أثارت سخرية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الرئيس الحالي ومنافسه في الانتخابات المقبلة، جو بايدن، انتقادات للملياردير المثير للجدل، حيث اعتبر أمريكيون أنه رغم أنهم اعتادوا على سخرية ترامب من بايدن، إلا أنه هذه المرة وصل الحد به إلى "التنمر".
خلال تجمع انتخابي في روما بولاية جورجيا، السبت 9 مارس/آذار 2024، سخر ترامب من تلعثم خصمه اللدود ومنافسه في الانتخابات الرئاسية، بشكل وصف بالمهين. وقلد ترامب طريقة كلام بايدن، قائلاً بتأتأة واضحة وفظة: "س س س سأوحد البلاد!".
بينما فسر العديد من مشاهدي مقطع دونالد ترامب الساخر من جو بايدن والذي حصد ملايين المشاهدات، بأنه تنمر واضح، بل سخرية ممن يعانون التأتأة، وهم كثر لاسيما الأطفال منهم.
Donald Trump mocks President Biden's childhood stutter. @atrupar pic.twitter.com/uqNX6vF4Le
— The Intellectualist (@highbrow_nobrow) March 9, 2024
صحيفة "New York Times" علقت على سخرية ترامب من بايدن قائلة: "على مدار ما يقرب من ساعتين، وجه ترامب هجمات شخصية حادة على الصحة العقلية والجسدية للسيد بايدن، وأعاد إحياء سلسلة من المظالم ضد المعارضين السياسيين والمدعين العامين والمديرين التنفيذيين للتلفزيون".
كما أضافت الصحيفة في تقرير لها الأحد 10 مارس/آذار أن الرئيس الأمريكي السابق "استخدم لغة تحريضية لإثارة المخاوف بشأن الهجرة، ووصف الصحافة بأنها "مجرمة"، وكرر ادعاءه الكاذب بأن انتخابات 2020 سُرقت منه".
كما قارن البعض بين ترامب وبايدن وشاركوا فيديو ظهر فيه الرئيس الحالي عام 2020، وهو يحتضن الطفل برايدن هارينغتون، الذي يعاني من التلعثم والتأتأة.
انتقاد سخرية ترامب من بايدن
بدوره، قال تي كيني فاونتن، الأستاذ المشارك في جامعة فيرجينيا الذي يدرس الخطاب السياسي وكان يعاني من التأتأة عندما كان طفلاً، إن "ترامب استخدم ولا يزال إعاقة بايدن كسلاح لدعم وجهة نظره حول كفاءته إلا أنه انتهك كافة الأعراف الاجتماعية بتصرفه هذا لجذب المؤيدين وإثارة حماسة ناخبيه".
كما اعتبر هذا التصرف "شكلاً من أشكال التجرد من الإنسانية خلف قناع من الفكاهة.. بل يعزز فكرة أن ترامب وأتباعه ينتمون إلى مجموعة معينة، وأن أولئك الذين ينتقدونهم ليسوا فقط غرباء، أو مخطئين فحسب، بل ضعفاء"، وفق ما نقلت صحيفة "washington Post"، الإثنين.
بينما رأى آخرون، ومن ضمنهم مايكل شيهان، الذي يقدم المشورة بشأن الخطب السياسية لبايدن بما في ذلك خطاب "حالة الاتحاد"، أن الأسوأ من سخرية ترامب من بايدن هو الاستماع إلى ضحكات جمهوره الذي صفق له.
أضاف شيهان، الذي كان يعاني من تأتأة شديدة عندما كان صغيراً: "ما يخيفني هو أننا بتنا نقول للناس الآن إنه لا بأس من السخرية والتنمر على المتأتئين"، مردفاً "هذا لا يغتفر".
من جهته، رد المتحدث باسم حملة بايدن، تي جي داكلو، على سخرية ترامب في بيان صدر الأحد.
حيث كتب: "تحدث الرئيس بايدن ليلة الخميس عن نوع أمريكا التي يريدها لمستقبلنا – واحدة تقوم على القيم الأساسية المتمثلة في الصدق واللياقة والكرامة واحترام الجميع – وهي قيم لا يمكن لدونالد ترامب التعرف عليها".
كما أضاف: "الاستهزاء بالناس وأخذ حقوقهم يجعله يبدو قوياً؛ لكنه يكشف فقط مدى ضعفه وانعدام أمانه".