حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الدول الغربية، الخميس 29 فبراير/شباط 2024، من أنها ستثير حرباً نووية إذا أرسلت قوات للقتال في أوكرانيا، قائلاً إن موسكو تمتلك الأسلحة اللازمة لضرب أهداف في الغرب، وذلك في ردّه على دعوات دول غربية لإرسال قواتها إلى أوكرانيا.
وتسببت الحرب في أوكرانيا في أسوأ أزمة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وتحدث بوتين سابقاً عن خطورة المواجهة المباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، لكن حديثه عن حرب نووية اليوم الخميس يُعد واحداً من أكثر تحذيراته صراحة.
بوتين يحذّر من حرب نووية مدمرة
الرئيس الروسي (71 عاماً)، كرر في كلمته أمام المشرّعين وأعضاء آخرين من النخبة السياسية في البلاد، اتهاماته للدول الغربية بأنها تسعى لإضعاف روسيا وأشار إلى أن الزعماء الغربيين لا يدركون مدى خطورة تدخلهم فيما يصفه بشؤون روسيا الداخلية.
قبل تحذيره، أشار إلى فكرة معينة طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الإثنين، تقضي بإرسال قوات برية تابعة للدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وهو اقتراح سرعان ما رفضته الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى.
بوتين صرح أيضاً بأنه "يجب على (الدول الغربية) أن تدرك أنه لدينا أسلحة يمكنها ضرب أهداف على أراضيها. كل ما يحدث يهدد بنشوب حرب نووية وتدمير الحضارة. ألا يدركون ذلك؟!".
في خطابه الذي ألقاه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 إلى 17 مارس/آذار، أشاد بما وصفها بالترسانة النووية الروسية المتطورة، والتي تُعد أكبر قوة نووية في العالم.
"الآن ستكون العواقب وخيمة"
الرئيس الروسي، وفي المناسبة ذاتها، صرح أيضاً بأن "القوات النووية الاستراتيجية في حالة استعداد تام"، مشيراً إلى أن الجيل الجديد من الأسلحة النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تحدذث عنها لأول مرة في عام 2018، إما نُشرت بالفعل، أو تم الانتهاء من مرحلة تطويرها واختبارها.
واقترح بوتين، الذي بدا عليه الغضب، على الساسة الغربيين أن يتذكروا مصير أشخاص مثل أدولف هتلر زعيم ألمانيا النازية ونابليون بونابرت الفرنسي، اللذين فشلت محاولاتهما لغزو روسيا في الماضي.
كما أضاف "لكن الآن، ستكون العواقب وخيمة… يعتقدون أن (الحرب) رسوم متحركة". واتهم الساسة الغربيين بنسيان ما تعنيه الحرب الحقيقية؛ لأنهم لم يواجهوا التحديات الأمنية نفسها التي واجهت الروس في العقود الثلاثة الماضية.
"الناتو" لن يرسل قوات إلى أوكرانيا
قبل يومين من تصريحات بوتين، قالت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين الرئيسيين، إنهم لا يعتزمون إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن ألمحت فرنسا إلى هذا الاحتمال، ما دفع الكرملين حينها للتحذير من أن أي تحرك من هذا النوع سيؤدي حتماً إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب على الحلفاء الغربيين ألا يستبعدوا أي خيارات في سعيهم لتفادي انتصار روسيا في أوكرانيا، رغم أنه شدد على عدم وجود توافق في هذه المرحلة.
جاءت تصريحات ماكرون في غمرة مكاسب ميدانية للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، فضلاً عن تفاقم نقص الذخائر والأفراد على الجانب الأوكراني. وأدلى ماكرون بالتصريحات خلال اجتماع عُقد على عجل لزعماء أوروبيين في باريس لبحث سبل تعزيز الدعم الضعيف حالياً لكييف.
ونأت ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وجمهورية التشيك عن أي اقتراح باحتمال التزامها بإرسال قوات برية إلى الحرب في أوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثالث، فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتز "لن ترسل الدول الأوروبية، ولا دول حلف شمال الأطلسي، قوات برية إلى أوكرانيا".
كما أكد البيت الأبيض لاحقاً أنه لا يعتزم إرسال قوات برية، لكنه حثَّ المشرّعين الأمريكيين على الموافقة على مشروع قانون متعثر لتقديم مساعدات أمنية تضمن حصول القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخائر اللازمة لمواصلة القتال.
في توضيح لتصريحات ماكرون، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن إن الرئيس كان يفكر في إرسال قوات للاضطلاع بمهام محددة، مثل المساعدة في إزالة الألغام وإنتاج الأسلحة والدفاع الإلكتروني.
وأضاف سيجورن للمشرعين الفرنسيين أن هذا "قد يتطلب وجوداً (عسكرياً) على الأراضي الأوكرانية، دون الوصول إلى حد القتال".