قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، الثلاثاء، 9 ابريل/نيسان 2024 في قصف إسرائيلي عشية عيد الفطر المبارك استهدف منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأفادت "الأناضول" نقلاً عن شهود عيان، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت منزل عائلة "أبو يوسف" في مخيم النصيرات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
قصف إسرائيلي عشية عيد الفطر المبارك
ذكر الشهود أن القصف أحدث دماراً واسعاً في المنزل المستهدف، وأضراراً جسيمة في المنازل المجاورة. وأوضحوا أن الطواقم الطبية والدفاع المدني تقوم بإجلاء المصابين والقتلى إلى مستشفيات القطاع.
في سياق متصل، فقد قالت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، الثلاثاء، إن إسرائيل "تتعمّد إفساد المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية" في فلسطين، وحوّلت عيد الفطر إلى "مناسبة للحزن".
وأضافت اللجنة في بيان أن "الاحتلال على مدار سنوات إرهابه الطويلة في فلسطين، يتعمّد الإمعان في القمع وإفساد المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية".
وأوضحت أن "الاحتلال حرم الآلاف من الوصول للمسجد الأقصى، ومنع مسيحيي فلسطين من الاحتفال بعيد القيامة (الفصح)، وكل ذلك يجري في ظل تخاذل المنظومة الدولية عن نصرة المظلوم ومعاقبة الظالم".
واقتصرت الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في فلسطين، في فعاليات في إحياء عيد الفصح في 31 مارس/آذار الماضي، على الطقوس الدينية، بينما منعت إسرائيل مسيحييّ الضفة الغربية من الوصول إلى القدس وكنيسة القيامة، خلال العيد.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، تزايدت الاعتداءات الإسرائيلية ضد رجال دين مسيحيين بالقدس، سواء من قبل المستوطنين الذين غالباً ما يتهجمون على الرهبان، أو من قبل الشرطة نفسها التي تورطت في العديد من حوادث الاعتداء بالضرب عليهم.
وعن عيد الفطر الذي يحل الأربعاء، أشارت اللجنة إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي حوّل عيد الفطر في فلسطين، خاصة في قطاع غزة إلى مناسبة للحزن والألم والأسى على فقد الأحبة، وحرم شعبنا فرحة العيد بعد أن جعل غزة جحيماً، أمام الصمت المخزي لقوى العالم المتنفذة التي فقدتْ إنسانيتها".
ويحل عيد الفطر هذا العام تزامناً مع مضي أكثر من 6 أشهر على بدء الحرب الأطول على قطاع غزة، مخلفةً عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنى التحتية؛ ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
جرائم في مستشفى الشفاء
في حين أعلنت حركة حماس، الثلاثاء، أن أعمال البحث المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومحطيه كشفت "فظائع" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه.
ومطلع أبريل/نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من مجمع الشفاء، بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وعشرات الجثث.
وقالت الحركة في بيان: "لا تزال أعمال البحث المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب جيش الاحتلال الفاشي منه؛ تكشف المزيد من الفظائع المرتكبة فيه".
وأضافت: "إلى جانب تدمير وحرق المجمع وإخراجه بشكل كامل من الخدمة؛ انتشلت أطقم الدفاع المدني جثامين المئات من الشهداء من المجمّع ومحيطه، ممن دفنهم الاحتلال تحت الركام وأكوام الرمال، في محاولة منه لإخفاء جريمته بحق المستشفى ومن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين".
وأشارت إلى أن إسرائيل "انتهكت كافة القوانين والمعاهدات التي تحمي المدنيين والمستشفيات التي جعلتها هدفاً لجيشها المهزوم، على طريق سعيه الفاشل لتهجير شعبنا عبر تدمير كافة سبل الحياة في قطاع غزة". وطالبت الحركة، المجتمع الدولي ومؤسساته لـ"العمل الجاد لملاحقة ومحاسبة هذا الكيان النازي، على كل جرائمه وانتهاكاته".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، انتشال جثامين 409 قتلى من مدينة خان يونس جنوبي القطاع ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقتين.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من مئة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".