ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد علقت إرسال شحنات من نوعين من القنابل الدقيقة من صنع شركة بوينغ، وذلك من أجل إرسال رسالة سياسية إلى إسرائيل، وفقاً لمسؤول أمريكي و6 أشخاص آخرين على علم بالمداولات.
وفق الصحيفة نفسها، فإن الولايات المتحدة لم توقع بعد على صفقة بيع معلقة لذخائر الهجوم المباشر المشترك من بوينغ (كل من الذخائر والأطقم التي تحولها إلى أسلحة ذكية)، والقنابل ذات القطر الصغير، وذلك وفقاً لما أكده 6 مصادر في الصناعة والكونغرس على علم بالمناقشات.
تقول الصحيفة إنه في حين أن إدارة بايدن لم تنكر رسمياً البيع المحتمل، إلا أنها تتخذ إجراءات من خلال التقاعس عن إرسالها، وتأجيل الموافقات والجوانب الأخرى لعملية نقل الأسلحة، وذلك من أجل إرسال رسالة إلى إسرائيل، حسب ما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية مطلع على العملية لصحيفة بوليتيكو.
ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تؤجل فيها الإدارة الأمريكية صفقة بيع أسلحة محتملة لإسرائيل منذ أن هاجمت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس جو بايدن يتعرض لضغوط من جهات في حزبه لوضع شروط على المساعدات لإسرائيل بعد أن رفضت إسرائيل تقديم المساعدات وبدأت حملة القصف في غزة وتستهدف المساعدات الموجهة إلى المدنيين.
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصدر مطلع، قوله إن "أمريكا تعلّق عدة شحنات من الأسلحة لإسرائيل منذ أسبوعين على الأقل".
المصدر نفسه أضاف أن "الشحنات كانت ستشمل معدات لصنع قنابل أكثر دقة في التوجيه"، كما أضاف أن "واشنطن تحجب أيضاً عدة مبيعات تجارية مباشرة كانت مخصصة لإسرائيل".
تتزامن هذه التسريبات مع آخر ظهور إعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت اللذين أعلنا إصرارهما على مواصلة العمليات في رفح، بالرغم من إعلان حركة "حماس" موافقتها على مقترح للهدنة في قطاع غزة.
في آخر تصريحاته، الثلاثاء، زعم نتنياهو أن أحدث اقتراح لهدنة قدمته حركة حماس لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفاً أن الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.
وسيطرت القوات الإسرائيلية في وقت سابق على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، وهو تحرك وصفه نتنياهو بأنه "خطوة مهمة للغاية نحو تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية".
من جهته، قال غالانت إن العملية العسكرية بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة ستستمر لحين القضاء على قوات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة، أو أن تسلم الحركة أحد الرهائن الإسرائيليين الذين لا تزال تحتجزهم.
كما أضاف في بيان: "ستستمر هذه العملية حتى نقضي على حماس في منطقة رفح وفي قطاع غزة بأكمله أو حتى عودة أول رهينة".
وصباح الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر.
وجاء ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، بدء عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع، زعم أنها "محدودة النطاق"، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بـ"إخلاء" شرق المدينة قسراً، والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب غرب القطاع.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.