حاملات الطائرات الأمريكية مهددة بالغرق.. إليك أبرز الأسلحة والاستراتيجيات التي طورتها الصين لتدميرها

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/09 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/09 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
حاملة طائرات أمريكية/ويكيميديا

رغم أن حاملات الطائرات الأمريكية أداة واشنطن الرئيسية لمواجهة صعود القوة العسكرية الصينية، فإن كثيراً من الخبراء يحذرون من أن هذه الحاملات مهددة بالتدمير والغرق بفضل مجموعة من الأسلحة والتكتيكات الصينية غير الباهظة. 

تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية عرض لمجموعة من الأسلحة والتكتيكات والاستراتيجية الصينية المصممة لتدمير حاملات الطائرات الأمريكية.

غواصة صينية قديمة أهانت أقوى حاملات الطائرات الأمريكية في عام 2007

في عام 2007، أرسل جيش التحرير الشعبي الصيني واحدة من غواصاته القديمة من طراز "سونغ" Song-class التي تعمل بوقود الديزل لملاحقة مجموعة حاملة طائرات قتالية تابعة للبحرية الأمريكية كانت تختتم مناورات عسكرية ضخمة قرب سواحل الصين.

لكنَّ الغواصة الصينية فعلت شيئاً لا يُصدَّق، حسب تعبير المجلة الأمريكية.

فبينما كانت المجموعة القتالية التابعة للبحرية الأمريكية منشغلة بشؤونها، وبينما كانت طواقم سفنها الحربية باهظة التكلفة والمتطورة تشعر بارتياح تام لعلمها أنَّها تملك على متنها أفضل الدفاعات التي يمكن لأموال الضرائب الأمريكية شراؤها -وأنَّه لا أحد في آسيا سيكون مجنوناً بما يكفي ليجرؤ على الاقتراب منها وهي بالبحر- طفت الغواصة الصينية من طراز سونغ في مرمى بصر السفينة الرائدة بالمجموعة القتالية، حاملة الطائرات "يو إس إس كيتي هوك" (USS Kitty Hawk).

شعر الطاقم على متن حاملة الطائرات العاملة بالطاقة النووية بالصدمة والإهانة، وعرفوا أنَّ غواصة صغيرة قديمة تعمل بوقود الديزل قد تفوقت عليهم، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية. 

حاملات الطائرات الأمريكية
غواصة صينية من طراز Song-class -ويكيميديا

فكان بإمكان هذه الغواصة من طراز سونغ أن تطلق بسهولة مجموعة طوربيدات كانت على الأرجح ستستهدف بدن حاملة الطائرات كيتي هوك في حال كان قائد الغواصة الصينية راغباً في إرسال حاملة الطائرات الأمريكية الأسطورية (التي أُحيلَت إلى التقاعد بعد ذلك) إلى قاع المحيط.

لكن بدلاً من إطلاق طوربيداتها صوب حاملة الطائرات الأمريكية التي جرت مباغتتها، قرر طاقم الغواصة الصينية الخروج من غواصتهم والسخرية من طاقم "كيتي هوك".

كانت بكين تبعث برسالة إلى واشنطن: لا تستهينوا بنا.

والعام الذي وقعت فيه هذه الحادثة (2007) هو نفس العام الذي فاجأ فيه الجيش الصيني العالم بإطلاقه سلاحاً مضاداً للأقمار الصناعية دمَّر قمراً صناعياً صينياً مهجوراً خاصاً بالطقس في مداره. لم يكن هذا الاستعراض استفزازياً وحسب، بل أيضاً إشارة على أنَّ القدرات الهجومية الصينية تتقدَّم.

استراتيجية صينية لمواجهة حاملات الطائرات الأمريكية

منذ ذلك الحين، قرنت الصين قدراتها المضادة للفضاء والغواصات بدفاعات منع وصول/حظر دخول (A2/AD) قوية تهدف لتحجيم القدرات القوية الأخرى للقوات البحرية والجوية الأمريكية من أجل إبراز القوة في المناطق التي تعتبرها الصين تابعةً لها.

ومنع الوصول/رفض المنطقة (A2/AD) هي استراتيجية عسكرية للتحكم في الوصول إلى بيئة التشغيل وداخلها، ويشير منع الوصول إلى تلك الإجراءات والقدرات، التي عادة ما تكون طويلة المدى، والمصممة لمنع قوة العدو من دخول منطقة العمليات. يشير حرمان المنطقة إلى تلك الإجراءات والقدرات، التي عادة ما تكون ذات مدى أقصر، والمصممة للحد من حرية عمل القوة المعادية داخل منطقة العمليات. باختصار، ويشير A2/AD عادةً إلى الاستراتيجية التي يستخدمها الخصم الأضعف للدفاع ضد خصم يتمتع بمهارة متفوقة.

وحادثة تفوق غواصة صينية متهالكة من طراز سونغ على حاملة الطائرات يو إس إس كيتي هوك ليست هي المرة الوحيدة التي تدخل فيها غواصة أجنبية ضمن مدى نيران حاملة طائرات أمريكية باهظة عملاقة. إذ دخلت غواصة سويدية من طراز "غوتلاند" Gotland-class (لا تعمل بالطاقة النووية أيضاً) ضمن مدى نيران حاملة طائرات أمريكية خلال مناورات عسكرية في المحيط الهادئ عام 2005. وأغرقت الغواصة السويدية في تلك المناورات التدريبية حاملة الطائرات الأمريكية.

وأغرقت غواصة تابعة للبحرية الفرنسية تعمل بالطاقة النووية من طراز "روبي" Rubis-class حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس تيودور روزفلت من طراز "نيميتز" Nimitz-class خلال مناورات تدريبية عام 2015.

المغزى هنا هو أنَّ الصين يمكنها بسهولة إغراق، أو على الأقل إلحاق الضرر 

بــ"حاملات الطائرات الأمريكية" عند بداية الحرب بين القوتين العظميين باستخدام عدد قليل من الطوربيدات من إحدى الغواصات. وبأخذ منطقة منع الوصول/حظر الدخول الصينية المثيرة للإعجاب في الحسبان، يمكن لذلك أن يجعل حاملة الطائرات الأمريكية -سفينة السطح الرئيسية لدى البحرية الأمريكية- متقادمة عفا عليها الزمن. 

وإذا ما خاطرت البحرية بالاستمرار في إرسال هذه الوحوش إلى المعركة، فإنَّ احتمال تعرُّضها للتدمير أو الضرر غير القابل للإصلاح قبل أن تتمكّن من إثبات جدواها في القتال مع منافس شبه ند، مثل الصين، كبير.

الصين تطور طوربيدات فرط صوتية وغواصات مُسيَّرة لتدمير حاملات الطائرات

يُعَد Yu-6 هو الطوربيد الأساسي لدى الصين منذ عام 2021. وهو قائم على نموذج طوربيد MK 48 الناجح ثنائي الغرض المضاد للغواصات والسفن لدى البحرية الأمريكية، وهو يمثل تهديداً حقيقياً لسلامة السفن الأمريكية التي قد تعمل في بيئة محل نزاع، مثل مضيق تايوان، أو بحريّ الصين الجنوبي أو الشرقي. 

جرى تطوير الطوربيد Yu-6 لأول مرة عام 2005، على الأرجح بمساعدة روسية، ويمتلك الطوربيد نظام تتبُّع موجات الماء المخروطية الناتجة عن مراوح دفع السفن المستهدفة المعروف باسم نظام "Wake-homing"، بالإضافة إلى أنظمة توجيه نشطة وسلبية (Active and passive homing) تساعد الطوربيد في مطاردة هدفه.

حاملات الطائرات الأمريكية

ثُمَّ هناك الطوربيد الصاروخي الفرط صوتي الجديد "العابر للأوساط" الذي يدّعي لي بينغفي وفريقه في الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع في مدينة تشانغشا الصينية أنَّهم ابتكروه في عام 2022. ويتم إطلاق هذا الصاروخ الفرط صوتي المضاد للسفن إلى الجو، وحين يصل إلى سرعته القصوى، يغوص في الماء ليصبح طوربيداً فرطاً صوتياً. الأكثر من ذلك أنَّ بإمكانه تغيير مساره لتفادي الهجمات القادمة من دفاعات السفن.

وفي حين أنَّ هذه التكنولوجيا لا تزال طور التجربة إلى حدٍّ كبير، فإنَّ الحقيقة هي أنَّ الصين لديها طرق أكثر مما يكفي لجعل كل حاملات الطائرات الأمريكية غير فعالة قتالياً. هذا ناهيكم عن الخطر الذي تفرضه الترسانة الصينية المتطورة على نحوٍ متزايد من الغواصات المُسيَّرة غير المأهولة على سلامة السفن الحربية الأمريكية.

ووفقاً لتسريب تقرير سري للغاية من قبل إدارة استخبارات هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، فإن الجيش الصيني اختبر في فبراير/شباط 2023 بنجاح صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى فرط صوتي يسمى DF-27، يوصف بأنه "قاتل حاملات الطائرات"، ويقال إن سرعته تصل إلى 8.6 ماخ.

وكشفت الوثيقة أن هذا الصاروخ لديه قدرة محتملة على التهرب من الدفاع الصاروخي الباليستي الأمريكي، وأنه مصمم لتعزيز قدرة بكين على ضرب أجزاء كبيرة من المحيط الهادئ، بما في ذلك أراضي غوام الأميركية، التي تستضيف قاعدة عسكرية استراتيجية، الأمر الذي يجعله قادراً على تهديد أسطول حاملات الطائرات الأمريكية.

أمريكا مصرة على اتباع نموذج معيب لإبراز القوة البحرية

في ظل ندرة الأنظمة البديلة القادرة على مواصلة إبراز القوة الأمريكية في المناطق محل التنازع، قد يكون للجيش الصيني اليد الطولى التي يحتاج إليها لإبعاد الجيش الأمريكي والضغط على جيرانه من أجل قبول نظام إقليمي جديد تقوده الصين.

وتجاوزت أحدث حاملات الطائرات الأمريكية، من طراز "فورد" Ford-class، الميزانية والوقت المخصص لتطويرهها. فتكلَّفت أولى حاملات الطائرات، يو إس إس جيرالد فورد، 1.3 مليار دولار

واستغرق بناؤها أكثر من عقد من الزمن، وتجاوزت الميزانية المرصودة لها. وواجهت حاملة الطائرات منذ تشغيلها عام 2017 سلسلة من المشكلات الفنية. ولا توجد دلائل تشير إلى أنَّ حاملات الطائرات الأمريكية طوَّرت إجراءات مضادة يُعوَّل عليها في مواجهة هذه الأشكال من الهجمات. بعبارة أخرى، استثمرت الولايات المتحدة أموالاً طائلة في نظام غير ذي صلة بالحرب الحديثة.

وبدلاً من الاعتراف بهذا الواقع المؤسف، تُصِرُّ البحرية والكونغرس الأمريكيين على مواصلة نهجهما، آملين أن يكون التهديد الصيني مُبالَغاً فيه بطريقة أو بأخرى. لكنَّه ليس كذلك. وستُدمَّر حاملات الطائرات بطوربيدات تُطلَق من غواصات صينية قديمة تُكلِّف جزءاً يسيراً من تكلفة حاملات الطائرات الأمريكية الفخمة التي تعمل بالطاقة النووية.

تحميل المزيد