أفادت وكالة رويترز أنها اطلعت على المقترح الذي قدمته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخميس 14 مارس/آذار 2024، وتضمن مرحلة أولى تشمل "الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم مئة من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية".
وفق ما نقلت الوكالة، فإن ذلك العدد يشمل "100 أسير فلسطيني يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح "المجندات النساء".
ووفقاً لمقترح حماس، قالت الحركة إنها ستوافق على موعد لوقف دائم لإطلاق النار بعد أول تبادل للمحتجزين الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين.
وذكرت حماس في المقترح أن الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من غزة سيتفق عليه بعد المرحلة الأولى، مضيفة أنه سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين في المرحلة الثانية من الخطة.
تصور "شامل" من حماس بشأن الهدنة
وأمس الخميس، أعلنت حماس أنها "قدمت اليوم للوسطاء تصوراً شاملاً بشأن المفاوضات الجارية لوقف العدوان" وتحقيق الهدنة في غزة، والذي يرتكز على 5 أسس أساسية، أبرزها وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع .
وأكدت الحركة في بيان لها أن "المبادئ والاُسس التي قدمناها للإخوة الوسطاء في قطر ومصر ضرورية للاتفاق"، مشيرة إلى أن "مقترحنا يشتمل على رؤيتنا في ملف تبادل الأسرى، وستبقى الحركة منحازة لحقوق شعبنا وهمومه".
بخصوص أسس الاتفاق، قالت حماس إنها تستند إلى "وقف العدوان على شعبنا وتقديم الإغاثة والمساعدات وعودة النازحين لسكنهم وانسحاب الاحتلال من القطاع".
تعثر المفاوضات
من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن موقف حماس الجديد يستند إلى "مطالب غير واقعية"، على حد تعبيره، مضيفاً أن تحديثاً بشأن هذا الأمر سيُطرح على حكومة الحرب والمجلس الوزاري الأمني الموسع اليوم الجمعة.
وتحاول مصر وقطر تضييق هوة الخلافات بين إسرائيل وحماس بشأن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه وقف إطلاق النار في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تدفع ربع سكان قطاع غزة إلى آتون المجاعة.
وقالت حماس إن مفاوضات وقف إطلاق النار تعثرت خلال الأسابيع الماضية بسبب رفض نتنياهو لمطالبها، التي تشتمل على وقف إطلاق نار دائم، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وعودة النازحين في الجنوب إلى مناطق وسط وشمال القطاع، وزيادة المساعدات دون قيود.
وتلقت حماس في فبراير/شباط الماضي مسودة مقترح من محادثات للهدنة جرت في باريس وتضمنت وقفاً لمدة 40 يوماً لجميع العمليات العسكرية وتبادل السجناء الفلسطينيين بالمحتجزين الإسرائيليين بمعدل 10 إلى واحد، وهي نسبة مماثلة لما ينص عليه مقترح وقف إطلاق النار الجديد.
وقف نهائي للحرب
وتصر حماس على أن أي اتفاق لا بد أن ينهي الحرب، وقالت الحركة في أحدث مقترح لها إنه سيتم "الاتفاق على الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الدائم بعد انتهاء المرحلة الأولى، ويتم الاتفاق على الموعد النهائي للانسحاب من قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى".
أضافت أنه سيتم "الإفراج عن جميع المعتقلين من الجانبين في المرحلة الثانية، وقالت في وقت متأخر من أمس الخميس إنها قدمت للوسيطين مصر وقطر "تصوراً شاملاً.. لوقف العدوان على شعبنا في غزة وتقديم الإغاثة والمساعدات له، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع".
ومع دخول الحرب الآن شهرها السادس، حذرت الأمم المتحدة من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة على شفا المجاعة، فيما يتزايد الضغط العالمي على إسرائيل للسماح بتوصيل المزيد من المساعدات للقطاع.
ورغم دخول شهر رمضان، لا تزال إسرائيل تشن حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".