قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 7 أبريل/نيسان 2024، إن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار بعد ستة أشهر من الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة حتى يتم إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع الفلسطيني، وجاءت تعليقاته التي أدلى بها في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، مع بدء جولة جديدة من محادثات الهدنة في مصر.
جولة جديدة من محادثات الهدنة في مصر
في الوقت نفسه قرر مجلس الحرب الإسرائيلي إرسال وفد إلى القاهرة، الأحد، برئاسة رئيس الموساد؛ للمشاركة في محادثات التهدئة بغزة، وذلك نقلاً عن صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية.
وقال نتنياهو إنه على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة، فإن إسرائيل لن تذعن للمطالب "المبالَغ فيها" من "حماس" التي تدير قطاع غزة، وزعم نتنياهو أن إسرائيل "على بعد خطوة من تحقيق النصر"، لكنها دفعت "ثمناً مؤلماً للغاية".
كانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قد قالت أمس السبت، إن وفداً برئاسة خليل الحية، القيادي في الحركة، سيتوجه إلى القاهرة الأحد؛ من أجل المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار بقطاع غزة. وأضافت الحركة في بيان، أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من مصر، التي تضطلع بدور الوساطة.
وقالت مصادر في مطار القاهرة لـ"رويترز"، إن مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز وصل إلى القاهرة مساء السبت؛ للمشاركة في المحادثات يوم الأحد، وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" أنه من المتوقع أن يشارك وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووفد إسرائيلي في المحادثات أيضاً.
وكررت حماس مطالبها التي اقترحتها في 14 مارس /آذار 2024 قبل موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار في الـ25 من مارس/آذار، يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان.
وجاء في البيان أن المطالب تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعودة النازحين، وإبرام صفقة تبادل "جدية" للمعتقلين الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
اتفاق وقف إطلاق النار
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد حث زعيمي مصر وقطر، يوم الجمعة، على الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من أجل الموافقة على اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وذلك قبل جولة جديدة من المحادثات مطلع هذا الأسبوع، في القاهرة.
وقال مسؤول أمريكي إن مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) بيل بيرنز، سيرأس الوفد الأمريكي في محادثات القاهرة.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الرئيس الأمريكي بعث برسالتين إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بخصوص محادثات الرهائن، و"حثهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على الاتفاق والالتزام به".
وناقش بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية، الخميس الماضي، المباحثات الجارية بخصوص الرهائن وجولة المحادثات المقررة بالقاهرة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن بايدن طلب من نتنياهو منح المفاوضين الإسرائيليين مزيداً من الصلاحيات في القاهرة؛ حتى يمكن التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أنَّ وقف إطلاق النار ضروري للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وسط مخاوف من انتشار مجاعة بين الفلسطينيين.
وبموجب أحدث مقترح، ستوافق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح الرهائن المرضى والمسنين والجرحى الذين تحتجزهم حماس. وتوقف التقدم نحو إبرام اتفاق منذ أسابيع.
وقال المسؤول الكبير في إدارة بايدن: "هذه الحقيقة البديهية تظل صحيحة. سيكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، اليوم، لو وافقت حماس ببساطة على إطلاق سراح هذه الفئة الضعيفة من الرهائن، أي المرضى والجرحى والمسنين والشابات".
وأضاف المسؤول: "المسؤولية تقع على عاتق حماس لإطلاق سراح الرهائن، وتقديم مواد الإغاثة لسكان غزة، من خلال وقف طويل لإطلاق النار." وذكر المسؤول أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، سيلتقي عائلات الرهائن في البيت الأبيض يوم الإثنين.
وقال كيربي إن بلاده لا تعتزم إجراء تحقيق مستقل في مقتل سبعة من موظفي الإغاثة بمؤسسة وورلد سنترال كيتشن في غزة.
وفصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضابطين، ووبَّخ رسمياً بعض القادة الكبار بعد أن توصل تحقيق في مقتل موظفي الإغاثة بقصف إسرائيلي لغزة، هذا الأسبوع، إلى وجود أخطاء فادحة وخرق للإجراءات.
وأطلع نتنياهو، بايدن في مكالمتهما الهاتفية، على النتائج العامة للتحقيق الإسرائيلي في الحادث. وحذر بايدن، نتنياهو من أن إسرائيل يتعين عليها اتخاذ خطوات لمعالجة الأضرار التي تلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وإلا فستتخذ واشنطن إجراءات- لم تحددها- رداً على ذلك.
وأعلنت إسرائيل أيضاً، أنها ستفتح ميناء أسدود ومعبر إيرز لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة، وقال بايدن للصحفيين عند سؤاله عما إذا كان قد هدد بوقف الدعم العسكري لإسرائيل: "طلبت منهم أن يفعلوا ما يفعلونه".
كان قيادي كبير في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قد قال إن مصر قدمت مؤخراً مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه لا يتضمن جديداً، وأضاف أن الوسطاء الأمريكيين والمصريين يريدون الإبقاء على عملية التفاوض لوقف إطلاق النار، على الرغم من قناعتهم بأن الفجوة بين إسرائيل وحماس واسعة وكبيرة.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة خلَّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكاب "إبادة جماعية".