أعلنت الأمم المتحدة، الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، أنها تعتزم إرسال فريق للوقوف على الوضع في مستشفى الشفاء في غزة بعد الاقتحام الإسرائيلي، الذي خلف مشاهد صادمة، مؤكدة أنها تنتظر الضمانات الأمنية اللازمة لبدء المهمة.
متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، ذكر في مؤتمر صحفي أنهم شاهدوا الأنباء حول مغادرة القوات الإسرائيلية للمستشفى.
وأشار إلى أن هدف البعثة تحديد ما الذي حدث خلال الاقتحام الإسرائيلي للمستشفى والوقوف على الوضع.
كما لفت إلى أن الوضع سيئ، بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وأفاد أن الفريق سيتوجه إلى المنطقة في أقرب وقت ممكن.
جرائم لا توصف في مستشفى الشفاء
في السياق، قال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، الإثنين، إن ما ارتكبه الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بمدينة غزة، "لا يوصف".
كما أضاف في بيان: "ما زال حجم الجريمة البشعة التي لا يصفها عقل بشري يتكشف داخل مباني مجمع مستشفى الشفاء الطبي، بعد أن انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي منه فجر اليوم".
وأضاف أن "مشاهد الجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين النازحين على مدار 15 يوماً داخل مستشفى الشفاء ومحيطها لا يمكن تمريرها كبقية الجرائم، ويجب أن يبقى مسرح هذه الجريمة شاهداً للتاريخ".
الاحتلال حول المستشفيات لساحة قتال
في سياق متصل، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاثنين، إنه "لا يجوز استخدام إسرائيل المستشفيات كساحة قتال"، وذلك في منشور على حساب غيبريسوس عبر منصة إكس أرفقه بصورة تظهر الدمار الهائل في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة "احترام المستشفيات وحمايتها، وعدم استخدامها كساحة قتال".
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال رمضان، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
أكثر من 400 شهيد
في وقت سابق الإثنين، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي بقتل واعتقال 700 مدني فلسطيني في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه على مدار أسبوعين من توغله.
وقد انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به، مخلفاً دماراً هائلاً وكارثة إنسانية، فضلاً عن إحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل المحيطة به.
في السياق، أشارت حركة "حماس" في بيان إلى "العثور على جثامين شهداء مقيّدي الأيدي دفنهم الجيش الإسرائيلي أحياء" ، ضمن "فظائع" ارتكبها خلال اقتحامه مستشفى الشفاء.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".