قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن حملة في ولاية ويسكونسن يقودها المصوتون المناهضون للحرب من أجل التخلي عن الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وجدت حليفاً داخل الحركة العمالية، وليس من القادة التقليديين.
فعوضاً عن الحصول على دعم قادة الحركات العمالية، تمكنت حملة "استمعوا إلى ويسكونسن" من الحصول على دعم من النقابيين القاعديين وبدعم ائتلاف على مستوى الولاية للعمال منخفضي الأجور والمهاجرين الغاضبين من تعامل بايدن مع الحرب، وفق ما جاء في تقرير للصحيفة نُشر الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024.
حيث قالت جنان نجيب، أحد منظمي ولاية ويسكونسن الذين قادوا حملة Listen to Wisconsin: "الأفراد في (النقابات) العمالية كانوا نشطين للغاية".
بينما قالت الصحيفة إن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة كشفت عن انقسام داخل الحركة العمالية، وقع بين قادة الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية ( AFL-CIO)، وهو أكبر اتحاد عمالي في الولايات المتحدة، وبين النقابيين القاعديين، الذين أعلن كثير منهم معارضتهم للحرب ولجأوا إلى نقاباتهم بوصفها وسيلة للتحرك السياسي.
يستخدم المصوتون في ويسكونسن الانتخابات التمهيدية التي تعقد الثلاثاء 2 أبريل/نيسان وسيلة لزيادة الضغط على بايدن. فقد تحالف العمال المنضوون تحت لواء منظمة Labor for Palestine مع حملة Uninstructed (غير مأمور).
في فعالية انتخابية صغيرة للرئيس بايدن في 26 مارس/آذار عُقدت في منظمة Madison Labor Temple -وهي مكان تجمع للنقابات المحلية- وزع أعضاء النقابات منشورات تشجع العمال على التصويت بـ "غير مأمور" في الانتخابات التمهيدية.
قال باريت إلوارد، عضو النقابة الذي يمثل طاقم التدريس والموظفين في جامعة ويسكونسن: "حصلنا على تغيير على صعيد الصياغة، والآن هم على استعداد لأن يقولوا "وقف إطلاق نار"، وذلك في حديثه عن إدارة بايدن. وأوضح: "لكني أعني أن الأمر ليس إلا هراء، مجرد رسائل، وشيء متعلق بالعلاقات العامة. لم يتغير شيء على الأرض".
كذلك حصلت حملة "غير مأمور" على الدعم من شبكة قوية للمهاجرين والعمال منخفضي الأجور في ويسكونسن.
بينما قالت كريستين نيومان أورتيز، المديرة التنفيذية لمنظمة Voces de la Frontera غير الربحية، التي دعمت حملة Listen to Wisconsin: "لا ينبغي لنا أن نعطي كل هذه الأموال إلى هذه الحرب الإبادية".
قالت كريستين إنه بالنسبة لأعضاء شبكة المصوتين ذوي الأصول اللاتينية، يعد التصويت بـ "غير مأمور" طريقة للتعبير عن رفض تحول بايدن ناحية اليمين على صعيد الهجرة.
كما أوضحت: "من المهم أيضاً في الأشهر المقبلة أن يستجيب (بايدن) للمطالب التي تُقدم حول غزة، والمتعلقة بذوي الأصول اللاتينية والمهاجرين، الذين يحتاج (بايدن) إلى أن يعيد تأكيد التزامه تجاههم".
في غضون ذلك، امتنعت كل النقابات الرئيسية تقريباً في الولايات المتحدة عن دعم التصويت الاحتجاجي، وسارت النقابات التابعة لها في ولاية ويسكونسن على نفس النهج بدرجة كبيرة، مما يؤكد على الانقسامات بين الحركة العمالية حول الحرب الإسرائيلية ضد غزة.
فقد ورد في البيان الذي نشره موقع الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية ( AFL-CIO) في 8 فبراير/شباط: "يدين الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية الهجمات التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول ويطالب بالتفاوض على وقف إطلاق نار في غزة، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن فوراً، وتوفير الطعام والدواء والمأوى والمساعدات الإنسانية الأخرى التي تشتد الحاجة إليها إلى سكان غزة، ونؤكد على دعمنا لحل الدولتين من أجل سلام وأمان طويلي الأمد".
تقول الصحيفة البريطانية، صحيحٌ أن الاتحاد طالب بـ "قرار سريع" لإنهاء الصراع، لكنه امتنع عن المطالبة بـ "وقف إطلاق نار"، وأوضح أن المجالس العمالية داخل الاتحاد لم تكن ستصدر قراراتها الخاصة حول الموضوع.