تعتبر إسرائيل قوة عسكرية من بين أكبر 10 دول مصدرة للأسلحة الرئيسية عالمياً، وجيشها باهظ التكلفة وعالي التقنية، فكيف أخفقت في الحرب على غزة؟ وهل الإسرائيليون أكثر استعداداً للعروض العسكرية وأقل جاهزية للحرب نفسها؟
منصة أسباب المختصة بالتحليل السياسي والاستراتيجي نشرت تحليلاً يرصد كيف بدأ تسليح إسرائيل وكيف باتت دولة الاحتلال تمتلك قوة عسكرية وصناعة دفاعية محلية متطورة، وكيف أخفق جيشها باهظ التكلفة في الحرب على قطاع غزة؟
فقد أبلت إسرائيل البلاء الحسن لنفسها على صعيد إنشاء صناعة دفاع وطيران محلية؛ إذ يتمتع الاحتلال بجيش باهظ التكلفة وعالي التقنية يتضمن أنظمة دفاع جوي وصاروخي متطورة ومقاتلات شبحية، بالإضافة إلى قدرات استخبارات ومراقبة واستطلاع متقدمة.
وأصبحت إسرائيل الضئيلة تمتلك قوة عسكرية ومن بين الدول العشر الرائدة في تصدير الأسلحة الرئيسية عالمياً، لكن هذا السعي وراء التفوق في مجال التقنية ضد الخصوم الأقل تطوراً، مثل حماس، هو الذي أعمى بصيرتها، وهو ما يشير إلى أن الإسرائيليين قد يكونون مستعدين للعروض العسكرية أكثر من استعدادهم للمعركة نفسها.
كيف بدأ تسليح إسرائيل؟
تُعد إسرائيل رئيسية في سوق الأسلحة العالمية، ولفهم صناعة الأسلحة الإسرائيلية يجب فهم "دولة إسرائيل"، خاصةً في هذه الأوقات الاستقطابية المضطربة.
فعند ظهور هذه الدولة، كان جيشها عبارةً عن مجموعة غوغائية من الميليشيات التي لا تملك سبل إنتاج الذخيرة لأسلحتها واضطرت الحكومة لاستيراد الأسلحة من صناعات الدفاع القائمة، ولكن سراً وبصورة غير قانونية عادةً.
وقد أجدى هذا الترتيب نفعاً في السنوات الأولى من عمر الدولة، لكن الأمور أخذت منحى نحو الأسوأ في السبعينيات، حيث ارتكب المسؤولون الإسرائيليون خطأ جيوسياسياً فظيعاً.
كانت فرنسا هي مورد الأسلحة الرئيسي لإسرائيل، لكنها قررت تغيير مسارها فجأة وقطعت الإمدادات عن إسرائيل بعد حرب 1967، فتوقف إمداد الطائرات والدبابات الفاخرة.
بدأ السوفييت في ضخ كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة إلى الدول العربية المحيطة واندلع صراع مسلح مدمر آخر بعدها في عام 1973، وكانت رابع حربٍ كبرى بين إسرائيل وبين الدول العربية.
خرجت إسرائيل منتصرةً مرةً أخرى، لكن الجولة التالية من الأعمال العدائية كانت تختمر بالفعل ولم تكن هناك ضمانات على أن إسرائيل ستتمتع بالتفوق العسكري في المرة التالية.
إنشاء صناعات دفاعية
والأهم من ذلك أن صراع عام 1973 كشف عن نقطة ضعف استراتيجية بالنسبة للإسرائيليين ألا وهي اعتمادهم على موردي الأسلحة الأجانب، وإذا أرادت إسرائيل النجاة على مدار العقود القليلة التالية؛ فسيتعين عليها تغيير شيء ما جذرياً.
ونظراً لعجزها عن مضاهاة العرب في القوة البشرية والسلاح والتمويل، كان يتعين على إسرائيل إما أن تبتكر أو أن تختفي من الوجود، وأصبح خطر الإبادة الكاملة الوشيك هو القوة المحركة لإصلاحٍ على المستوى الوطني:
1- أطلقت إسرائيل برنامجها واسع النطاق لإنشاء صناعات دفاعية جديدة
2- استغل المسؤولون الإسرائيليون التقليد اليهودي المتمثل في البحث العلمي
3- وجهوا تلك الموارد البشرية إلى البحث والتطوير
4- خصصوا جزءاً كبيراً من الناتج المحلي الإجمالي لهذا الغرض
5- تم إنشاء وحدة عسكرية جديدة تحمل اسم برنامج تلبيوت لتكليف المجندين بالمراقبة والابتكار
ويجري اختيار أعضاء تلبيوت من الأفراد الذين أظهروا قدرةً أكاديمية استثنائية في العلوم وإمكانات القيادة، ثم دمجهم ضمن صفوف كافة أفرع الجيش الإسرائيلي:
– المشاة
– المدفعية
– الاستخبارات
– الطيران
ويدرس مجندو تلبيوت كل تفاصيل الجيش قبل أن ينضموا لبرنامج البحث والتطوير. وجرى إنشاء برامج تدريب مشابهة لاحقاً لجذب المزيد من المواهب إلى صفوف الجيش، تم إنشاء برنامج خاص للتشجيع على توظيف قدامى المحاربين في شركات التقانة العالية والهندسة، إذا سبقت لك الخدمة في طاقم دبابة، وكانت لديك خبرة في الحرب المدرعة، فسيجري تشجيعك على المشاركة في تطوير المركبات القتالية.
إصلاحات غير مألوفة
كما فعلت إسرائيل شيئاً آخر غير مألوف أثناء تطبيقها لهذه الإصلاحات، حيث فكّكت البيروقراطية التي كانت تفصل بين المسؤولين العسكريين وبين العلماء ورواد الأعمال، ونتيجةً لذلك، أصبح الجيش قادراً على نقل احتياجاته إلى المسؤولين والمستثمرين، والأكاديميين بسرعة وكفاءة.
وجرى بعدها تطبيق هذا الاتصال الوثيق داخل التسلسل الهرمي للجيش نفسه، وبينما ترفض غالبية القوات المسلحة الجدال بين كبار الضباط، سنجد أن هذه الممارسة صارت مقبولة داخل إسرائيل، ويتمتع صغار الجنود بحرية الجدال مع كبار الضباط لأن هذا الأمر يعزز الإبداع ويلغي التفكير الجماعي، ولا تزال هذه الإصلاحات مقصورةً على إسرائيل حتى يومنا هذا، ومن النادر تكرارها في أي مكانٍ آخر، إذ ليست هناك دولة أخرى تعيش على حافة الدمار بالقدر نفسه.
صناعة الدفاع الإسرائيلية المحلية
وفي السنوات التالية، أثبتت صناعة الدفاع الإسرائيلية المحلية براعتها في مواجهة الحقائق الاستراتيجية والتكتيكية، في السبعينيات مثلاً، إبان حرب الاستنزاف مع مصر كان الإسرائيليون يفتقرون إلى المعلومات الاستخباراتية اللازمة عن عمليات انتشار الجيش المصري في جبهة السويس، فبينما كانت شبه جزيرة سيناء تحت احتلال إسرائيل بعد حرب 1967، كانت إسرائيل بحاجةٍ إلى معلومات حول ما ينتظرها على الضفة الأخرى للقناة.
– طوّر الباحثون الإسرائيليون طائرةً لعبة يمكنها التحليق لفترات مطولة وحمل كاميرا
– هذه هي أول مُسيّرة تجسس عسكرية وفرت معلومات استخباراتية ثمينة عن الخنادق المصرية بطول قناة السويس
– أرسى نجاح هذه الطائرة اللعبة دعائم المسيّرات الإسرائيلية المتطورة التي نعرفها اليوم
– لعبت المسيّرات اللاحقة دوراً حاسماً في الصراعات مع سوريا
وفي الوقت ذاته تقريباً، أجرت إسرائيل محادثات مع بريطانيا لشراء نوع جديد من دبابات القتال الرئيسية، وكانوا على وشك توقيع الصفقة، لكن بريطانيا غيرت رأيها في آخر لحظة. فلجأت إسرائيل إلى مواردها البشرية من قدامى المحاربين، وابتكرت دباباتها المحلية الخاصة المعروفة باسم الميركافا.
ودخلت الدبابة الخدمة في غضون سنوات وسرعان ما أصبحت رمزاً لصناعة الدفاع الإسرائيلية، وبعد سنوات، في منتصف السبعينيات، زوّد الأمريكيون الإسرائيليين بطرق جديدة للمراقبة بالأقمار الصناعية، لكن المنظومة لم تكن جيدةً بما يكفي.
وكانت إسرائيل بحاجة إلى صور أقمار صناعية فورية بسبب افتقارها للعمق الاستراتيجي فأطلقت برنامج أقمارها الصناعية الخاص، وفي 1988، تم إطلاق القمر أفق-1 إلى مدار الأرض. وفجأةً، أصبحت إسرائيل من الدول القليلة ذات القدرة المستقلة على إطلاق الأقمار الصناعية.
إسرائيل أكبر متلقٍ لمساعدات أمريكا
ولا شك أن الوصول للفضاء هو إنجاز كبير، وخاصةً بالنسبة لدولةٍ صغيرة لكن الدعم الأمريكي كان أحد العوامل الأساسية التي عجّلت بتحقيق التقدم التقني الإسرائيلي، حيث أصبحت إسرائيل أكبر متلقٍ للمعونات الخارجية الأمريكية منذ 1976.
وفي عام 2023، وصل إجمالي المعونات إلى 130 مليار دولار. وعند مقارنة هذا المبلغ بالإنفاق الدفاعي السنوي لإسرائيل، فسنجد أن نحو ربع ميزانية إسرائيل العسكرية كانت ولا تزال ممولةً بواسطة الولايات المتحدة فعلياً.
ولعبت هذه المعونات دوراً حاسماً في رعاية صناعة الأسلحة الإسرائيلية ووصولها إلى ما هي عليه اليوم، لكن العلاقة العسكرية والمالية الفريدة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة تسير في الاتجاهين، وتستفيد منها الولايات المتحدة بشكلٍ دوري أيضاً.
لعبت أقمار الاستطلاع وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية دوراً رئيسياً في حرب الخليج عام 1990
عندما أطلق العراق وابلاً من صواريخ سكود باتجاه إسرائيل، أُصيبت المؤسسة العسكرية والسياسية بالصدمة في واشنطن وتل أبيب.
وتستطيع الأقمار الإسرائيلية تتبع منصات إطلاق الصواريخ المعادية؛ لكن الصواريخ صارت أقل تكلفة، وأصغر حجماً، وأكثر توافراً. لهذا لم يعد تهديدها يأتي من الدول المعادية فحسب، بل من الجهات غير الحكومية كحماس وحزب الله أيضاً، وعلى خلفية حرب الخليج كان حزب الله وحماس يطلقان عشرات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية يومياً. وفي أثناء ذلك تبيّن أن هناك حاجة إلى دفاعات جوية جديدة للقضاء على هذا التهديد.
ولهذا سعى الإسرائيليون لإنشاء طبقات جديدة من الأنظمة الدفاعية. وخلال بضع سنوات، قدموا ثلاثة أسلحة جديدة هي:
– القبة الحديدية
– السهم
– مقلاع داوود
ويخدم كل سلاحٍ منها غرضاً تكتيكياً مختلفاً لكنها تتضافر معاً لتحييد تهديد الصواريخ والقذائف من الناحية الكمية على الأقل، وسرعان ما أصبح التفوق التقني للأقمار الصناعية وأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية حديث الجميع، ومن المفارقات أن فرنسا وبريطانيا وأمريكا صارت متحمسةً لاستيراد أنظمة إسرائيل وإبرام الصفقات بعد أن كانت تتردد في تصدير الأسلحة إليها ذات يوم.
ويمكن القول إن الأفضلية التقنية الإسرائيلية ساعدتها في التعامل مع مختلف التهديدات الناشئة وهذا ليس في الفضاء المادي فقط، بل في السيبراني أيضاً، ويتجلى مثال على ذلك في سعي إيران لبناء أسلحة نووية وكيفية تعامل الإسرائيليين مع الأمر آنذاك، حيث كان على الإيرانيين تخصيب اليورانيوم للحصول على المواد الانشطارية، وهي عملية تؤديها أجهزة الطرد المركزي. لكن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية بدأت تتعطل بالتدريج منذ عام 2009.
– وكان السبب هو دودة حاسوبية خبيثة تُدعى ستوكسنت.
– ستوكسنت هو سلاح سيبراني جديد طورته الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل
– اخترق ستوكسنت أجهزة الطرد المركزي الإيرانية
– سمح للجهة المتحكمة بضبط سرعة محركاتها لتصل إلى سرعة الانهيار
وبهذا نجح سلاح إسرائيل الجديد في تعطيل البرنامج النووي الإيراني لسنوات، دون إطلاق رصاصة واحدة، وقد أصبح الفضاء السيبراني بمثابة الجبهة الجديدة للحرب الحديثة، ومنذ هجوم ستوكسنت، برزت إسرائيل كرائدة في الأمن السيبراني والحرب السيبرانية. وفي السنوات الأخيرة أدت القفزة التقنية الإسرائيلية المتواصلة إلى ظهور عدد من الآثار الجانبية البنّاءة.
وتجلت إحداها في أن التقنيات العسكرية المتطورة قد حوّلتها إلى دولةٍ من الشركات الناشئة، إذ يستغرق تحويل التقدم العسكري إلى تطبيقات مدنية بعض الوقت في المعتاد، لكن هذه العملية تحدث بسرعةٍ أكبر في "إسرائيل" نظراً لغياب البيروقراطية بين المشرعين، والمستثمرين، والأكاديميين.
دبلوماسية الأسلحة
تتمثل الميزة الأخرى لامتلاك صناعة عسكرية قوية فيما يُعرف باسم دبلوماسية الأسلحة، إذ يتعين على الدول الراغبة في الحصول على أسلحة إسرائيل أن تحسّن علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية معها، وذلك كشرطٍ مسبق للوصول إلى تلك الأسلحة.
وسمحت دبلوماسية الأسلحة المذكورة لإسرائيل ببناء علاقات استراتيجية في أماكن غير متوقعة وبينها بعض الدول العربية، وفي المقابل، عززت دبلوماسية الأسلحة من نفوذ إسرائيل الجيوسياسي، لكن الحرب دائمة التغير بطبيعتها.
وعادةً ما تؤدي كل أعجوبة تقنية إلى تغيير شيء ما في طبيعة مستخدمها، إذ إن سعي إسرائيل لتحقيق التفوق التقني على الخصوم الأقل تطوراً، مثل حماس وحزب الله قد أثّر على تقدير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لقدرات خصومها نوعاً ما، وخير دليلٍ على ذلك هو هجوم حماس الأخير "طوفان الأقصى".
ظنت إسرائيل أنها محصنة عملياً ضد أي هجوم واسع النطاق من جانب حماس، بعدما بنت أكثر منظومة دفاع حدودي متطورة في العالم حول قطاع غزة وزوّدتها بأجهزة استشعار متقدمة ومدافع رشاشة قابلة للتحكم عن بعد.
كما نشرت مختلف أنظمة الدفاع الصاروخي الأحدث في العالم. وهذا منح المدنيين الإسرائيليين شعوراً زائفاً بالأمان والحماية الكافية من هجمات الصواريخ والمدفعية من غزة وجنوب لبنان، وذلك حتى في حال اندلاع صراع كبير.
– منظومة دفاع القبة الحديدية غمرتها آلاف الصواريخ ذات التكلفة الضئيلة مقارنةً بالصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية
– تعرّض الجدار الحديدي المزعوم الذي يحيط بغزة للاختراق
– لم يكن هناك الكثير من الجنود الإسرائيليين على الأرض لصد توغل حماس
– ظنّت القيادة الإسرائيلية أنها ليست بحاجة إلى أعداد كبيرة من الجنود على الأرض، نظراً لوجود السياج الحدودي الذكي حول غزة
وفي حالة إسرائيل أدى هوسها بالتقانة العالية، أو اعتناقها للتقنية، إلى خلق إحساس زائف بالأمان، بينما نجحت حماس في تحطيم أسطورة "إسرائيل" التي لا تُقهر على أقل تقدير، وإذا عجزت تل أبيب عن استعادة صورة الدولة التي لا تقهر والعودة إلى الوضع الراهن السابق، فسوف تشعر المزيد من القوى المعادية بأنها قادرة على اختبار الأوضاع الجيوساسية.
وفي حالة إسرائيل أدت الغطرسة المبنية على التفوق التقني إلى الحكم الخاطئ على قدرات حماس، إذ تصرفت حكومة نتنياهو وكأنها تستطيع الجمع بين الورد والأشواك، دون تقديم أي تنازلات مؤلمة، حيث سعت لتحسين علاقاتها مع الجيران العرب مع إقناع نفسها أنها تستطيع إدارة واحتواء حماس وحلفائها بأقل الموارد الممكنة.
مفهوم "النصر الساحق"
بينما أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية عن تطوير مفهوم عملياتي جديد عام 2020 وأطلقوا عليه اسم "النصر الساحق".
– لم يبدأ تطبيق هذا المفهوم بعد بسبب التأخير السياسي
– يستهدف تغيير طريقة خوض إسرائيل للصراعات المسلحة مع إعادة تعريف النصر داخل ساحة المعركة
– يعتمد المفهوم على فرضيةٍ مفادها أن التفوّق التقني سيزيد الجاهزية القتالية للجيش الإسرائيلي
– سيقلص حجم القوات اللازمة لتنفيذ عمليات عسكرية فعالة
– يقترح المفهوم الاعتماد على جيش متعدد المجالات تحديداً
– يكون مصمماً لتنفيذ عمليات الأسلحة المشتركة ومدعوماً بالذكاء الاصطناعي للتعرّف على القوات المعادية وتعقّبها ثم استخدام القوة النيرانية الموجهة بشكلٍ مستقل
– سيجري تقليص حجم ونطاق القوات البرية أكثر
ويبدو المفهوم صائباً نظرياً، لكن تبيّن أن الأمر مختلف من الناحية العملية، حيث أظهر هجوم حماس الأخير أن الاعتماد المفرط على التقنية قد يتحول إلى عبء، وهذا لأنه يقدم نقطة فشل منفردة في حال تعطيل أو غمر التقنيات العسكرية الأساسية لدولةٍ ما، أو غياب جنودها عن ساحة المعركة.
بينما يظل الجنود الجاهزون للقتال كمّاً وكيفاً هم العنصر الأعلى قيمةً في الآلة العسكرية؛ لأن الدبابة أو المسيّرة قد تتعرض للدمار في النهاية، لكن البصيرة الجيوسياسية ستظل قادرةً على فرض الهيمنة.