في محاولة أخيرة لإنجاح المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان الإثنين 11 مارس/آذار 2024، وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، سراً إلى القاهرة، كما توجه إلى الدوحة.
بينما لم تُعلن الولايات المتحدة بشكل رسمي عن زيارة بيرنز إلى المنطقة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية أجرى لقاءات سرية في القاهرة والدوحة، في انتظار أن يصل في وقت متأخر الخميس إلى تل أبيب.
صحيفة "Maariv" الإسرائيلية قالت إن زيارة بيرنز إلى المنطقة هي محاولة في اللحظة الأخيرة من جانب إدارة بايدن لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى وإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل بداية شهر رمضان.
لكن صحيفة "Ynet" العبرية قالت إنه من المستبعد أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى إسرائيل، بعد أن زار القاهرة والدوحة، وأوضحت أن المسؤولين في إسرائيل غير متفائلين بالتوصل إلى صفقة قبل بداية شهر رمضان.
بينما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاك سوليفان، لعائلات المحتجزين الأمريكيين، الأربعاء 6 مارس/آذار، خلال اجتماع في البيت الأبيض، إن الإدارة الأمريكية تعتزم مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق حتى بعد بداية شهر رمضان، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على مضامين الاجتماع.
كما قال سوليفان إن البيت الأبيض يعتقد أن الاتفاق الحالي المطروح على الطاولة عادل لكلا الجانبين، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل الضغط على حماس من خلال مصر وقطر، وأكد أن المحادثات ستستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
تعطل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة
في المقابل، قالت حركة حماس في وقت سابق الخميس إن وفدها غادر القاهرة، بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يأمل الوسطاء تحقيقه قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
بعد محادثات استمرت أربعة أيام وتوسطت فيها قطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 40 يوماً قبل شهر رمضان، لا توجد علامات على إحراز تقدم على نقاط خلاف رئيسية، ويتبادل كلا الطرفين الاتهامات.
بينما قالت مصادر أمنية مصرية إن المحادثات التي جرت من دون مشاركة وفد إسرائيلي في القاهرة ستُستأنف يوم الأحد، وهو الموعد النهائي الذي حدده الوسطاء للجانبين للرد على مقترح الهدنة.
فيما لم تؤكد حماس التصريحات المصرية عن وجود موعد نهائي، وقال قياديون في الحركة إنهم أوضحوا موقفهم بالفعل.
كما قال مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية إن مسؤولية إتمام اتفاق بشأن الرهائن ملقاة على عاتق حماس، وأرجعوا سبب التأخير إلى ما وصفوه بأنه عدم موافقة حماس حتى الآن على الإفراج عن الرهائن المرضى وكبار السن.
لكن قيادياً بحماس قال لرويترز إن الولايات المتحدة مشتركة مع إسرائيل، وإن هذه التصريحات مضللة. وأصرت حماس على أن يشمل أي وقف لإطلاق النار عملية تهدف إلى إنهاء الحرب تماماً.
كما قالت حماس في بيان في وقت سابق: "غادر وفد حركة حماس القاهرة اليوم للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا".
حماس تلقي باللوم على الاحتلال
فيما قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس الخميس، إن إسرائيل "أفشلت" كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بينما كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتزامه مواصلة الحملة العسكرية في غزة. وسبق أن قالت إسرائيل إن هدفها هو تدمير حماس، وإن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مؤقتاً. وتمارس إسرائيل ضغوطاً أيضاً من أجل إصدار قائمة بالرهائن الذين تحتجزهم حماس ولا يزالون على قيد الحياة.
كما قال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "لا داعي للقول إن إسرائيل ستفعل ما يتطلبه الأمر للإفراج عن رهائننا. كنا واضحين للغاية، وكررت الولايات المتحدة أن حماس، للأسف، هي حجر العثرة الآن بعدم إخبارنا مَن على قيد الحياة ومَن يحتجز لديهم".
يتضمن الاتفاق المقدم لحماس الإفراج عن بعض المحتجزين الذين لا تزال تحتجزهم بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 وأسر 253. كما سيتم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.