أظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024، اندلاع مواجهات عنيفة بين مئات الطلبة الأمريكيين المناهضين لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وقوات الأمن الأمريكية.
ففي نيويورك، تداول العديد من النشطاء الأمريكيين مقاطع فيديو لمواجهات عنيفة بين الطلبة المتظاهرين وقوات الأمن التي عمدت إلى تفريق اعتصامهم في الجامعة وفي الشارع.
كما يظهر من مقاطع أخرى حملة الاعتقالات التي طالت العشرات منهم، بينما هم يرددون عبارة "الحرية لفلسطين".
في كاليفورنيا كذلك، يواصل المئات من طلبة الجامعة اعتصاماتهم وإضراباتهم، تنديداً بجرائم الاحتلال وعدوانه الهمجي على سكان غزة.
وظهرت مقاطع فيديو تظهر قيام عدد كبير من طلبة جامعة "البوليتيكنيك" بالاعتصام داخل أحد مداخل الجامعة، وغلق أبوابها بالكراسي والطاولات، في محاولة لمنع قوات الأمن من الاقتراب منهم.
وأمام جامعة "يال" الأمريكية العريقة تداول العديد من النشطاء مقطع فيديو يوثق قيام عدد من الطلبة اليهود بالجامعة بوقفة بالقرب من وقفة مماثلة لطلبة متظاهرين داعمين لفلسطين.
ورفع الطلبة اليهود لافتة كبيرة كُتب عليها عبارة: "يهود من أجل فلسطين حرة".
مدرّسون ينضمون للطلاب المحتجين
ونشرت إدارة شرطة نيويورك عشرات من أفرادها في شوارع مانهاتن المزدحمة حول حرم جامعة كولومبيا بعد نشوب مواجهات غاضبة بين المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل.
وقال طارق شابارد، كبير المتحدثين باسم الشرطة، في مؤتمر صحفي، الإثنين، أمام الحرم الجامعي: "تلقينا تقارير تفيد بأن طلاباً إسرائيليين كانوا يسيرون في الحرم الجامعي تم انتزاع أعلامهم منهم، وخطفها من أيديهم.. لكننا لم نتلق أي تقارير عن إلحاق أي أذى بدني بأي طالب".
وأمضى الطلاب المحتجون بضع ليالٍ نائمين في العراء على العشب، ونصبوا خياماً مرة أخرى. وأقام الطلاب صلوات الإسلام واليهودية في المخيم، وألقى بعضهم خطابات تشجب إسرائيل والصهيونية وتشيد بالمقاومة الفلسطينية المسلحة.
وأقيمت مخيمات مماثلة مؤيدة للفلسطينيين في إيمرسون كوليدج في بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج المجاورة.
كما انضم أكثر من 100 من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا إلى الطلاب أمس تضامناً في المخيم، حيث من المقرر إقامة مأدبة في الهواء الطلق للاحتفال باليوم الأول من عطلة عيد الفصح اليهودي.
طالبة يهودية ترد على بايدن
في سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان، الأحد 21 أبريل/نيسان، إن إدارته تضع كامل قوة الحكومة الاتحادية في خدمة حماية الجالية اليهودية.
أضاف: "حتى في الأيام القليلة الماضية، شهدنا مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود. معاداة السامية الصارخة هذه تستحق الشجب وأمر خطير، ولا مكان لها بالمرة في الحرم الجامعي، أو أي مكان في بلدنا"، وفق تعبيره.
كذلك قال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز، الأحد، إنه "يشعر بالفزع والاشمئزاز من معاداة السامية التي يتفوهون بها في حرم جامعة كولومبيا وحولها".
لكن في المقابل، انتقد منظمو تحركات الطلاب من مخيم جامعة كولومبيا تصريحات بايدن وآدامز وادعاءاتهما بمعاداة السامية، قائلين إن بعض المنظمين يهود وإن وسائل الإعلام ركزت على "المثيرين للتوتر وهم لا يمثلوننا".
وقالوا في بيان: "نرفض بحزم أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونتوخى الحذر ممن ليسوا طلاباً ويحاولون العصف بالتضامن الذي يتشكل بين الطلاب، من زملاء ورفاق فصول فلسطينيين ومسلمين وعرب ويهود وسود ومؤيدين للفلسطينيين".
بدورها، قالت ليا سالم، وهي طالبة في السنة الثانية بجامعة برنارد، إنها كانت واحدة من 15 طالباً يهودياً اعتُقلوا في حديقة كولومبيا الأسبوع الماضي، "من الواضح للغاية بالنسبة لنا أن الناس في الخارج لا يفهمون معنى هذا المخيم".
أضافت أن انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية. وأردفت أن الطلاب "ينددون بشدة بهؤلاء المتعصبين" الذين ضايقوا الطلاب اليهود في الشوارع العامة حول الحرم الجامعي.
وقال نشطاء طلابيون إنهم يطالبون الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من الأعمال الإسرائيلية في غزة، وبالشفافية في الاستثمارات المالية للجامعة، وبالعفو عن الطلاب الخاضعين للتأديب من الجامعة بسبب دعواتهم لتحرير فلسطين.