كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، الخميس 2 مايو/أيار 2024، عن وجود خلافات شديدة بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وأبرز القادة الأمنيين في دولة الاحتلال، متهمين إياه بـ"تعريض مكاسب الجيش للخطر" في الحرب على غزة.
وقالت الصحيفة إن "النخبة الأمنية ترى أن رئيس الوزراء يعرّض مكاسب الحرب للخطر ويسبب أضراراً استراتيجية إذا لم يحسم في خمس مسائل، وهي: الاتفاق على الرهائن (اليوم التالي)، عملية رفح، حرب الاستنزاف في غزة وفي الشمال، وميزانية الدفاع".
وكشفت الصحيفة أنه "في الأسابيع الأخيرة، برز انقسام متزايد بين كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
أشبه بتمرد الجنرالات
وكشفت الصحيفة، نقلاً عن مصادر وصفتها بـ"الرفيعة" في المؤسسة الأمنية، أن نتنياهو امتنع عن اتخاذ أي قرار، مما يعيق جيش الاحتلال الإسرائيلي في التصرف بطريقة من شأنها أن تعزز تحقيق أهداف الحرب، وفق ما ذكرته الصحيفة.
وقالت الصحيفة "إن الانقسام عميق إلى الحد الذي يجعل من الممكن أن نجد تشابهاً بينه وبين (تمرد الجنرالات) عشية حرب الأيام الستة، الذي حدث في 2 يونيو/حزيران 1967، قبل ثلاثة أيام من قيام إسرائيل بشن ضربة استباقية ضد القوات الجوية للدول العربية".
وأضافت: "في اجتماع مجلس الوزراء لسياسة الدفاع، طالب كبار المسؤولين في منتدى الأركان العامة آنذاك -بقيادة رئيس الأركان يتسحاق رابين والجنرالات أريك شارون وماتي بيليد- بأن يأمر رئيس الوزراء ليفي أشكول بشن حرب ضد الجيوش العربية، وخاصة مصر، التي كانت تضايق دولة إسرائيل. تردد أشكول ومعظم وزرائه، خاصة بسبب الضغط الأمريكي والخوف من الخسائر، لكنهم في النهاية استسلموا لمطالبهم".
5 ملفات استراتيجية
أما اليوم، فقد أوضحت الصحيفة العبرية أن جيش الاحتلال يطالب رئيس الوزراء والمجلس الوزاري السياسي الأمني الأوسع باتخاذ قرارات واضحة بشأن خمس قضايا رئيسة.
بخصوص قضية المختطفين، يطالب قادة جيش الاحتلال نتنياهو باتخاذ قرار بشأن وقف الحرب إلى أجل غير مسمى للسماح بالتوصل إلى اتفاق شامل متعدد الخطوات أو خطوة واحدة.
أما "المسألة الاستراتيجية الثانية"، وفق تعبير الصحيفة، فتتعلق بما يسميه الاحتلال بـ"اليوم التالي"، وفي هذه الحالة، تقول الصحيفة: يزعم جيش الاحتلال أن تردد نتنياهو، وخاصة عدم التحرك السياسي لتشكيل حكومة مدنية بديلة، يعني أن حماس تعود وتثبت نفسها في العديد من المناطق داخل القطاع.
كما يزعم جيش الاحتلال أنه لا فائدة من دخول رفح دون وجود حكومة مدنية بديلة لحماس، لأنه بمجرد خروج الجيش من المنطقة، ستعود الحركة للسيطرة على المنطقة الحدودية مع مصر وتجديد الأنفاق، وفق زعمها.
بخصوص "المشكلة الثالثة" فهي تتعلق باقتحام رفح، ويزعم الجيش الإسرائيلي منذ أشهر أن لديه خطة مجدية لإجلاء نحو مليون نازح من المدينة، ثم المناورة على مراحل داخل المدينة وما حولها لتفكيك كتائب المقاومة الموجودة في رفح.
تقول الصحيفة إن رئيس الأركان هاليفي أكد مراراً على هذه الخطط؛ سواء المتعلقة بإجلاء النازحين أو بالعملية العسكرية، لكن نتنياهو، تحت ضغط من إدارة بايدن، لم يفعل ذلك، ولكن على استعداد لإعطاء الأمر.
ويعترف جيش الاحتلال بأن هذا ليس قراراً سهلاً، سواء بسبب الخوف على مصير المختطفين، الذين من المحتمل أن يكون عدد كبير منهم في رفح أو بسبب الضغط الدولي.
ويوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقادات حادة لنتنياهو لعدم إصداره أوامره حتى الآن بإجلاء النازحين إلى مراكز إيواء في منطقة خان يونس وعلى الساحل شمال المواصي.
أما المسألة الرابعة، وفق ما أوردته الصحيفة، فتتمثل في إنهاء الصراع في الشمال. وتدعي المؤسسة الأمنية أن استمرار "التطبيع" لحرب الاستنزاف يمكن أن يحدد الوضع وأن مستوطني الجليل لن يتمكنوا من العودة إلى المستوطنات لمدة عام أو أكثر.
إلى جانب ذلك، أكدت الصحيفة أن خامس الأزمات بين جيش الاحتلال ونتنياهو، فتتمثل في ميزانية الدفاع، التي لا يوجد وضوح بشأنها والتي لها أهمية خاصة فيما يتعلق بالتحضير لمواجهة محتملة مع إيران.
وأكدت الصحيفة أنه إذا لم يتخذ رئيس الوزراء وحكومة الاحتلال قراراً بشأن هذه الملفات الست، "فمن الممكن أن يتخذ قادة الجيش وغالانت خطوات تم تجنبها حتى الآن".
وبحسب المصادر نفسها، فإن العديد من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي قد يعلنون خلال أشهر قليلة عن قرارهم بالتقاعد بسبب مشاركتهم في فشل 7 أكتوبر.