسمياً عن هذه المقاتلة، إلا أنه من المتوقع أن تحتل الصدارة في الطائرات المقاتلة لدى جيش التحرير قريباً. وعلى الرغم من أن أغلب سمات وقدرات هذه المقاتلة لا تزال تندرج تحت بند السرية، إلا أن الصور التي أتيحت مؤخراً تكشف عن موقع جديد للمحرك بتصميم مختلف ونظام تخفي جديد وتحديثات أخرى يبدو أنها ستكون مفاجأة كبرى.
7- بوينغ إف-15 إي إكس إيغل2
من الصعب أن نصدق أن هذه المقاتلة التي تنتجها شركة بوينغ احتفلت بعيد ميلادها رقم 52 هذا العام (2024)، فهي واحدة من أوائل مقاتلات الجيل الرابع دخولا للخدمة. لكنها لا تزال آلة حربية مرعبة، فهي الطائرة الحربية الوحيدة في العالم التي سجلت أكثر من 100 انتصار في مواجهات هوائية دون أن تسجل خسارة واحدة.
لكن هذه المقاتلة تتعرض للتحديث بشكل مستمر، ومن ثم تحظى موديلاتها الأحدث بتقنيات وسمات متطورة للغاية. وهذا النموذج – إف-15 إي إكس إيغل2 – هو الأحدث من إنتاج بوينغ. ويحمل هذا الموديل من المقاتلة رادرار جديداً وأنظمة تحليق متطورة وأنظمة تسليح متقدمة للغاية، إضافة إلى تحسينات أخرى من الصعب حصرها، وهو ما يضمن لها مكاناً في سماء الحروب بعد أكثر من نصف قرن على ظهورها.
8- داسو رافال
تتشابه المقاتلة داسو رافال كثيراً مع المقاتلة الأوروبية تايفون، والسبب هنا بسيط؛ كلتاهما بدأ العمل عليهما معاً وكان الهدف تطوير وإنتاج مقاتلة واحدة. لكن في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، قررت فرنسا تقسيم البرنامج وإنتاج طائرة مقاتلة لتلبية احتياجاتها الخاصة.
الاختلاف الرئيسي بين المقاتلتين هو أن بعض الموديلات الأحدث من الرافال يمكنها الانطلاق من والهبوط على حاملات الطائرات، عكس التايفون. كما أن الرافال يمكنها حمل أسلحة نووية يتم إطلاقها من السماء.
كما تقوم فرنسا بالتطوير المستمر للرافال وإدخال تحديثات وتحسينات عليها. فالرافال-3 هي أحدث موديل وتضم أحدث أنظمة التسليح والمجسات. أما الرافال-4 فهي لا تزال قيد التطوير وسوف تضم تحديثات أكثر على الرادار وأنظمة الملاحة. وتنتظر الجيوش في فرنسا والإمارات والهند وعدة دول أخرى تسلم طلبياتها من الرافال-4 في المستقبل القريب.
9- المقاتلة الأوروبية تايفون
تم تطوير هذه الطائرة الحربية وإنتاجها كمشروع أوروبي مشترك، وهي تتميز بأداء مبهر وتقنيات متقدمة. لكن المثل العربي "مزمار الحي لا يطرب" يبدو منطبقا على هذه المقاتلة، لماذا؟ لإن الإقبال عليها ضعيفاً من الجيوش الأوروبية، بينما تتهافت عليها جيوش أخرى من خارج القارة العجوز، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط. لكن هذا لا يعني أن بعض الجيوش الأرووبية، وبخاصة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، لا تمتلكها.
التايفون مقاتلة متقدمة تنتمي للجيل الرابع وتضم الموديلات الأحدث منها، مثل ترانش-3، أحدث التقنيات في مجال الطيران العسكري. كما تم تقديم طراز ترانش-4 عام 2020 بعد إدخال تحسينات على إلكترونيات المقاتلة وأنظمة التسليح بها.
10- سوخوي سو-35إس
تأتي المقاتلات الروسية سوخوي، وتحديداً سو-30 وسو-35 وأيضاً سو-37، جبناً إلى جنب مع المقاتلة الصينية شينغيانغ جي-16، معتمدة بالأساس على المقاتلة الأيقونية سو-27، مع إدخال تحديثات متعددة تجعل من تلك المقاتلات تندرج ضمن الجيل 4.5. لكن كل مقاتلة منها تتميز بعدد من التعديلات الخاصة.
لكن المقاتلة سو-35إس تعتبر النسخة الأقوى بين هذه المقاتلات جميعاً، فهي تحتوي على أحدث الأنظمة التقنية التي تنتجها روسيا، إضافة إلى عدد من التحسنات تم إدخالها على الهيكل الرئيسي للطائرة. وتعتبر الميزة الحصرية لهذه المقاتلة هي أنابيب المحرك الدافعة والتي يمكنها الحركة في أي اتجاه، وهو ما يعطي سو-35إس قدرة فائقة على المناورة، لدرجة أنها لم تعد بحاجة إلى الأجنحة الفرعية كما كان الحال في سو-30 والموديلات الأخرى من سو-35.
هذه هي قائمة أفضل المقاتلات في العالم هذا العام (2024)، وكما نرى منها يبدو أن الصين باتت رقماً صعباً للغاية في المقاتلات الحربية الشبحية والمتقدمة، لكن يظل هذا التقييم مرتبطاً بالجهة التي أعدته بالأساس وهي مجلة AeroTime الإلكترونية المتخصصة في صناعة الطيران بشكل عام.