ظهرت منذ مطلع الشهر الجاري، غرب بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية، سلسلة من الجداريات التي تعبر عن الدعم غير المشروط للفلسطينيين، وتُصوِّر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي كقتلةٍ بلا وجوه.
حسب ما نقلته صحيفة Yedioth Ahronoth الإسرئيلية، في تقرير لها الأربعاء 20 مارس/آذار 2024، فإن هذه اللوحات التي رسمها فنانون فلسطينيون بالتعاون مع فنانين محليين، التي توثق جرائم الاحتلال، تظهر على "الجدار الدولي" في طريق فولز، والذي يشتهر بالجداريات السياسية التي تُزيِّنه وترتبط بقضايا الكفاح السياسي الداخلية والدولية.
في إحدى الجداريات، يظهر عدد من الفلسطينيين بأيدٍ مكبلة وهم يرتدون ثيابهم الداخلية فقط، ومن ورائهم يقف جنود جيش الاحتلال ، في حين يُحلّق في الأعلى أطفال فلسطينيون يشبهون الملائكة.
في جداريةٍ أخرى، تظهر جثث الفلسطينيين إلى جوار كيس طحين ومن فوقها جنود أشرار بلا وجوه، بينما كُتب تحتها: "مجزرة الطحين". وأظهرت جدارية ثالثة صفاً ممتداً من الجثث الفلسطينية داخل مقبرةٍ جماعيةٍ طويلة.
وتُعد أيرلندا أكثر بلدٍ أوروبي داعم لفلسطين منذ بدء الحرب، إلى جانب النرويج. حيث أدان رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فرادكار، إسرائيل بشدةٍ بسبب هجماتها في غزة، ووصفها بأنها "شيء أقرب إلى الانتقام".
حتى قبل ذلك، تبنى الرجل موقفاً شديد الصرامة من الاحتلال داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وكان يضغط من أجل فرض عقوبات على إسرائيل داخل الغرف المغلقة. ولا حاجة للقول إن دبلن دعمت تصويت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ،.
الاحتلال يواصل جرائمه في القطاع
في غضون ذلك، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، الأربعاء، جراء قصف إسرائيلي "عنيف" استهدف محيط مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، خلال موعد إفطار اليوم العاشر من رمضان.
وتسبب القصف المدفعي، في اندلاع حرائق واسعة بالمناطق، وقتل وأصيب عشرات الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن نزوح مئات إلى مناطق شرقي مدينة غزة، بينها حي التفاح، والزيتون، والشجاعية، والصبرة.
وسقط عدد من الشهداء الذين ينتمون إلى عائلات أبو حصيرة وحبوش، بينهم سيدة مع ابنها كانت تحاول تعبئة المياه فوق سطح منزلهم.
كما دمر القصف "عدداً كبيراً من البنايات السكنية في المناطق المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، كما تم تدمير برج ذو النورين القريب من مجمع الشفاء، فضلاً عن تدمير 4 منازل سكنية متجاورة".
كما رصد شهودٌ "تراكم جثث عشرات من الشهداء في طرقات المناطق المحيطة بالمجمع الطبي، نتيجة القصف الإسرائيلي".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وتقيّد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما تسبب في شح بإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود نحو مليوني نازح بالقطاع المحاصر منذ 17 عاماً.