“عُثر عليها عالقة على شجرة”! قصة مؤثرة لرضيعة فلسطينية بلا أهل أو قريب، ولماذا سمّاها الطبيب “ملاك”؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/13 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/13 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
أطفال حديثو الولادة في مستشفى الشفاء بغزة/رويترز

قال موقع شبكة NBC News الأمريكية، في تقرير نشره يوم الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، إن الرضيعة الفلسطينية "ملاك" وصلت إلى مستشفى الهلال الإماراتي (تل السلطان) في رفح، وهي لا تكاد تبلغ من العمر إلا بضعة أيام، وكانت شديدة الهزال، ولا يُعلم لها اسم ولا أهل. ولم يعرف المسعفون إذا كان أهلها أحياء أم أمواتاً، فأبلغوا المستشفى بأنها "مجهولة الهوية". أما الآن فقد صار عمرها 6 أشهر، وتحظى بالرعاية في الجناح الطبي الذي تعمل به ولية أمرها بحكم الواقع، الممرضة أمل أبو ختلة.

قالت الممرضة الفلسطينية لمراسلي "إن بي سي نيوز" في رفح: "عايشنا قصصاً مروعة بسبب الحرب ومحنتها، ولكن قصة (ملاك) هي أشد هذه القصص تأثيراً فيَّ"، "فالأطفال الآخرون الذين وصلوا إلينا كان معهم في العادة أحد من ذويهم، أما ملاك فلم يكن معها أحد، وكان اسمها (مجهولاً)".

الطفلة ملاك عُثر عليها دون أهلها في غزة

نقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر فلسطينية قولها إن ملاك عُثر عليها عالقة في شجرة بالقرب من منزل عائلتها المدمر في وسط غزة، ويبدو أنها سقطت على أغصان الشجرة بسبب غارة جوية إسرائيلية قتلت أهلها، في نوفمبر/تشرين الثاني. وقد نُقلت بعد ذلك إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة لتلقي العلاج، وقال الدكتور ناصر بلبل، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في المستشفى، إن الحبل السري الذي كان متصلاً بملاك يشير إلى أنها كانت تبلغ من العمر يومين فقط، و"قلنا لأنفسنا إن ملاكاً مَن أنقذها، فسمَّيناها (ملاك)".

على إثر اقتراب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى الشفاء، وما شهده المستشفى من انقطاع في التيار الكهربائي، وقلة الإمدادات، نُقلت ملاك و30 طفلاً آخر من الأطفال الخدج إلى مستشفى الهلال الإماراتي في رفح، جنوب قطاع غزة. وهناك التقتها الممرضة أمل أبو ختلة لأول مرة، وبعد أن تسلم الأهالي رضيعين ونُقل الباقون إلى مصر للعلاج، لم تبقَ سوى ملاك وحيدة بلا أهل ولا اسم.

رعاية عائلية للطفلة 

قالت أمل لمراسلي "إن بي سي نيوز": "لقد كان للأمر أثر شديد في نفسي، وازداد قربي من ملاك"، فطلبت الإذن من وزارة الصحة في غزة بأن تبقى معي، وقد وافقوا، فأخذتها "إلى المنزل، ونذرت أن أرعاها وأدفع عنها آثار المحنة التي تعرضت لها"، و"عائلتي تساعدني في رعاية ملاك، ونأتي لها بالحليب والحفاضات من المستشفى"، و"هي في وضع جيد الآن من الناحية الصحية والاجتماعية".

Baby Malak with her de-facto guardian, Dr. Amal Abu Khatleh, at the Emirati Hospital in Rafah in southern Gaza.

في حين كشف تقرير صدر حديثاً عن "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف)، أن في غزة 17 ألف طفل على الأقل انفصلوا عن ذويهم، أو لم يعد لهم أهل، بعد مقتلهم في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر.

وقال الدكتور محمد سلامة، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي في رفح، إن هناك كثيرين مستعدون لتبني الرضع الذين هم تحت رعايته، لكن العثور على أشخاص لرعاية الأطفال اليتامى أمر أصعب بكثير.

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن تبني الأطفال من غير الأهل أمر نادر نسبياً في الشرق الأوسط، وعادةً ما تتولى الشبكات العائلية الممتدة رعاية الأطفال الذين فقدوا والديهم. لكن اليونيسف تقول إن ضغوط الفقر والحاجة لتوفير الغذاء والمأوى تجعل كثيراً من الأسر تتردد في استقبال مزيد من الأطفال وتولي المسؤولية عنهم.

Baby Malak was found in a tree after a strike killed her family.
الطفلة ملاك في المستشفى- NBC News

ومع ذلك، قالت أمل أبو ختلة، وهي تحتضن ملاك، إنها لا تزال تبحث عن أقارب لها على قيد الحياة، و"لو لم يُرد الله ذلك فمستقبلها معي، وقد سلَّمت هذا الأمر لله".

تحميل المزيد