قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس 11 أبريل/نيسان 2024، إن إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة، لكنها مستعدة أيضاً لسيناريوهات في مناطق أخرى، وذلك وسط مخاوف من أن تكون إيران تجهز لضرب إسرائيل رداً على الهجوم الذي أودى بحياة مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار.
وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل "مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعاً وهجوماً"، وقال إن إسرائيل ستؤذي من يؤذيها، وإنها تستعد لتحديات من ساحات أخرى، على حد قوله.
وقال نتنياهو: "نعيش أياماً مليئة بالتحديات، نحن في خضم الحرب بغزة التي تستمر بكل قوتها، وفي موازاة ذلك نواصل الجهود غير المتوقفة لاسترجاع مخطوفينا". وأضاف: "ولكننا نستعد أيضاً لسيناريوهات تشمل تحديات تنطلق من ساحات أخرى (لم يحددها)، لقد حددنا مبدأ بسيطاً مفاده أن من يؤذنا نؤذه".
وتابع: "نستعد لتلبية احتياجات دولة إسرائيل الأمنية، في الدفاع وفي الهجوم على حد سواء".
ووجه نتنياهو خطابه إلى أفراد السرب رقم 133، الذي يشغل طائرات مقاتلة من طراز "إف-15″، وفق البيان. وقال نتنياهو للطيارين: "أنا والشعب الإسرائيلي نعتمد عليكم، وأتمنى لجميعنا نجاحاً كبيراً".
إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة
في سياق متصل، وبعد أيام على انسحابه من مدينة خان يونس، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس -ثاني أيام عيد الفطر- عملية عسكرية "مباغتة" وسط قطاع غزة.
وشنّت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية خلال الليل أحزمة نارية كثيفة، استهدفت بنايات سكنية ومنازل وأراضي زراعية وطرقات في مناطق متفرقة بمخيم النصيرات ومناطق شمال غرب المخيم، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى ودمار هائل.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان : "بدأت الفرقة 162 الليلة الماضية حملة عسكرية مباغتة وسط قطاع غزة". وذكر أن العملية تنفذها "مجموعة القتال التابعة للواء 401، ومجموعة القتال التابعة للواء الناحال، والوحدات الأخرى تحت قيادة الفرقة 162".
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "قبل دخول القوات إلى المنطقة أغارت طائرات حربية وقطع جوية تابعة لسلاح الجو، من خلال عدة طلعات جوية هجومية، على عشرات البنى التحتية المعادية فوق الأرض وتحتها وسط القطاع".
وأضاف: "تم تنفيذ النشاط المشترك للقوات المناوِرة وسلاح الجو بناءً على توجيه استخباراتي دقيق". وأوضح أنه "وفي إطار النشاط، نفذت قوات سلاح البحرية عدة هجمات على المنطقة الساحلية وسط القطاع، دعماً للجنود الذين ينشطون في المنطقة".
وتأتي العملية بعد أيام من إعلان الجيش، في 7 أبريل/نيسان 2024، انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها، كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، إنه لم يتبقَّ في غزة سوى لواء واحد فقط، هو لواء "ناحال"، الذي يتولى مهمة تأمين ممر "نتساريم" (أقامه الجيش لقطع شمال قطاع غزة عن جنوبه)، لمنع النازحين من العودة إلى الشمال.
غارات على وسط قطاع غزة
في اليوم الرابع بعد الانسحاب من خان يونس، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات كثيفة وأحزمة نارية على وسط القطاع، قبل توغل قواته شمال غرب مخيم النصيرات، حسب شهود عيان.
وذكر الشهود أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مسجدي "ذو النورين" في أرض أبو غولة غرب النصيرات، و"معاذ بن جبل" شمال المخيم. وأشاروا إلى أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت نيران الأسلحة الرشاشة بشكل كثيف على مدار ساعات متواصلة شمال وغرب النصيرات.
كما دمرت الطائرات الحربية بنايات سكنية في مدينة الزهراء، وبرج الصالحي شمال النصيرات، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى، وفق مصادر طبية.
وفجر الخميس، اندلعت معارك ضارية (متواصلة حتى الساعة 10:05 ت.غ) بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في مناطق المغراقة والزهراء وشمال جسر وادي غزة (وسط). واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي المدفعية والرشاشات الثقيلة من الطائرات المروحية، إضافة لعدد كبير من القذائف الدخانية، وفق الشهود.
وهذه المرة الأولى التي تصل فيها القوات الإسرائيلية إلى المناطق الشمالية الغربية من مخيم النصيرات، منذ بداية الحرب على القطاع، المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المنطقة التي ينفذ فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته مكتظة بآلاف النازحين الفلسطينيين الذين يقطنون في خيام بالأراضي الزراعية والساحلية هناك، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية جديدة إذا وسع الجيش من عملياته في المنطقة، وفق مصادر محلية فلسطينية.
وحلَّ عيد الفطر على غزة هذا العام بينما تشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على القطاع، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".