نشرت صحيفة The Guardian البريطانية تقريراً يتحدث عن تسمّم طالبي لجوء في بريطانيا وتعرض عدد منهم لسوء التغذية ومشاكل أخرى بسبب الطعام "غير الملائم" الذي تقدمه وزارة الداخلية البريطانية.
تسمم طالبي لجوء في بريطانيا
الصحيفة البريطانية تحدثت عن تقرير يفترض "صعوبة أو استحالة" تلبية الاحتياجات الغذائية لطالبي اللجوء، ودخول عدد منهم للمستشفى بسبب حالات لها علاقة بالتغذية، وشملت سوء التغذية لأطفال ومرضى بالسكري، بالإضافة إلى حالات تسمم غذائي، وفقدان الوزن.
تقرير "التجارب الغذائية للأشخاص الذين يبحثون عن اللجوء في لندن" يقول إن هناك حالات لأطفال "يبكون جوعاً" وفقدوا جزءاً كبيراً من أوزانهم ولم يلبوا معايير التطور البدني الطبيعية.
فيما ذكرت بعض الأمهات المسلمات أنه طلب منهن القسم "على حياة أطفالهن"، أنهن كن صائمات أيام رمضان، قبل أن يُسمح لهن بتناول وجبة الإفطار في نهاية اليوم.
فيما اشتكى عدد من طالبي اللجوء في بريطانيا من معاملة موظفي وزارة الداخلية لـ "تعمد إذلالهم وتجريدهم من إنسانيتهم"، واتهموهم بتحقيق أرباح بتقديم الطعام السيئ لهم.
نماذج الطعام المقدم لطالبي اللجوء
التقرير تحدث عن بعض أصناف الطعام المقدمة ومآله، وأشار إلى أن طالبي اللجوء وجدوا حشرات في الطعام بالإضافة إلى شعر وعفن، فيما تم تقديم بعض اللحوم والدواجن نيئة وغير مطهية جيداً، كما كان بعض الزبادي ومنتجات الألبان تقدم منتهية الصلاحية، وقد انتهى الحال بمعظم هذا الطعام بالإلقاء في القمامة.
نشرت هذه الشهادات ضمن بحث لصالح حملة "فقر الطعام في لندن لـ Sustain" (الاسم بالإنجليزية Sustain's London Food Poverty) بالتعاون مع منظمة "الخدمة اليسوعية للاجئين في المملكة المتحدة" (الاسم بالإنجليزية/ Jesuit Refugee Service UK and Life Seekers Aid).
البحث الذي أجرته منظمة Sustain المتخصصة في السياسات والممارسات الغذائية والزراعية التي تعزز صحة ورفاهية الناس والحيوانات والبيئة -هدف إلى المساعدة في استكشاف التجارب الغذائية للأشخاص الذين يطلبون اللجوء في لندن. وشمل ذلك الممارسات السيئة والجيدة التي رصدها التقرير.
أجري هذا البحث بين أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفبراير/شباط 2024، وقد بني على شهادات طالبي اللجوء أنفسهم الذين جرى استطلاعهم بالإضافة إلى ممثلين من 18 منطقة في لندن، والمهنيين الصحيين، والأكاديميين، ومنظمات القطاع التطوعي وهيئة لندن الكبرى.
أشارت المنظمة القائمة على البحث وكذلك الصحيفة البريطانية إلى محاولتها التواصل مع مسؤولين للحصول على تعليقهم عن الواقعة دون جدوى. لكن الصحيفة نقلت رد متحدث باسم وزارة الداخلية قال فيه: "إن الطعام المقدم في فنادق اللجوء يلبي جميع معايير الخدمة الصحية الوطنية (NHS) ويتوافق مع جميع المتطلبات الثقافية والغذائية".
تراكم طلبات اللجوء في بريطانيا
يذكر أنه في أغسطس/آب 2023، نددت منظمة العفو الدولية (أمنستي) عن مخاوفها بـ "السياسة المشينة تماماً التي تنتهجها الحكومة (البريطانية) والتي تواصل مراكمة طلبات اللجوء دون تسويتها"، وذلك بعد أن نشرت إحصاءات وزارة الداخلية لعدد طلبات اللجوء العالقة.
إذ أظهرت الأرقام أن إجمالي 175,457 شخصاً كانوا ينتظرون القرار الأولي بشأن طلب اللجوء في المملكة المتحدة في نهاية يونيو/حزيران 2023، بزيادة 44% عن الشهر نفسه العام الذي سبقه، وهو أعلى رقم منذ بدء السجلات الحالية في عام 2010 (كان العدد 122,213).
بينما بلغ عدد الأشخاص الذين ينتظرون أكثر من ستة أشهر لاتخاذ القرار الأولي 139,961 شخصاً في نهاية يونيو/حزيران الماضي، أي بزيادة 57% من العام الذي سبقه؛ إذ بلغت 89,231 وهو رقم قياسي آخر.
كان 71 ألفاً من الأشخاص العالقة طلباتهم طلاب لجوء من العراق واليمن والسودان وسوريا بالإضافة إلى طالبي لجوء من أفغانستان وإريتريا.