للصيام العديد من الفوائد على الصحة، التي تنعكس على الفرد بعد انتهاء شهر رمضان، لكن في المقابل، يمكن أن تشهد هذه الفترة عدة تقلبات في المزاج، وظهور مشاعر العصبية أثناء الصيام لدى بعض الأشخاص، وذلك بعد الانقطاع عن الطعام واستهلاك بعض منشطات الجسم، مثل القهوة، لساعات طويلة.
فيما أن أحد أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى العصبية أثناء الصيام هو التقلب في مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى شعور بالتعب والارتباك، ويزيد من احتمالية ظهور مشاعر الغضب والعصبية.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الجوع والعطش على الحالة المزاجية للصائمين، حيث يشعر الشخص بالتوتر والانزعاج نتيجة للرغبة في تناول الطعام والشراب، وقد يتطور هذا الشعور إلى حالات من العصبية والتوتر النفسي.
لذلك في هذه الحالة، تصبح الطريقة المناسبة هي اتباع نمط حياة صحي، من خلال تناول وجبات غذائية متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية الأساسية خلال وجبتي السحور والإفطار، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة التي قد تزيد من تقلبات مستوى السكر في الدم. كما يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نوم كافٍ لضمان استقرار الحالة المزاجية.
أبرز الآثار الجانبية للصيام
قبل التحدث عن الأسباب المؤدية إلى العصبية في أثناء الصيام، يجب معرفة أن هناك مجموعة من الأعراض التي قد يعاني منها الصائم عند الامتناع عن الطعام، والتي لا تشكل مشكلة صحية صعبة، أو لها تأثير دائم على الصحة.
أول عرَض يمكن الحديث عنه، ويعتبر طبيعياً، هو الجوع والرغبة في تناول الطعام باستمرار، وذلك بسبب قلة السعرات الحرارية في الجسم.
وحسب دراسة أجريت سنة 2018 شملت 112 شخصاً، قام الباحثون بتعيين بعض المشاركين في مجموعة تقييد الطاقة، وعلى أساس الجنس، استهلك كل شخص 400 أو 600 سعرة حرارية في يومين غير متتاليين كل أسبوع لمدة عام.
وتبين أن الأشخاص الذين كانوا يتبعون نظاماً غذائياً قليل السعرات الحرارية، كانوا يشعرون بجوع أقل، مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون سعرات حرارية كثيرة.
الصداع هو كذلك أحد الآثار الجانبية المحتملة للصيام، إذ يحدث عادةً خلال الأيام القليلة الأولى من فترة الصيام إلى أن يعتاد الجسم أسلوب الأكل الجديد.
تعد مشكلات الجهاز الهضمي، ومن ضمنها عسر الهضم والإسهال والغثيان والانتفاخ، من الآثار الجانبية التي قد يواجهها الفرد خلال أيام الصيام في شهر رمضان.
وذلك لأن تقليل كمية الطعام يكون له تأثير سلبي على عملية الهضم، الأمر الذي يكون سبباً لعدة آثار جانبية، لذلك يصبح من المفيد تناول أطعمة غنية بالألياف والعناصر الغذائية الأساسية.
يعتقد البعض أن اضطرابات النوم، مثل عدم القدرة على النوم أو الاستمرار فيه، من الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً المرتبطة بالصيام، وذلك لأن الصائمين يضطرون كثيراً للسهر، أو الاستيقاظ بشكل متكرر من أجل السحور والصلاة.
كما أنه خلال الأيام الأولى من الصيام، يفرز الجسم كميات كبيرة من الماء والملح في البول، تُعرف هذه العملية بإدرار البول الطبيعي أو إدرار البول الطبيعي في أثناء الصيام، الأمر الذي يؤدي إلى الجفاف الداخلي، الذي ينعكس على الجلد كذلك، لهذا يصبح من الضروري شرب كميات كافية من الماء قبل الانقطاع عن الطعام.
ما هي أسباب تغير المزاج خلال الصيام؟
قد يعاني بعض الأشخاص من التهيج واضطرابات المزاج الأخرى عند الصوم، نتيجة لانخفاض نسبة السكر في الدم.
يمكن أن يحدث انخفاض نسبة السكر في الدم، أو نقص السكر في الدم، أثناء فترات تقييد السعرات الحرارية أو خلال فترات الصيام. هذا يمكن أن يؤدي إلى:
- التهيج
- قلق
- تركيز ضعيف
إذ إنه في دراسة أجريت سنة 2016 على 52 امرأة، وجد الباحثون أن المشاركات كنّ أكثر انفعالاً بشكل ملحوظ خلال فترة صيامٍ مدتها 18 ساعة عما كنّ عليه خلال فترة عدم الصيام.
ولكن بينما كانت المشاركات أكثر انفعالاً، كان لديهن أيضاً شعور أعلى بالإنجاز والفخر وضبط النفس في نهاية فترة الصيام عما كنَّ عليه في بداية الصيام.
يمكن أن يكون اضطراب النوم، الذي تحدثنا عنه سابقاً، من بين مسببات تقلب المزاج، إضافة إلى تغيير مواعيد الطعام، الأمر الذي يجعل الصائم أكثر عرضة للانفعال والعصبية.
الإجهاد النفسي كذلك من بين مسببات العصبية في أثناء الصيام، وذلك لأنه قد يكون الصيام وتحديات الحياة اليومية مصدراً للإجهاد النفسي والجسدي، مما يزيد من احتمالية ظهور العصبية والانفعالات.
تشير الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص الذين يمارسون أساليب مختلفة للصيام يعانون من التعب وانخفاض مستويات الطاقة.
ولكن مع ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن الصيام المتقطع قد يقلل بالفعل من التعب، خاصة عندما يتكيف جسمك مع فترات الصيام المنتظمة.
كيفية التحكم في الانفعالات العصبية أثناء الصيام
هناك العديد من الخطوات التي تساعد على التخلص من الصعبية أثناء الصيام خلال شهر رمضان، من أبرزها تناول وجبات متوازنة وغنية.
إذ يُنصح بتناول وجبات سحور صحية تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والألياف، لتوفير الطاقة اللازمة خلال ساعات الصيام، وللحد من تقلبات مستوى السكر في الدم.
كما ينصح بممارسة الرياضة، لأنها تساعد على تخفيف التوتر والإجهاد وتحسين المزاج، وبالتالي يمكن أن تساعد في التحكم في العصبية والانفعالات.
لا يجب إهمال إعطاء الجسم قسطاً من الراحة والاسترخاء، سواء كان ذلك عن طريق القراءة، أو قراءة القرآن، أو ممارسة التأمل.
وفي حالة وجود أعراض غير طبيعية أو مشاكل صحية خلال فترة الصيام، يجب على الشخص التواصل مع الطبيب المعالج؛ للحصول على المشورة الطبية اللازمة.