الهلوسة الشمية، والتي تسمى كذلك "فانتوزميا"، هي حالة تجعل المصاب بها يشم روائح غير موجودة بالفعل في البيت، أو في فضاءات أخرى، غالباً ما تكون مغلقة.
قد تكون هذه الروائح زكية أو كريهة، وكل شخص حسب حالته، لذلك فهي حالة عرضية غير ثابتة، إذ يمكن أن تؤثر هذه الهلوسة الشمّية على إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما.
في بعض الحالات لا تشكل هذه الهلوسة أي قلق على المصاب، لأنها قد تختفي بعد فترة بسيطة، ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن تشير إلى حالة صحية أكثر خطورة، مثل مرض باركنسون أو السكتة الدماغية أو ورم في المخ.
والهلوسة الشمية ليست بالمرض الشائع كثيراً، إذ عندما يصاب الشخص ببعض الاضطرابات التي تؤثر على حاسة الشم فإن هذه الروائح الوهمية تصيب ما يقارب 10% إلى 20% من الحالات.
أعراض الهلوسة الشمية
تشير الهلوسة الشمية، أو فانتوزميا إلى أي رائحة يتم شمها وهي غير موجودة في الواقع، إذ تكون هذه الرائحة في بعض الحالات لطيفة، مثل رائحة الحلويات الطازجة، لكن أغلب الناس يصفون الروائح الكريهة التي يشمونها على أنها تشبه:
- المطاط المحروق.
- القمامة.
- الطعام الفاسد.
- دخان التبغ.
- مواد كيميائية.
- رائحة معدنية.
- رائحة أشياء متعفنة أو قديمة.
فيما هناك بعض الحالات عند بعض الأشخاص الذين يكونون غير قادرين على التعرف على الرائحة، أو اكتشاف الشيء الذي تشبهه.
الأسباب الشائعة
هناك مجموعة من الأسباب الشائعة التي تجعل الشخص يعاني من مشكل الهلوسة الشمية، وتوهمه ببعض الروائح التي هي غير موجودة في الواقع.
ومن بين هذه الأسباب الشائعة كل من:
- نزلات البرد.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- الحساسية.
- الأورام الحميدة في الأنف.
- الصداع النصفي.
- تناول أدوية معينة.
- التعرض للمواد الكيميائية السامة، مثل الزئبق أو الرصاص.
- مشاكل الأسنان، مثل أمراض اللثة أو جفاف الفم.
- التدخين.
- الإصابة بمرض كورونا (كوفيد 19)
الأسباب الأقل شيوعاً
بعيداً عن هذه الحالات التي تم ذكرها، هناك بعض الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الإنسان، والتي تؤدي إلى تعرضه للهلوسة الشمية، وقد يكون هذا العرض واحداً من الأسباب التي تساعد على التعرف على هذا المرض، في حال كان المريض غير مدرك له.
ومن بين هذه الأمراض نذكر كلاً من:
- مرض الشلل الرعاش.
- الورم في المخ.
- السكتة الدماغية.
- صدمة الرأس.
- الصرع.
- مرض الزهايمر.
- ورم أرومي عصبي.
طرق تشخيص الهلوسة الشمية
يقوم الطبيب أولاً بتحديد سبب وجود روائح وهمية لدى الشخص المصاب، لأن تحديد السبب الأساسي سيساعده على اختيار المسار المناسب للعلاج.
إذ يتم فحص الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة، ثم يتم طرح عدة أسئلة تتعلق بالأعراض على المريض، بما في ذلك أنواع الروائح، ومدة استمرارها، وما إذا كان يشمها في إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما.
بعد ذلك يتم اللجوء إلى مجموعة من الاختبارات الخاصة لمعرفة سبب شم الروائح الوهمية، قد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
تنظير الأنف
خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بإدخال منظار داخلي في الأنف لفحص الممرات الأنفية والجيوب الأنفية.
اختبارات التصوير
بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
مخطط كهربية الدماغ
يقيس هذا الاختبار الآمن وغير المؤلم نشاط دماغ الشخص المريض، إذ يمكنه معرفة ما إذا كانت لديه أي حالات متعلقة بأمراض الدماغ.
طرق العلاج الممكنة
يعتمد علاج الهلوسة الشمية أو"فانتوزميا" على السبب الأساسي للمرض، إذ عندما تكون الروائح الوهمية نتيجة لنزلات البرد أو الحساسية أو الالتهابات، فسوف تتوقف الروائح الوهمية بمجرد التعافي.
فيما يعد علاج الحالات العصبية (المتعلقة بالدماغ) من الهلوسة الشمية أكثر صعوبة، إذ هناك علاجات مختلفة اعتماداً على السبب الدقيق.
على سبيل المثال، قد يحتاج الأشخاص المصابون بالصرع إلى أدوية خاصة أو الجراحة، فيما سوف يحتاج الشخص المصاب بورم في المخ إلى العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
وبمجرد أن يكتشف الطبيب المشرف على الحالة السبب الجذري للفانتوسميا، فسوف يوصي بالعلاج المناسب، والذي يختلف من شخص إلى آخر.
العلاجات المنزلية للفانتوسميا
قد يجد الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة الشمية الراحة باستخدام بعض العلاجات المنزلية، التي تقلل من حدة الأعراض.
ومن بين هذه العلاجات نجد ري الأنفي، الذي يتم من خلال شطف الممرات الأنفية باستخدام محلول ملحي متاح دون وصفة طبية.
يمكن الاستعانة كذلك ببخاخات الأنف، التي تساعد على تقليل الاحتقان، ويمكن شراء رذاذ الأنف هذا بدون وصفة طبية.