في تطور إيجابي على استمرار المحادثات حول غزة، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الخميس 2 مايو/أيار 2024، أن وفداً من حركته سيزور مصر "في أقرب وقت" لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، كما اتفق مع وزير خارجية قطر على استكمال مباحثات وقف النار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه هنية مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل بشأن مفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حسب بيان نشرته "حماس".
الحركة قالت إن هنية أكد لكامل على "قدوم وفد الحركة للمفاوضات إلى مصر في أقرب وقت لاستكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان".
وثمَّن هنية "الدور الذي تقوم به مصر"، وأكد على "الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار"، وفق البيان.
هنية يهاتف بن عبد الرحمن
كما اتفق إسماعيل هنية، الخميس، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على استكمال مباحثات وقف إطلاق النار بغزة الجارية بوساطة قطر ومصر.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه هنية مع وزير الخارجية القطري لبحث تطورات المفاوضات بشأن وقف الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب بيان نشرته حماس.
وفقًا للبيان، "اتفق الجانبان على استكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق بوساطة قطر ومصر بما يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان عليه".
"لغة النص غامضة"
والخميس، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول مصري أن الاقتراح الذي طرحه الوسطاء الأمريكيون والمصريون على حماس -بقبول إسرائيلي على ما يبدو- يحدد عملية من 3 مراحل من شأنها أن تؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وإطلاق سراح جزئي للأسرى لدى المقاومة، ولكن أيضاً مفاوضات حول "تهدئة دائمة" يتضمن انسحاباً إسرائيلياً من غزة.
الوكالة قالت إن القاهرة أكدت لحماس سراً أن الصفقة ستعني نهاية كاملة للحرب. لكن المسؤول المصري قال إن حماس تقول إن لغة النص غامضة للغاية، وتريد أن يحدد النص انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من قطاع غزة بأكمله. وتحدث المسؤول -شريطة عدم الكشف عن هويته- عن المداولات الداخلية.
والاثنين، أفادت قناة القاهرة الإخبارية الخاصة، بأن وفد حركة حماس غادر القاهرة وسيعود إليها مرة أخرى برد مكتوب على مقترح مصري حول صفقة تهدئة في قطاع غزة.
وفي ذات اليوم، أعلن وزير خارجية مصر، سامح شكري، في كلمته بمنتدى دولي بالرياض، وجود مقترح من بلاده على طاولة المفاوضات بشأن الوصول لهدنة في غزة، داعياً الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدراسته، دون تفاصيل أكثر.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرضوخ لتهديدات وزيري المالية بتسلئيل سموتيرتش والأمن القومي إيتمار بن غفير بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها، حال إنهاء الحرب على غزة أو التراجع عن اجتياح مدينة رفح.
بينما تتمسك حماس بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى القطاع المحاصر، ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وخلّفت الحرب على غزة أكثر من 112 ألف بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.