أفاد موقع Middle East Eye الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، بأن سفينة مساعدات تركية كانت عالقة في ميناء أشدود غادرت في وقت سابق من هذا الأسبوع لتمضي في طريقها نحو قطاع غزة، وذلك حسبما علم الموقع من مصادر دبلوماسية ومتحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء 12 مارس/آذار.
احتُجزت الشحنة، التي جرى التبرع بها إلى وكالة الأونروا، منذ أكثر من شهر، بعد أن توقف بعض المقاولين الإسرائيليين عن العمل مع الوكالة الأممية في أعقاب مزاعم غير مثبتة تفيد بأن 13 شخصاً من العاملين في الوكالة شاركوا في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
تتضمن هذه الشحنة 1049 حاوية من المؤن التي تتضمن الدقيق والحمص والسكر وزيت الطهي، التي تكفي لتغطية احتياجات 1.1 مليون شخص لمدة شهر.
اتفقت تركيا مع سلطات الاحتلال على إنهاء هذا المأزق عن طريق السماح لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بتسليم الشحنة إلى قطاع غزة، بالتعاون مع وكالة الأونروا.
قال متحدث باسم الأونروا: "ما نستطيع قوله الآن هو أن الدفعة الأولى من القمح، التي كانت عالقة في الميناء الإسرائيلي منذ أسابيع متتالية، وصلت غزة الآن. نعمل مع برنامج الغذاء العالمي لإطلاق سراح بقية (الشحنة)".
أردوغان يشدد على ضرورة محاسبة مسؤولي الاحتلال
في سياق متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة خضوع المسؤولين الإسرائيليين للمحاسبة عن "قتل الأطفال" في قطاع غزة، ذلك في كلمة خلال مأدبة إفطار رمضاني مع سفراء عدد من الدول في أنقرة، الثلاثاء.
كما شدد على أن "الجميع مدينون للأطفال الفلسطينيين القتلى"، وأن هذا الدين "لا يمكن سداده إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة". وقال: "على المسؤولين الإسرائيليين أن يخضعوا للمحاسبة عن قتل الأطفال في غزة عوضاً عن محاولتهم إخفاء حقيقة الإبادة الجماعية".
وأشار إلى أن بلاده ستواصل الدفاع عن أشقائها الفلسطينيين و"لن تتراجع عن موقفها الثابت في مواجهة الظالمين"، مؤكداً أن تركيا ستواصل تقديم المساعدات إلى غزة طوال شهر رمضان عبر الجهات الرسمية والبلديات والأوقاف والجمعيات.
وأضاف: "من قتلوا (إسرائيل) المدنيين الأبرياء في طابور الانتظار للحصول على بعض الدقيق والمعكرونة وربما رغيف خبز لا يمكنهم توجيه النصائح لنا".
وأشار أردوغان إلى "استشهاد 32 ألف شخص جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ 5 أشهر على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة"، وإلى إصابة 73 ألف فلسطيني "في القصف العنيف الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية".
ولفت إلى أن إسرائيل حوَّلت قطاع غزة إلى "سجن مفتوح" من خلال حصارها على مدار 17 عاماً، وقال: "حُولت غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية إلى معسكر إبادة كبير لم نشهد مثالاً له إلا في الحرب العالمية الثانية".
وذكر أردوغان أن غزة تحولت إلى "أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم جراء الهجمات الإسرائيلية الوحشية".
مباحثات تركية قطرية بشأن غزة
في وقت سابق الثلاثاء، بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني آخر التطورات في غزة.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين فيدان وآل ثاني، بحسب ما ذكرته مصادر دبلوماسية للأناضول.
وأوضحت المصادر أن الجانبين تناولا التطورات في غزة، والأوضاع الإنسانية، ومساعي وقف إطلاق النار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية؛ الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".