أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024، باعتقاله نحو 300 فلسطيني خلال عمليته العسكرية المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، فيما تواصل قوة من جيش الاحتلال اقتحام المجمع الطبي، منذ فجر الإثنين، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
في بيان له، قال جيش الاحتلال: "يواصل الفريق القتالي للواء 401 بالتعاون مع قوات شايطيت 13 (قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية) ووحدة دوفدفان (وحدة خاصة من المستعربين) بقيادة الفرقة 162 والشاباك (جهاز الأمن العام)، مداهمة مستشفى الشفاء".
كما أضاف: "اعتقلت القوات في مستشفى الشفاء العشرات من المخربين البارزين في منظمتي حماس والجهاد الإسلامي، المتورطين في توجيه الإرهاب إلى الضفة الغربية، وناشطين في المنظومة المعلوماتية وفي الوحدة الصاروخية التابعة لتنظيم الجهاد"، على حد زعمه.
ثم تابع: "يتم التحقيق مع المشتبه بهم في المنطقة من المحققين الميدانيين للوحدة 504 في شعبة المخابرات العسكرية، ثم يتم نقلهم لمزيد من التحقيق من الوحدة والشاباك داخل إسرائيل".
وقال جيش الاحتلال: "تم اعتقال حوالي 300 مشتبه به والقضاء على العشرات من المخربين"، وفق تعبيره.
ونقل البيان عن المقدم "دوتان" قائد الكتيبة 932 (تتكون من 6 سرايا تعمل ضمن لواء المشاة ناحال) قوله: "نقوم حالياً بمداهمة مستشفى الشفاء، وخلال المداهمة رصدنا مخربين يختبئون في هذه المنطقة، وتمكنّا من القضاء على عدد منهم والعثور على عدد كبير من الأسلحة".
وأضاف دوتان: "نواصل حالياً العملية حتى الانتهاء منها بشكل جيد والقضاء على جميع المخربين في المكان".
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، أعلنت "كتائب القسام" في بيانين منفصلين استهداف 7 آليات للجيش الإسرائيلي ومجموعة من الجنود بمحيط مستشفى الشفاء بقذائف "الياسين "105"، والإيقاع بهم بين قتيل وجريح.
وصباح الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط في اللواء 401 في معارك بمحيط مستشفى الشفاء، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلانه عن مقتل جندي في معارك بالمنطقة ذاتها.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".