بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء الأحد 21 أبريل/نيسان 2024، مشاهد لكمين جرى تنفيذه عبر عملية مركّبة في 7 أبريل/نيسان، قرب قرية النبي إلياس شرقي مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، وأسفر عن إصابتين، إحداهما لمجندة إسرائيلية.
وتضمن المقطع مشاهد تظهر قيام عناصر القسام بتجهيز خطة التنفيذ والاستدراج لجنود الاحتلال، حيث ظهرت خلالها خريطة مكان الكمين ونسخة من القرآن الكريم إلى جانب الخريطة، في حين يقوم أحد أفراد القسام بشرح الخطة.
تلت ذلك مشاهد من 3 كاميرات، كانت الأولى من داخل المركبة المفخخة، والثانية خارجها، فيما كانت الثالثة من كاميرا بحوزة منفذ الكمين، وأظهرت استهداف الحافلة ثم توقفها ومواصلة استهدافها مرة أخرى، ورافق ذلك نطق المنفذ الشهادتين.
وأظهرت المشاهد بعدها وصول 4 مجموعات من جنود الاحتلال إلى مكان الكمين، آخرها رافقها طاقم إسعاف، قبل انسحابهم بعد كشف الكمين.
وكان الإسعاف الإسرائيلي أعلن في ذلك اليوم إصابة إسرائيليين اثنين في إطلاق نار استهدف حافلة في شارع 55 قرب قرية النبي إلياس شرقي مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية.
وقال مراسل الجزيرة حينها إن الحديث يدور عن منفذ واحد أطلق النار على حافلة لمستوطنين، فأصاب اثنين من ركابها، أحدهما جروحه خطيرة، ونجح في الانسحاب من المنطقة.
يأتي ذلك فيما استشهدت فلسطينية، الأحد، بالرصاص على حاجز عسكري إسرائيل شمالي الضفة، فيما منعت طواقم الإسعاف من الوصول إليها، وأغلق الحاجز العسكري بكلا الاتجاهين.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "استشهاد مواطنة متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال عند حاجز الحمرا العسكري".
وأضافت أن "الاحتلال أطلق النار على مواطنة، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليها، وأغلق الحاجز العسكري بكلا الاتجاهين".
وذكرت أن "منال فازع صوافطة (40 عاماً) من مدينة طوباس (شمال) استشهدت متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن على حاجز الحمرا".
وتقيم قوات الاحتلال حاجز الحمرا العسكري على مفترق طرق يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى، والجنوبية والشمالية.
وفي مدينة طولكرم، شيع آلاف الفلسطينيين جثامين 14 فلسطينياً قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية في مخيم نور شمس، بين مساء الخميس والسبت.
وانطلق مشيعون حاملين 13 جثماناً بعد أداء صلاة العصر إلى مقبرة الشهداء في مخيم "نور شمس"، حيث ووريت الجثامين الثرى في قبور متجاورة.
وشيع مئات، في وقت سابق الأحد، جثمان الطفل قيس فتحي إبراهيم نصر الله (16 عاماً)، والذي قتل خلال نفس العملية.
والأحد، شلّ الإضراب مناحي الحياة في محافظات الضفة الغربية، تضامناً مع مدينة طولكرم، ومخيم نور شمس، الذي تعرّض لتوغّل عسكري إسرائيلي أودى بحياة 14 فلسطينياً.
كما جابت مسيرة دعت لها القوى والفصائل الفلسطينية مدينة رام الله وسط الضفة، "تنديداً بمجازر الاحتلال في الضفة الغربية والقطاع غزة"، وفق دعوة للمسيرة اطلعت عليها الأناضول.
ومنذ مساء الخميس وحتى مساء السبت نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم نور شمس خلفت 14 قتيلاً فلسطينياً وفق وزارة الصحة الفلسطينية، ودماراً كبيراً في المنازل والبنية التحتية وفق مسؤولين محليين.
وبالتوازي مع حربه المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس المحتلة، فيما صعد الجيش الإسرائيلي عملياته مخلفاً 486 قتيلاً و4 آلاف و900 جريح، حتى الأحد، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وتتواصل الحرب المدمرة على غزة مخلفة أكثر من 110 آلاف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
كما تواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".