“نيدو” و”سيريلاك” لهما طعم آخر بالبلدان الفقيرة! تقرير يتهم “نستله” بالتمييز بين أطفال العالم

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/17 الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/17 الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش
الشركة العالمية نستله/رويترز

كشف تقرير جديد أن شركة "نستله"، أكبر شركة للسلع الاستهلاكية في العالم، تضيف السكر والعسل إلى حليب الأطفال ومنتجات الحبوب التي تباع في العديد من البلدان الفقيرة، وهو ما يتعارض مع المبادئ التوجيهية الدولية التي تهدف إلى الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة، وفق ما أفادت به صحيفة "الغارديان" البريطانية. 

جاء ذلك بعدما أرسل نشطاء من منظمة Public Eye، وهي منظمة تحقيق سويسرية، عينات من منتجات أغذية الأطفال السويسرية المتعددة الجنسيات التي تباع في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى مختبر بلجيكي للاختبار. 

وكشفت النتائج وفحص عبوات المنتج عن وجود سكر مضاف على شكل سكروز أو عسل في عينات من "نيدو"، وهي علامة تجارية لتركيبة حليب المتابعة مخصصة للأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة فما فوق، و"سيريلاك"، وهي حبوب مخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين.

تمييز بين أطفال العالم

يشار إلى أنه في الأسواق الأوروبية الرئيسية لشركة نستله، بما في ذلك المملكة المتحدة، لا يوجد سكر مضاف في التركيبات المخصصة للأطفال الصغار. 

وفي حين أن بعض الحبوب التي تستهدف الأطفال الصغار الأكبر سناً تحتوي على سكر مضاف، إلا أنه لا يوجد أي سكر مضاف في المنتجات التي تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنة واحدة. 

في السياق، قال لوران غابريل، خبير الزراعة والتغذية في منظمة Public Eye: "يجب على شركة نستله وضع حد لهذه المعايير المزدوجة الخطيرة والتوقف عن إضافة السكر في جميع المنتجات المخصصة للأطفال دون سن الثالثة، في كل جزء من العالم". 

وفي تقريرها، الذي تمت كتابته بالتعاون مع شبكة العمل الدولية لأغذية الأطفال، قالت Public Eye إن البيانات الصادرة عن شركة Euromonitor International، وهي شركة لأبحاث السوق، كشفت عن مبيعات التجزئة العالمية التي تزيد عن 1.2 مليار دولار (960 مليون جنيه إسترليني) لـ"سيريلاك". 

أعلى الأرقام موجودة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مع 40% من المبيعات في البرازيل والهند فقط. 

"معايير مزدوجة"

من جانبه، قال الطبيب نايجل رولينز، المسؤول الطبي في منظمة الصحة العالمية، إن النتائج تمثل "معايير مزدوجة لا يمكن تبريرها". 

ووجد الباحثون أن الحبوب بنكهة البسكويت للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وما فوق تحتوي على 6 غرامات من السكر المضاف لكل حصة في السنغال وجنوب أفريقيا، في حين أن نفس المنتج المبيع في سويسرا لا يوجد به أي شيء. 

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على منتجات سيريلاك المبيعة في الهند، في المتوسط، أكثر من 2.7 غرام من السكر المضاف لكل حصة. 

وفي البرازيل، حيث يُعرف السيريلاك باسم Mucilon، تبين أن اثنين من كل ثمانية منتجات لا يحتويان على سكر مضاف، لكن الستة الأخرى تحتوي على ما يقرب من 4 غرامات لكل حصة. 

وفي نيجيريا، كان أحد المنتجات التي تم اختبارها يحتوي على ما يصل إلى 6.8 غرام. 

تباين كبير في مستويات السكر

وفي الوقت نفسه، كشفت الاختبارات التي أجريت على منتجات العلامة التجارية "نيدو"، التي تبلغ مبيعاتها بالتجزئة في جميع أنحاء العالم أكثر من 4.1 مليار دولار، عن وجود تباين كبير في مستويات السكر.

وفي إندونيسيا، تحتوي منتجات أغذية الأطفال "نيدو" التي تباع باسم Dancow، على حوالي 2  غرام من السكر المضاف لكل 100 غرام من المنتج على شكل عسل، أو 0.8 غرام في الوجبة. 

في المكسيك، اثنان من منتجات "نيدو" الثلاثة المتاحة للأطفال الصغار لا يحتويان على سكر مضاف، لكن المنتج الثالث يحتوي على 1.7 غرام لكل حصة. 

وقال التقرير إن منتجات Nido Kinder 1+ التي تباع في جنوب أفريقيا ونيجيريا والسنغال تحتوي جميعها على غرام واحد تقريباً لكل حصة.

مشكلة السمنة

في المقابل، قال متحدث باسم شركة نستله: "نحن نؤمن بالجودة الغذائية لمنتجاتنا المخصصة لمرحلة الطفولة المبكرة، ونعطي الأولوية لاستخدام مكونات عالية الجودة تتكيف مع نمو الأطفال وتطورهم"، وفق ما نقلت الغارديان. 

وقال البيان إنه ضمن فئة أغذية الأطفال "شديدة التنظيم"، تلتزم نستله دائماً "باللوائح المحلية أو المعايير الدولية، بما في ذلك متطلبات وضع العلامات والعتبات الخاصة بمحتوى الكربوهيدرات الذي يشمل السكريات" وتعلن عن إجمالي السكريات في منتجاتها، بما في ذلك تلك المنتجة من العسل. 

يُذكر أن السمنة باتت مشكلة متزايدة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن دون سن الخامسة في أفريقيا بنحو 23% منذ عام 2000، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في حين يعاني أكثر من مليار شخص من السمنة عالمياً.

وتنص إرشادات منظمة الصحة العالمية الخاصة بالمنطقة الأوروبية على أنه لا ينبغي السماح بالسكريات المضافة أو مواد التحلية في أي طعام للأطفال دون سن الثالثة. 

وتوصي المملكة المتحدة بأن يتجنب الأطفال دون سن الرابعة تناول الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة بسبب المخاطر بما في ذلك زيادة الوزن وتسوس الأسنان. 

كذلك توصي المبادئ التوجيهية للحكومة الأمريكية بتجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكريات مضافة لمن تقل أعمارهم عن عامين.

علامات:
تحميل المزيد