أشاد ناشطون ومغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتضحية التي قدمها جراح عظام مصري، استطاع اجتياز معبر رفح والدخول إلى قطاع غزة للمشاركة في عمليات إنقاذ لمصابي القصف والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 6 أشهر.
وفي تغريدات عبر مواقع التواصل، انتشرت مساء الخميس 18 أبريل/نيسان 2024، أشاد ناشطون من غزة بالخطوة التي قام بها أستاذ جراحة العظام بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، الدكتور أحمد عبد العزيز، مخاطراً بحياته من أجل المشاركة في عمليات إنقاذ المصابين في قطاع غزة، على الرغم من صعوبة الظروف والاستهداف المتعمد من الاحتلال للطواقم الطبية في مستشفيات القطاع، ونقص الإمكانيات والمعدات.
بحسب وسائل إعلام مصرية، فإن عبد العزيز وهو جراح عظام مصري، ترك عيادته وعمله في القاهرة، وغادر إلى العريش مع بدء الحرب على قطاع غزة للمشاركة في علاج المصابين الذين سمح لهم بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح.
ومنذ أكثر من أسبوع، تمكن الدكتور عبد العزيز، والذي يبلغ من العمر 75 عاماً من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح للمشاركة في إنقاذ المصابين داخل القطاع، بحسب ما أكد أمين مساعد نقابة الأطباء المصرية، خالد أمين.
الصحفي والمصور الفلسطيني صالح الجعفراوي أشاد في تغريدة عبر موقع "إكس" بالدكتور أحمد عبد العزيز، حيث كتب أنه أجابه على سؤال حول سبب مجيئه إلى قطاع غزة في ظل الحرب بالقول: "عايز أموت هنا.. مش فاضل حاجة من عمري".
فيما أطلق الناشط في غزة جهاد حلس لقب "فخر العرب والمسلمين الحقيقي"، على الدكتور أحمد عبد العزيز، قائلًا في تغريده له: "هذا الدكتور اسمه أحمد عبد العزيز، من أشهر أطباء العظام في مصر الحبيبة، حين اشتدت الحرب على غزة ترك عيادته المشهورة، وودع أهله وبلده وتوجه إلى غزة، وقام بإنجاز عشرات العمليات الدقيقة في وقت قياسي، وأنقذ حياة العشرات".
وأضاف حلس: "رغم خطورة الأوضاع عندنا إلا أنه لم يغادر غزة ولم يترك أهلها لحظة واحدة، بل إنه قام اليوم بالتوجه إلى شمال غزة مع أول وفد طبي يستطيع الوصول إلى هناك منذ 195 يوماً، ولما سأله الناس: ألا تخاف من هذه المجازفة؟ قال: عمري 75 سنة، وجئت لأموت هنا، مش باقي حاجة بعمري!!".
في تصريحات سابقة، وصف الدكتور أحمد عبد العزيز جميع الحالات التي قابلته خلال معالجته مصابي قطاع غزة، بـ"غاية الصعوبة والبشاعة"، حيث قال: "لم تكن هناك أي حالة سهلة أو بسيطة، فهناك كسور تحتاج إلى ساعات طويلة من العمليات من أجل الحفاظ على ما تبقى منها ومساعدة الناجى في مواصلة حياته، مشيراً إلى أن بعض المصابين تعرضوا لحروق بالغة بسبب الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي".
كما قال الدكتور عبد العزيز: "ما يثير الدهشة بين هذه الأحداث والعمليات الجراحية التي كانت تقدم في ملحمة، كان لسان حال جميع المصابين على قول واحد: الحمد لله".
ومنذ بداية الحرب قبل أكثر من 6 أشهر، أقدم الجيش الإسرائيلي على استهداف واقتحام مستشفيات القطاع، بشكل شلّ معظم الخدمات الطبية.
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".