قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2024 إن بلاده قد تمارس ضغوطاً وتفرض عقوبات على إسرائيل، من أجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك في تصريحات خلال بث مشترك لقناة فرانس 24 وإذاعة "آر إف آي"،
وطالب وزير الخارجية الفرنسي بفتح المعابر في شمال وجنوب قطاع غزة ومرور مئات من شاحنات المساعدات إلى المنطقة.
كما أفاد أنه "يجب أن تكون هناك وسائل ضغط، وهناك وسائل متعددة تصل حد العقوبات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية".
وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات براً إلى غزة؛ ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم حوالي مليوني نازح جراء الحرب، وتحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
كما لفت إلى أن فرنسا تعد واحدة من دولتين اقترحتا فرض عقوبات على صعيد أوروبا ضد المستوطنين الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأشار إلى أنهم سيواصلون القيام بذلك إذا لزم الأمر لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وشدد على دعم فرنسا لحل الدولتين، مضيفاً أنها ستظل "صديقة لإسرائيل".
في الجهة المقابلة، يزعم الاحتلال أن المساعدات تدخل إلى قطاع غزة بوتيرة أسرع بعد ضغوط مارسها المجتمع الدولي لزيادتها، إلا أن كمية المساعدات لا تزال محل خلاف، فيما تقول الأمم المتحدة إنها أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وادعت إسرائيل أن 419 شاحنة دخلت إلى غزة الإثنين 8 أبريل/نيسان 2024، وهو أعلى عدد شاحنات يدخل خلال يوم واحد منذ اندلاع الحرب، رغم إعلان الهلال الأحمر والأمم المتحدة أرقاماً أقل بكثير وحديث الأمم المتحدة عن أن العديد من الشاحنات كانت نصف ممتلئة بسبب قواعد التفتيش الإسرائيلية.
من جانبها، أدانت وكالات إغاثة إسرائيل وقالت إنها لا تسمح بوصول ما يكفي من الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية اللازمة، كما اتهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل باستخدام التجويع سلاحاً في الحرب.
من جهته، أشار ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أيضاً إلى قيود صارمة مفروضة على تسليم المساعدات داخل قطاع غزة نفسه في الشهر الماضي، وقال إن إسرائيل رفضت دخول نصف القوافل التي حاولت الأمم المتحدة إرسالها إلى الشمال في مارس/آذار.
وذكر لاركيه أن احتمالات منع قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة من المرور أكبر بنحو ثلاث مرات من أي قوافل أخرى.
وتشنّ إسرائيل منذ ستة أشهر، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".