أعلنت المفوضية الأوروبية، الجمعة 1 مارس/آذار 2024، أنها ستسدد 50 مليون يورو (54 مليون دولار) إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكنها ستؤجل سداد 32 مليون يورو في الوقت الذي تنظر فيه في مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن مشاركة موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى.
وذكرت المفوضية أيضاً في الإعلان أنها ستزيد إجمالي المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين بواقع 68 مليون يورو هذا العام، لمساعدة المدنيين الذين يواجهون "ظروفاً مروعة" خلال حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة.
وتقدم الأونروا مساعدات وخدمات أساسية للفلسطينيين المحاصرين في حرب غزة، لكنها تعرضت لأزمة بعد مزاعم الاحتلال بمشاركة موظفيها في عملية طوفان الأقصى، دون أن يقدم دليلاً على ذلك.
المفوضية الأوروبية تستأنف تمويل الأونروا في غزة
جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قال على منصة التواصل الاجتماعي إكس "التحويل الأول خطوة مهمة بالفعل لتخفيف الوضع في غزة"، وأضاف "بمواصلة تمويل الأونروا يقر الاتحاد الأوروبي بأن الوكالة جهة فاعلة لا يمكن الاستغناء عنها".
فيما قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن قرار المفوضية سيدعم الأونروا في تقديم "الخدمات المنقذة للحياة والخدمات الأساسية" للاجئين الفلسطينيين. لكنه أضاف أن الأونروا بحاجة إلى 82 مليون يورو، وهو المبلغ بالكامل، في أقرب وقت ممكن، وتابع "الصرف الكامل لمساهمة الاتحاد الأوروبي هو أمر أساسي لقدرة الوكالة على مواصلة عملياتها في منطقة مضطربة للغاية".
ويستحق على المفوضية الأوروبية، وهي واحدة من كبار المانحين للأونروا، سداد 82 مليون يورو للوكالة حتى الآن، لكن المفوضية قالت إنها ستسدد 60% الآن، والبقية على دفعتين، قيمة كل منهما 16 مليون يورو، في الوقت الذي تعالج فيه المشكلات الناجمة عن المزاعم.
يشار إلى أنه منذ 26 يناير/كانون الثاني الماضي، علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها للأونروا، على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن موظفين من الوكالة شاركوا في الهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في هذه المزاعم.
وتأتي الادعاءات الإسرائيلية تجاه "أونروا" بينما تشن تل أبيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، تسببت بمثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، بعدما خلَّفت الحرب عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
الأونروا تصل إلى حافة الانهيار
حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فليبي لازاريني، من وصول الوكالة إلى حافة الانهيار، بعد قطع العديد من الدول تمويلها.
وقال لازاريني، في رسالة، في وقت سابق إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، إن "الوكالة وصلت إلى حافة الانهيار، في ظل دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيك الأونروا وتجميد التمويل من قبل المانحين، في الوقت الذي تشتد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق في غزة".
أشار لازاريني إلى أن غزة شهدت كما لم تشهده أي منطقة من العالم، مقتل الأطفال والصحفيين والكوادر الطبية وكوادر الأمم المتحدة.
وأوضح أن آخر المستشفيات العاملة في غزة ينهار، حيث يقوم الأطباء ببتر أطراف الأطفال دون تخدير، الأمر الذي يرفع معاناة الأطفال وأولياء أمورهم والطواقم الطبية إلى مستوى جديد، محذّراً من أن المجاعة في غزة باتت على الأبواب.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.