أدانت وزارة الداخلية البريطانية محتالين قالت إنهم "يحاولون بقسوةٍ خبيثة" خداع طالبي اللجوء، الذين رُفضت طلبات لجوئهم ببريطانيا، إذ يتظاهرون لهم بأنهم يتبعون جهة حكومية ويستطيعون مساعدتهم وتيسير سفرهم إلى رواندا بمنحةٍ من الحكومة قدرها 3 آلاف جنيه إسترليني (نحو 3800 دولار أمريكي)، وذلك وفق ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها يوم السبت 16 مارس/آذار 2024.
خداع طالبي اللجوء الذين رُفضت طلبات لجوئهم ببريطانيا
تعدُّ عمليات الاحتيال هذه ضربة جديدة لخطط الحكومة الرامية إلى إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا. وكانت الخطة الأولى للحكومة تقوم على إرسال بعض طالبي اللجوء قسراً إلى رواندا، لا سيما الذين وصلوا إلى بريطانيا عبر زوارق الهجرة غير الشرعية.
من جانبها، نشرت صحيفة The Times البريطانية يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار تقريراً عن خطة أخرى لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، وتزعم الحكومة أن هذه الخطة تقوم على برنامج ترحيل طوعي لطالبي اللجوء المرفوضين. وتقدم وزارة الداخلية البريطانية في هذا البرنامج حوافز بقيمة 3800 دولار أمريكي لتشجيع هذه المجموعة على الرحيل إلى رواندا.
في حين بدأ طالبو اللجوء يتلقّون يوم الثلاثاء مكالمات من موظفين في وزارة الداخلية لحثِّهم على الانضمام إلى البرنامج والرحيل إلى رواندا، فأفزغ ذلك كثيرين من طالبي اللجوء؛ لأنهم حسبوا أنهم لا مفر لهم من ركوب الطائرة ومغادرة البلاد.
بحلول يوم الجمعة 15 مارس/آذار، تبيَّن أن هناك محتالين يحاولون استغلال خطة "العودة الطوعية" الحكومية الجديدة. ونشرت منظمة مساعدة المهاجرين، وهي المؤسسة الخيرية التي تدير خط مساعدة مجانياً لطالبي اللجوء نيابة عن وزارة الداخلية، تغريدة على موقع إكس (تويتر سابقاً)، قالت فيها: "لقد وردنا أن بعض طالبي اللجوء تلقوا مكالمات من محتالين زعموا أنهم تابعون لمنظمة مساعدة المهاجرين، وعرضوا عليهم المساعدة في العودة الطوعية إلى رواندا. وقد أجريت المكالمات من رقم هاتفي محجوب بناءً على طلب المتصل. لكن يرجى العلم أن هذه المكالمات ليست واردة من منظمتنا وأنها احتيالية".
وفي السياق نفسه، حذرت سونيا لينيغان، المحامية الحقوقية في شؤون الهجرة، من هذه المكالمات الاحتيالية، وكتبت في تغريدة على موقع إكس بعد أن نشرت منظمة مساعدة المهاجرين بيانها: "لا بد أن يكون الإبلاغ بالبرنامج الحكومي كتابياً وليس عبر الهاتف"، وتساءلت مستنكرة: "كيف حصلوا [المحتالون] على أرقام الهواتف هذه؟"
طالبو لجوء في حالة ذعر
من جانبه قال توم نان، مدير الشؤون القانونية في مؤسسة "قانون اللاجئين والعدالة بجنوب يوركشاير" الخيرية، إن أحد عملائه ممن رُفض طلب لجوئهم تلقى مكالمة حقيقية من وزارة الداخلية الأسبوع الماضي، وقالوا له: "لقد اتصل بنا عدد من طالبي اللجوء وهم في حالة من الذعر، ونحن نتصل بكم لنطمئنكم بأن الأمر طوعي".
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: "إننا ندين بشدةٍ أي شخص يمارس هذا الاحتيال القاسي على الناس مستغلاً برنامجنا للعودة الطوعية. ونحن لا نتصل بالأفراد من أرقام محجوبة. ونعمل على إصدار وثائق تعريفية لعرضها على الراغبين في استكشاف خطة العودة الطوعية الرواندية وننصحهم بالحصول على المشورة القانونية".