قالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز الجمعة 1 مارس/آذار 2024 إن المفوضية الأوروبية ستمنح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جزءاً فقط من دفعة مزمعة بقيمة 82 مليون يورو.
وأضافت المصادر أنه من المتوقع أن تصدر المفوضية إعلاناً رسمياً، وقالت إن المفوضية تعتزم تسديد المبلغ على دفعات مع الوقت.
يشار إلى أنه منذ 26 يناير/كانون الثاني الماضي، علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها للأونروا، على خلفية مزاعم إسرائيلية أن موظفين من الوكالة شاركوا في الهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في هذه المزاعم.
وتأتي الادعاءات الإسرائيلية تجاه "أونروا" بينما تشن تل أبيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، تسببت بمثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، بعدما خلفت الحرب عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
الأونروا تصل إلى حافة الانهيار
حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فليبي لازاريني، من وصول الوكالة إلى حافة الانهيار، بعد قطع العديد من الدول تمويلها.
وقال لازاريني، في رسالة، في وقت سابق إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، إن "الوكالة وصلت إلى حافة الانهيار، في ظل دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيك الأونروا وتجميد التمويل من قبل المانحين في الوقت الذي تشتد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق في غزة".
أشار لازاريني إلى أن غزة شهدت كما لم تشهده أي منطقة من العالم، مقتل الأطفال والصحفيين والكوادر الطبية وكوادر الأمم المتحدة.
وأوضح أن آخر المستشفيات العاملة في غزة ينهار، حيث يقوم الأطباء ببتر أطراف الأطفال دون تخدير، الأمر الذي يرفع معاناة الأطفال وأولياء أمورهم والطواقم الطبية إلى مستوى جديد، محذّراً من أن المجاعة في غزة باتت على الأبواب.
وأكد دور الوكالة الإنسانية الأممية الذي "ملأ على مدى عقود الفراغ الناجم عن غياب السلام أو حتى عملية سلام"، داعياً إلى منحها الدعم السياسي من الجمعية العامة للأمم المتحدة للسماح ببقاء الأونروا والانتقال نحو حل سياسي طال انتظاره، فضلاً عن إصلاح طريقة تمويلها التي تعتمد أساساً على المساهمات الطوعية، وفق تعبيره.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.