سيتمكّن رواد الفضاء والروبوتات، الذين يسافرون إلى القمر من ضبط ساعاتهم على منطقة زمنية جديدة تماماً، في إطار خطط وكالة ناسا لوضع توقيت قمري موحد، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
وبينما تستعد وكالة ناسا لتأسيس وجود بشري مستدام على القمر في إطار البرنامج الاستكشافي أرتميس Artemis، أصدر البيت الأبيض تعليماته للوكالة والسلطات الفيدرالية الأخرى بالتعاون لإنشاء توقيت قمري موحد (LTC)، ليكون معياراً لقياس الوقت في الكون، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
لماذا التخطيط لإنشاء منطقة زمنية للقمر؟
أراتي برابهاكار، مدير مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا (OSTP)، قال في مذكرة: "الريادة الأمريكية في تحديد معيار مناسب- معيار يحقق الدقة والمرونة المطلوبة للعمل في البيئة القمرية الصعبة- ستفيد جميع الدول التي ترتاد الفضاء".
يُشار إلى أن توقيت الأرض يستند إلى التوقيت العالمي الموحد (UTC)، وهو مقياس من 24 ساعة، يعتمد على التوقيت الشمسي والذري، وتجري مزامنة جميع المناطق الزمنية حول العالم وفقاً له.
أما على القمر والأجرام السماوية الأخرى، فاختلاف قوى الجاذبية يحدث تأثيرات ضئيلة في كيفية مرور الوقت مقارنة بمروره على الأرض.
كما أوضحت المذكرة التي نشرها البيت الأبيض يوم الثلاثاء 2 أبريل/نيسان، أن الانحراف الضئيل في الوقت على القمر، دون تصحيح، سيؤدي إلى "تأثيرات متتالية على الأنشطة التي تتطلب قياساً دقيقاً".
وأضافت: "ستكون لهذه الأخطاء تأثيرات غير مرغوب فيها، مثل تراجع دقة رسم الخرائط ومنتجات الملاحة بالقصور الذاتي. وتحديد مقياس زمني محلي يمكن أن يوفر نقطة مرجعية ثابتة لهذه الوحدات الأساسية والتحويلات التي يلزم إجراؤها بشكل منفصل على سطح القمر".
هذا، وتخطط وكالة ناسا لإرسال بعثة تدور حول القمر دون أن تهبط عليه عام 2025 وبعثة أخرى تهبط على سطحه عام 2026. وآخر مرة سار فيها البشر على سطح القمر كانت عام 1972. ويهدف برنامج أرتميس إلى إنشاء قواعد يعيش ويعمل فيها رواد فضاء لفترة طويلة، بهدف تطوير واختبار تقنيات للسفر إلى المريخ في عقد 2030.
فيما أعلنت دول أخرى، مثل الصين والهند، عزمها إرسال رواد فضاء إلى القمر على المدى الطويل.
وهذا التهافت على استكشاف القمر يتطلب ضبطاً أكثر دقة للوقت لأنشطة مثل الاتصالات الفضائية-الأرضية وتحديد المواقع على سطح القمر. ويمكن أيضاً ضبط الوقت على الكواكب الأخرى باستخدام نفس المبدأ.
برابهاكار قال: "مع تزايد وتيرة النشاط على القمر، ستحدد الولايات المتحدة استراتيجيتها لإنشاء توقيت قمري موحد قابل للتطوير. وسينفذ بالتوازي مع تأسيس بنية تحتية".
وتابع قائلاً إن "تحديد توقيت قمري موحد ومعايير لضبط الوقت أمر بالغ الأهمية. والتعاون بين الهيئات وإبرام اتفاقيات الدولية سيكون ضرورياً لتحديد النهج المتبع في إنشاء توقيت قمري موحد".