أعلنت الحكومة الأيرلندية، مساء الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، سحب استثمارات لها بملايين اليورو من بنوك وشركات إسرائيلية، بسبب أنشطتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويتعلق قرار التصفية بمساهمات بقيمة إجمالية قدرها 2.95 مليون يورو (3.2 ملايين دولار) في 6 شركات إسرائيلية، 5 منها بنوك، وهي: بنك هبوعليم، وبنك لئومي، بنك الخصم الإسرائيلي، بنك مزواجي، البنك الدولي الأول، إلى جانب متاجر رامي ليفي.
وزير المالية الأيرلندي مايكل ماكغراث، قال إنه كان "القرار الصحيح"، وأضاف "قرر صندوق الاستثمار الاستراتيجي الأيرلندي أن ملف مخاطر تلك الاستثمارات لم يعد في نطاق استثماراتها، وأن الأهداف التجارية لتلك الاستثمارات يمكن تحقيقه عبر استثمارات أخرى".
وتابع "القرار سوف يطبّق في أقرب وقت على مدار الأسابيع المقبلة".
حزب المعارضة الرئيسيي ضغط لسحب الأصول من بنوك وشركات إسرائيلية
صندوق الاستثمار الاستراتيجي الأيرلندي (ISIF)، الذي يستثمر في الداخل لدعم النمو الاقتصادي ولكنه يحتفظ أيضاً بمحفظة من الأصول الدولية السائلة، تعرض لضغوط من حزب المعارضة الرئيسي، لسحب الأصول.
فيما يدفع الحزب الجمهوري الأيرلندي اليساري حالياً مشروع قانون في البرلمان يدعو إلى التصفية الكاملة للشركات الإسرائيلية العاملة في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
يُذكر أن صندوق الاستثمار الاستراتيجي الأيرلندي ليس أول صندوق سيادي أوروبي يسحب استثماراته من الشركات الإسرائيلية بسبب الأنشطة الاستعمارية في الضفة الغربية وممارسات الاحتلال.
فقد قام صندوق الثروة النرويجي، البالغ حجمه 1.6 تريليون دولار، وهو الأكبر في العالم، بسحب استثماراته من 9 شركات إسرائيلية في السنوات الأخيرة، بسبب ممارستها كقائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
وانضمت أيرلندا، التي ظلت لفترة طويلة مناصرة لحقوق الفلسطينيين، الشهر إلى إسبانيا ومالطا وسلوفينيا في اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
في مارس/آذار 2024، قال رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكر، خلال استقباله بواشطن، إن سبب تعاطف الأيرلنديين مع الشعب الفلسطيني هو أن أهل غزة يعانون آلاماً مشابهة لتلك التي عاشوها في الماضي، وقارن فارادكر المأساة الإنسانية في غزة بما حدث أثناء فترة استعمار بلاده، وعاتب الرئيس الأمريكي، قائلاً: "يمكننا أن نرى تاريخنا في عيونهم".
كما أضاف فارادكر: "عندما أسافر حول العالم، يسألني القادة في كثير من الأحيان: لماذا يتعاطف الأيرلنديون مع الشعب الفلسطيني؟ الإجابة بسيطة، فنحن نرى تاريخنا في عيونهم. التهجير، والتشريد، وسلبهم أملاكهم، وعدم قبول هويتهم الوطنية، والهجرة القسرية، والتمييز وقصة الجوع…".
كما شدد فارادكر على أن أيرلندا هي إحدى الدول الأوروبية التي تعارض الهجمات الإسرائيلية على غزة، ولفت إلى أن الأيرلنديين "يشعرون بقلق عميق إزاء الكارثة في غزة".