كشفت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الأربعاء 20 مارس/آذار 2024، أن جيش الاحتلال استخدم متفجرات من عام 1953، وقذائف تحمل شعار "للتدريب فقط"، في الحرب على قطاع غزة.
وتحدث جنود احتياط من مختلف الرتب في جيش الاحتلال، للصحيفة عن العديد من شحنات الذخيرة غير المنتظمة، التي تسببت في كابوس لوجستي وعملياتي زاد خطر الخطأ في إطلاق النيران والقذائف.
وكتب المقدم راز هيمليش، القائد السابق للكتيبة 411، في مجلة Ma'arachot العسكرية عام 2021: "وصلت المدافع التي تم شراؤها من الجيش الأمريكي في سبعينيات القرن الماضي، إلى نهاية عمر الكفاءة الميكانيكية، ومن المتوقع أن تبلغ مرحلة الإهلاك النهائي في العقد المقبل".
بينما تحدثت صحيفة Haaretz إلى جندي احتياط كان متمركزاً عند بطاريةٍ في الشمال وطلب عدم كشف هويته. وقال الجندي: "لقد كان الوضع فوضوياً في بداية الحرب… كان هناك نقص جنوني في المعدات، وكانت الأدوات تعمل بنصف قوتها. فنصفها يعمل ونصفها لا يعمل".
وقد بدأت الولايات المتحدة عام 2023 في نقل مئات الآلاف من تلك القذائف من مخازن الطوارئ في إسرائيل إلى أستراليا. لكن الولايات المتحدة غيّرت مسار القذائف مرةً أخرى بعد الحرب في غزة ولبنان، وبدأت في إرسال كميات مهولة من الأسلحة إلى إسرائيل.
حيث شكّلت القذائف عيار 155 ملم جزءاً كبيراً من المساعدات العسكرية التي وصلت من الولايات المتحدة بوتيرةٍ غير مسبوقة جواً وبحراً.
بينما قيل للجنود إن المشكلات تنبع جزئياً من الرغبة في الحفاظ على الذخيرة تحسباً لتفاقم الحرب في الشمال. وقال ضابط احتياط متمركز في الجنوب، للصحيفة العبرية: "كانت حصتنا من الذخيرة صفراً… لدرجة أننا كنا نقول: (ليس لدينا شيء)، في بعض الأحيان".
وأدت عملية إدارة الأسلحة الموجودة إلى تجميع الذخيرة من كل مكان، ما أحدث "فوضى عارمة". إذ كانت الشحنات تصل بوتيرة متفاوتة، فأحياناً تصل كل يوم، وأحياناً تصل مرةً كل أسبوع. وأفاد جنود الاحتياط، وحتى قدامى المحاربين في حرب لبنان الثانية، بأنهم لم يصادفوا هذه الظاهرة من قبل.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.