طلبت امرأة بريطانية، قبل وفاتها، من إحدى الشركات حصولها على خدمة "تأبين الفضاء"، لنثر رمادها ورماد قطتها من طبقة الجو العليا بعد موتها (أي على ارتفاع يبلغ نحو 30 كيلومتراً)، عبر رحلة استثنائية باستخدام منطاد هيدروجين.
صحيفة The Times البريطانية، قالت، الجمعة 29 مارس/آذار 2024، إن إليزابيث غارسيا وُلدت في سانت ألبانز، وعاشت في مدينة بارنسلي البريطانية، وتوفيت بسبب مرض القلب عام 2022 عن عمر يناهز 70 عاماً.
وبحسب الصحيفة، فإن إليزابيث فازت ذات يوم بمسابقة ملكة جمال يوركشاير، ولطالما كانت مستكشفةً شغوفة مع زوجها جون، الذي قال إنها كانت حريصة على خوض رحلتها إلى الفضاء الخارجي -حتى بعد وفاتها.
"تأبين الفضاء"
ودفعها ذلك إلى التواصل مع شركة Aura Flights، التي يقع مقرها في مدينة شفيلد، لتسأل عما إذا كان بإمكانهم إرسال رمادها ورماد قطتها كلوي، في رحلةٍ استثنائية أخيرة.
وتقدم الشركة خدمة اصطحاب الرماد إلى الطبقات العليا من الجو باستخدام منطاد هيدروجين، وذلك "لتحملها رياح طبقة الستراتوسفير في مغامرةٍ أخيرة".
وتضمن خدمة "تأبين الفضاء"، التي تبلغ تكلفتها 2,950 جنيهاً إسترلينياً (3,723 دولاراً)، "نثر الرماد في الفضاء" على ارتفاع يبلغ نحو 30 كيلومتراً.
وتقدر وكالة ناسا والقوات الجوية الأمريكية أن الفضاء يبدأ عند نحو 80 كيلومتراً فوق سطح الأرض، بينما يبدأ خط كارمان المقترح على ارتفاع نحو 100 كيلومتر تقريباً. وسينفجر أي منطاد قبل وقتٍ طويل من بلوغ ذلك الارتفاع بسبب نقص الضغط الجوي.
حفل التأبين
فيما قالت الشركة: "عند ارتفاعنا المحدد، نصبح موجودين فوق نحو 99.5% من الغازات التي تشكل الغلاف الجوي للأرض".
ورتّبت إيلي ليلي، منسقة الاتصالات ورعاية العملاء في الشركة، حفل التأبين مع إليزابيث، وكانت تتحدث إليها بانتظام. وأوضحت: "من المميز للغاية إطلاق المنطاد لشخصٍ تحدثت معه كثيراً -ولا شك أن معرفتي بمدى رغبتها في نثر رمادها في الفضاء وقدرتي على تحقيق ذلك من أجلها، منحاني شعوراً مجزياً يُثلج الصدر بحق".
وجرى إلصاق صورة لإليزابيث على الجرة التي تحمل رمادها، والذي نُثِرَ بعد بلوغ المنطاد لأقصى ارتفاع إثر إطلاقه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما جرى تصوير عملية نثر الرماد بالفيديو والصور، ثم إرسالها إلى أقاربها ليحتفظوا بها.