ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، الأربعاء 1 مايو/أيار 2024، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية هددت إدارة بايدن بأنه إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين، فإنها ستتخذ خطوات انتقامية ضد السلطة الفلسطينية قد تؤدي إلى انهيارها.
وفق الموقع الأمريكي، فإن هذه التهديدات تأتي في الوقت الذي يتزايد فيه قلق المسؤولين الإسرائيليين خلال الأسبوعين الماضيين من أن المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
وتحقق المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي بهولندا، منذ عام 2021، في جرائم حرب محتملة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية يعود تاريخها إلى الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2014.
وتم تمديد هذا التحقيق ليشمل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024 والحرب المستمرة في غزة منذ ذلك الحين، وفقاً لمكتب المدعي العام.
إسرائيل تهدد بالانتقام من السلطة الفلسطينية
وفق المصادر نفسها، فإنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أن لديها معلومات تشير إلى أن مسؤولي السلطة الفلسطينية يضغطون على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال ضد القادة الإسرائيليين، حسب ما قال مسؤولان إسرائيليان.
فيما قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن أنه إذا صدرت مذكرات اعتقال، فإنها ستعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة، وستنتقم بإجراء قوي قد يؤدي إلى انهيارها.
من بين الإجراءات المحتملة: تجميد تحويل عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية. ودون هذه الأموال، ستكون السلطة الفلسطينية مفلسة.
ونقل الموقع تصريحاً من مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه قال فيه إن التهديد بإصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية حقيقي، وشدد على أنه إذا حدث مثل هذا السيناريو، فمن المرجح أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قراراً رسمياً بمعاقبة السلطة الفلسطينية، ما قد يؤدي إلى انهيارها.
فيما رفض البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق، كما لم يرد مسؤولو السلطة الفلسطينية على الفور على طلب للتعليق.
واشنطن تنفي أي "ضوء أخضر" للمحكمة
وقد أثيرت مسألة أوامر الاعتقال المحتملة التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية خلال مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس بايدن، الأحد 28 أبريل/نيسان 2024، حيث طلب نتنياهو المساعدة من بايدن.
المسؤولان الأمريكيان، قالا إن بايدن أخبر نتنياهو خلال المكالمة أن التقرير الذي بثته القناة 12 في إسرائيل، والذي أشار إلى أن الولايات المتحدة ربما أعطت "الضوء الأخضر" للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال ضد القادة الإسرائيليين، غير صحيح.
كما أكد بايدن خلال المكالمة أن الولايات المتحدة تعارض تحقيق المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل.
في السياق، قال مسؤولان أمريكيان إن إدارة بايدن أبلغت مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على انفراد أن أوامر الاعتقال ضد القادة الإسرائيليين ستكون خطأً، وأن الولايات المتحدة لا تدعم هذا الإجراء.
فيما صرح مسؤول أمريكي قائلاً: "إننا نشجع المحكمة الجنائية الدولية بهدوء على عدم القيام بذلك، سوف يفجر ذلك كل شيء، وسوف تنتقم إسرائيل من السلطة الفلسطينية".
كما أضاف المسؤول أنه على الرغم من وجود ضغوط على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات الاعتقال هذه، فإن إدارة بايدن لا تعتقد أن هذه الخطوة وشيكة كما يعتقد الإسرائيليون.
أمريكا ترفض تهديد المحكمة
في سياق مرتبط، سُئل المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024، خلال مؤتمر صحفي حول تهديدات المشرعين الجمهوريين بإصدار تشريع ضد المحكمة الجنائية الدولية، والتي تم نشرها على موقع Axios.
وقال كيربي إن الولايات المتحدة تعارض تحقيق المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، لكنه أكد أنها تعارض أيضاً التهديدات والترهيب ضد قضاة المحكمة.
وشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق من تصريحات كيربي، وسألوا البيت الأبيض عما إذا كان ذلك يمثل تغييراً في الموقف الأمريكي. وقال البيت الأبيض إنه لم يحدث أي تغيير.