فرضت شرطة الاحتلال قيوداً على وصول المسيحيين بالبلدة القديمة في القدس إلى كنيسة القيامة للاحتفال بـ"سبت النور"، السبت 4 مايو/أيار 2024، وحاصرت قوات معززة محيط الكنيسة واعتدت على المحتفلين.
حيث شددت الشرطة إجراءاتها ونصبت حواجز على أبواب البلدة القديمة، لا سيما باب الجديد قرب كنيسة القيامة، لعرقلة دخول مسيحيي القدس وفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، فيما منعت مسيحيي الضفة الغربية من الوصول إلى القدس بشكل رئيسي عبر الحواجز التي تفصل المدينة عن محيطها.
والجمعة، أحيت الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الشرقي "الجمعة العظيمة"، على أن تحيي "سبت النور" اليوم، وصولاً إلى عيد الفصح الأحد.
وحوّلت الشرطة الإسرائيلية محيط كنيسة القيامة إلى منطقة عسكرية مغلقة، عبر حواجز اتخذت شكل أطواق عسكرية مركزها الكنيسة.
تغطية صحفية: "في إطار التضييق على المسيحيين في "سبت النور" .. قوات الاحـ..تلال تنصب حواجز في محيط كنيسة القيامة بالقدس المحتلة" pic.twitter.com/Ve5WESQ38Z
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) May 4, 2024
كذلك منعت الشرطة دخول المسيحيين من سكان الضفة الغربية، حيث ترفض إصدار تصاريح لدخولهم القدس منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويعتقد المسيحيون أن السيد المسيح دفن في الموقع الذي أصبح كنيسة القيامة، وفي كل عام يقوم مسيحيون بنقل النور (من خلال شعلات) من ذلك الموقع إلى الكنائس في المدن والدول المجاورة.
وبهذه المناسبة تقام صلوات وقداديس في مختلف الكنائس بالمدن الفلسطينية الرئيسية، وتضاء الشموع والقناديل.
ويعتبر "سبت النور" آخر يوم في "أسبوع الآلام" عند المسيحيين، ويستعدون فيه لعيد الفصح والذي يطلق عليه أيضاً "عيد القيامة".
وأقيمت الطقوس الدينية في مختلف كنائس الطوائف التي تسير وفق التقويم الشرقي في مدينتي رام الله وبيت لحم، إضافة إلى القدس.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت بطريركية القدس للروم الأرثوذكس تقييد احتفالات "سبت النور" هذا العام لتقتصر على "الشعائر الدينية ومسيرات الكشافة داخل البلدة القديمة وفق ترتيبات الوضع القانوني القائم"، على خلفية الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وتعبيراً عن الحزن على ضحاياها.
وقال متحدث بطريركية الروم الأرثوذوكس "الأب عيسى مصلح"، إن مسيحيي فلسطين غير مستعدين للاحتفال، بينما تتواصل الحرب على قطاع غزة ويستمر حصار مدينة القدس.
وأضاف: "لا نحتفل بسبب الأحداث الدامية في غزة، في وطننا الفلسطيني، وما يحدث من قتل للأطفال والشيوخ والنساء وهدم البيوت، وبسبب أن الفلسطيني أصبح لا قيمة له للعالم المتفرج، ويؤسفني هذا".
وتساءل: "أين ضمير العالم وأحرار العالم مما يحدث في الأرض المقدسة، وطننا الغالي فلسطين؟".
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.