تتهم مؤسسات أمريكية وأعضاء في الكونغرس المحتجين في الجامعات بـ"معاداة السامية"، إلا أن طلاب يهود ابتكروا طريقة ليؤكدوا فيها دحض المزاعم، من خلال قيامهم بالعديد من الفعاليات خلال التظاهرات.
وكانت كل من ولاية نيويورك وبلديتها وأعضاء من الكونغرس الأمريكي قد ادعوا في بيانات مؤخراً، أن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين في الخيام التي نصبوها في ساحة الحرم الجامعي بجامعة كولومبيا في نيويورك منذ الأسبوع الماضي، "أظهروا سلوكاً معادياً للسامية".
فيما وجّه 26 من أعضاء الكونغرس الأمريكي، بقيادة شيلي مور كابيتو وتوم كوتون، رسالةً إلى وزير العدل ميريك غارلاند، دعوه فيها لـ"استعادة النظام في الجامعات التي تم إغلاقها فعلياً من قبَل العصابات المعادية للسامية التي تستهدف الطلاب اليهود".
كما نشر رئيس بلدية نيويورك، إريك آدامز، في بيانه، أنه يشعر "بالرعب والاشمئزاز من معاداة السامية التي ظهرت في الاحتجاجات" في جامعة كولومبيا.
طلاب يهود يدحضون الاتهامات
لم يصمت الطلاب المتظاهرون أمام هذه الاتهامات، فقاموا بارتداء قمصان كُتب عليها "نحن يهود يقولون أوقفوا إطلاق النار" في غزة، كما أقاموا طقوساً لـ"عيد الفصح" اليهودي في تأكيد منهم على أنهم يهود، يعارضون سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
كما أكد العديد من الطلاب الذين واصلوا إظهار الدعم للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن أن الطلاب اليهود يحتجون معهم أيضاً على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، وأن مسألة معاداة السامية غير واردة، بحسب وكالة الأناضول.
وفي تقرير نشرته "نيويورك تايمز" الإثنين 22 أبريل/نيسان 2024، أظهرت الصحيفة مشاركة يهود في احتجاج جامعة كولومبيا.
تشير الصحيفة في تقريرها إلى أن الطلبة قاموا بإعداد وجبات عشاء عيد الفصح، من مطعم كوشير، فيما قام بعضهم بتوزيع كتب الصلاة، وقرأوا الصلوات باللغة العبرية، بمناسبة عيد الفصح.
المنظمون أكدوا أن بعض المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، هم طلاب يهود مناهضون للصهيونية، وفي جامعة كولومبيا، هناك ما يقرب 15 شخصاً تم توقيفهم بسبب مشاركتهم في الخيام، هم من اليهود.
أما في جامعة بيل، فقد تجمع مئات الطلاب في الساحة الرئيسية للجامعة، وجلسوا حول ورقة مرسومة ترمز إلى "مأدبة سيدر" التقليدية، حيث تبين أن منظمي هذا الحدث هم يهود يطالبون بوقف إطلاق النار بغزة.
كما رفع طلاب لافتات كتبوا عليها "أطباق سيدرنا فارغة توقفوا عن تجويع غزة" و"يهودي آخر من أجل فلسطين حرة"، حيث تمت الإشارة إلى معاناة الفلسطينيين بغزة، والنشاط الطلابي المؤيد للفلسطينيين، في الطقوس.
يشار إلى أن المهلة التي حددتها جامعة كولومبيا لفض مخيم الطلاب الذين يحتجون على الحرب على غزة أوشكت على الانتهاء، فيما تصاعدت الدعوات من الجمهوريين في مجلس الشيوخ باستدعاء الحرس الوطني لمواجهة الطلبة المتمردين داخل الجامعات.