اعترف مسؤولون استخباراتيون في تل أبيب بأن إسرائيل قد لا تتمكن من تدمير حماس رغم قتالها العنيف في غزة منذ ستة أشهر، بحسب ما كشفته صحيفة The Telegraph البريطانية، الأربعاء 27 مارس/آذار 2024.
وفيما ترى إسرائيل أنها فككت هياكل القيادة والسيطرة الرئيسية لـ"حماس" في وسط وشمال غزة، إلا أن مجموعات المقاومة ما تزال قائمة بفاعلية، وقد حذرت المصادر من أن الهدف الرئيسي لغزو غزة يواجه الفشل بالتزامن مع انقلاب الدعم الدولي ضد إسرائيل.
حيث قال مصدر استخباراتي إسرائيلي: "لو طرحت عليّ هذا السؤال قبل شهرٍ واحد، لكنت أخبرتك على الأرجح بأن الإجابة هي: نعم [نستطيع القضاء على حماس]، لأن الأمريكيين كانوا يدعمون إسرائيل آنذاك". لكن المصدر أشار إلى أن ذلك التقييم قد تغيّر الآن.
وحذّر المصدر من أن حماس تُركِّز الآن على النجاة حتى الصيف، عندما تبدأ حملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية ويتراجع معها دعم إسرائيل على الأرجح.
وأوضح المصدر: "تتزايد الضغوط على إسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة، ما يعني أن حماس قد تنجو. وتراهن حركة حماس على ذلك".
يأتي التقييم الأخير بالتزامن مع دخول جيش الاحتلال في اشتباكات مع وحدات حماس العائدة إلى مناطق سبق أن اقتحمها داخل غزة.
وترى إسرائيل أن أفضل فرصها لتدمير حماس تتمثل في دخول رفح، فيما قال مصدر استخباراتي إسرائيلي: "لا تدعم الولايات المتحدة دخول رفح كما فعلوا من قبل، ولهذا ليست الأوراق المتاحة الآن جيدة، ما يعني أنه يجب على إسرائيل فعل شيء دراماتيكي وحاسم لتغيير مسار الزخم والأجواء. يجب أن ندخل رفح بطريقةٍ أو بأخرى، ولكن بقوةٍ كبيرة".
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".