قال الطبيب الفلسطيني محمد قديح، الذي يعمل في مستشفيات قطاع غزة منذ بداية الحرب، الثلاثاء 5 مارس/آذار 2024، إنه تلقى تهديدات بالقتل من أحد متابعيه عبر قناة بتطبيق تليغرام، وفق ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني.
وشارك الطبيب قديح، الذي يعمل في مستشفيات غزة، بما في ذلك مجمع ناصر الطبي، في منشور على منصة إنستغرام، لقطات شاشة تعرض إسرائيليين يردون على فيديو نشره.
حيث نشر الإسرائيليون رسائل تهديد تقول: "لا بد أن لحم الفئران مشهور للغاية"، و"لا تزال على قيد الحياة، ولكن لن تكون كذلك لمدة طويلة".
وورد في تعليقات أخرى: "دعهم يواصلون طحن أنفسهم"، و"سوف تموتون، وحياتكم سوف تُحرق".
من جانبه، قال قديح إنه سوف يواصل توثيق الفظائع التي يشهدها يومياً، رغم هذه الرسائل، وأوضح في منشور: "لن يخيفني هذا، وسوف أواصل تقديم وإيصال كل شيء أراه أمامي داخل غرفة العمليات".
لكنه أشار إلى أن الرسائل كانت مصدر قلق متزايد بالنسبة له. وطالب قديح الناس بمشاركة هذه التهديدات التي يتلقاها مع وسائل الإعلام الرئيسية.
تهديدات مستمرة بالقتل
خلال حديثه مع موقع "ميدل إيست آي"، قال إنه ليس الوحيد الذي يُستهدف بتهديدات القتل منذ بداية الحرب، وأوضح: "ليس غريباً علينا أن نتلقى أو نرى مثل هذه الرسائل بالتهديد بقتلنا، وسبّنا بطريقة عنصرية".
أضاف: "لقد مررنا بهذا المستوى من التهديد على مدى حوالي 80 عاماً عن طريق المحتلين الذين يريدون تشريدنا وقتلنا بأفظع الطرق الممكنة، وارتكاب المجازر ضد المدنيين العزل".
وتُوجّه إدانات إلى هذه المجموعات التي تنشر في كثير من الأحيان محتوى قاسياً ونكات عن قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم، وتوصف بأنها صورة من صور "الحرب النفسية" وأداة لإثارة العنف.
يقول قديح إن التهديدات تسبب ذعراً وتوتراً للأشخاص، وأوضح: "في البداية، شعرت لمدة قصيرة أنني في خطر، وكنت مرتبكاً لأنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذه التهديدات، ولكني أدركت لاحقاً أنني لست أول من يتلقى مثل هذه التهديدات، أو من يُقتل في غزة".
أضاف: "هناك مئات الآلاف الآخرين الذين قُتلوا عمداً، ولست خيراً منهم. إن تلقي مثل هذه الرسائل الآن يجعلني سعيداً لأنه يُبيّن أنني على الطريق الصحيح من خلال إظهار جرائم إسرائيل".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".