جدد يمينيون إسرائيليون، الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2024 منع مرور المساعدات لغزة، والتي تعاني من مستويات جوع غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقالت القناة "7" الإسرائيلية الخاصة: "أغلق نشطاء حركة (الأمر 9) معبر نيتسانا أمام مرور شاحنات المساعدات إلى غزة".
منع مرور شاحنات المساعدات لغزة
تنشط حركة "الأمر 9" التي تضم نشطاء من اليمين الإسرائيلي وبعض عائلات الأسرى في غزة، بالاحتجاج في الطرق المؤدية إلى معبري "كرم أبو سالم" و"نيتسانا"، وكلاهما في جنوبي إسرائيل لمنع مرور الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن حركة "الأمر 9″، الثلاثاء أن "معبر نيتسانا مغلق أمام مرور الشاحنات إلى غزة". ونشرت منصات تواصل اجتماعي محلية صوراً للإسرائيليين المشاركين بالاحتجاج أثناء وصولهم إلى المنطقة المقابلة للمعبر مع نساء وأطفال.
وقام نشطاء بتوزيع الحلوى على الأطفال الذين وصلوا مع عائلاتهم، كما ظهر في الصور، حاملين لافتات كتب عليها "لا طعام للعدو". وظهر عدد من النشطاء الذكور المشاركين في الاحتجاج وهم يحملون أسلحة رشاشة.
وأشارت القناة العبرية إلى أنه لم يسمح لأي شاحنة بالمرور، علماً بأن منع المساعدات عبر المعابر الإسرائيلية تكرر أكثر من مرة خلال الشهر الجاري.
وكانت مؤسسات أممية عديدة اشتكت من انخفاض عدد الشاحنات المحملة بالمواد الإنسانية التي تدخل إلى غزة.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الإثنين، إن الحكومة الإسرائيلية لم تمتثل لإجراء واحد على الأقل في الأمر الملزم قانوناً الذي أصدرته "محكمة العدل الدولية"، في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا.
وذكرت في بيان أن المحكمة أمرت إسرائيل في 26 يناير/كانون الثاني 2024 بـ"اتخاذ إجراءات فورية وفعالة للسماح بتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها"، وتقديم تقرير إليها بشأن امتثالها بتنفيذ التدابير المحددة "في غضون شهر".
وتابعت: "لكن بعد شهر، تواصل إسرائيل عرقلة توفير الخدمات الأساسية ودخول وتوزيع الوقود والمساعدات المنقذة للحياة داخل غزة، وهي أعمال عقاب جماعي ترقى إلى جرائم حرب وتشمل استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب".
إنزال جوي لمساعدات مصرية إلى غزة
في سياق متصل أعلنت القاهرة، الثلاثاء، أن مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا نفذت عملية إنزال جوي لمساعدات إلى قطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. جاء ذلك في بيان للجيش المصري، بعد نشر إعلام محلي عن مصادر لم يسمها تنفيذ العملية ذاتها.
وتعاني محافظتا غزة والشمال في القطاع من مستويات جوع حادة، إذ تصل كميات محدودة للغاية من المساعدات الإنسانية على فترات متباعدة إلى مدينة غزة فقط عبر شارع "الرشيد" على شاطئ البحر، لا يتعدى عددها 10 شاحنات، وفق مصادر محلية فلسطينية وشهود عيان تحدثوا للأناضول.
وأفاد الجيش المصري، في بيان، بأن "مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا نفذت عملية إسقاط لأطنان من المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة" دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الجيش الأردني، في بيان: "أقلعت من العاصمة عمان 6 طائرات من نوع C130، منها 3 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني و3 طائرات أخرى إماراتية ومصرية وفرنسية".
وأوضح أن الإقلاع الجوي "كان جزءاً من عملية المساعدات الإنسانية الهادفة إلى التخفيف عن أهالي القطاع، ضمن جهد دولي بمشاركة دول شقيقة وصديقة".
وتابع: "استهدفت هذه الإنزالات إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر من خلال إسقاطها على ساحل قطاع غزة، في عملية تمت بدون أجهزة توجيه للمظلات، واضطرار الطائرات للتحليق على ارتفاعات منخفضة". كما أعلن الجيش الأردني، أن عاهل البلاد الملك عبد الله الثاني شارك في تلك العملية.
مساعدات عاجلة لقطاع غزة
في وقت سابق الثلاثاء، أفادت "القاهرة الإخبارية" الخاصة المقربة من السلطات المصرية عن مصادر لم تسمها بأن "القوات الجوية بمصر قامت بعملية إسقاط جوي لمساعدات إنسانية عاجلة وسط وشمال قطاع غزة بمشاركة الأردن والإمارات".
وقالت إنه تم "إسقاط 45 طناً من المساعدات الإنسانية المصرية شمال ووسط قطاع غزة بمشاركة الأشقاء الإماراتيين والأردنيين".
وتحدثت عن "جسر جوي مصري لإسقاط 50 طناً من المساعدات الإنسانية العاجلة بشمال ووسط قطاع غزة"، دون تقديم تفاصيل.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة عن عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، مما استدعى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".
ولساعات طويلة ينتظر سكان شمال قطاع غزة وصول مساعدات إنسانية على ساحل البحر، مع استمرار الحرب على القطاع والحصار الإسرائيلي، وسط شح في المواد الغذائية ومعاناة من مجاعة قاسية.
مساعدات صحية أردنية لغزة
في سياق موازٍ أرسل الأردن عبر مصر، الثلاثاء، طائرتي مساعدات "صحية" لنساء غزة، ليرتفع إجمالي ما قدمته المملكة من مساعدات لسكان القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 60 طائرة.
وذكرت الهيئة الخيرية الهاشمية (رسمية)، في بيان، أنه "وصل عدد الطائرات المرسلة ضمن الجسر الجوي إلى أهلنا في غزة 60 طائرة، من ضمنها 15 عملية إنزال جوي، بالإضافة إلى الجسر البري الذي تم من خلاله إرسال 380 شاحنة".
وقال البيان الذي تلقت الأناضول نسخة منه: "أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، طائرتين من المواد الصحية إلى قطاع غزة".
وأشار إلى أنه "جرى إرسال الطائرتين بالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وبالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية، ليتم إدخال حمولتيهما من خلال معبر رفح بجمهورية مصر العربية".
وأوضح أن الطائرتين تحملان على متنهما "ما يزيد عن 40 طناً من الطرود الصحية لتوزيعها على النساء في قطاع غزة".
ونقلت الهيئة عن أمينها العام حسين الشبلي، قوله إن الهيئة "تتعاون مع مختلف الهيئات الأممية، كل حسب اختصاصه لتأمين كافة الشرائح وخدمة أهلنا في غزة"، بحسب البيان.
مسألة حياة أو موت في غزة
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الإثنين، إن إيصال المساعدات "مسألة حياة أو موت" بالنسبة لأطفال غزة، في ظل حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر على القطاع.
وقالت اليونيسف في منشور عبر منصة "إكس"، إن "إيصال المساعدات مسألة حياة أو موت للأطفال في غزة". وأكدت أن "الاحتياجات الفورية هائلة من مياه وغذاء ودواء ووقود" في القطاع.
وشددت على أن "وقف إطلاق النار الإنساني الفوري يوفّر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة" في غزة.
وفي وقت سابق الإثنين، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح، حيث يقيم مئات آلاف النازحين الفلسطينيين جنوب غزة، "سيكون المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات" المقدمة للقطاع المحاصر منذ أشهر.
ورغم إصدار محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني 2024 أوامر مؤقتة لإسرائيل في قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب أفريقيا، إلا أن تل أبيب تواصل يومياً تحدي هذه الأوامر عبر سياسات وإجراءات عسكرية تزيد المعاناة الكارثية لنحو 2.3 مليون فلسطيني بقطاع غزة، وفقاً لمصادر محلية وأممية.
وتشمل هذه السياسات استمرار شن هجمات مكثفة وعشوائية على غزة، وتقليص المساعدات الإنسانية الشحيحة أصلاً، ومواصلة الاجتياحات البرية في مناطق سكنية، والاعتداء على مستشفيات، ضمن حرب مدمرة مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولا تلبي المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع عموماً سوى 7% من احتياجات السكان من كافة المستلزمات الغذائية والإغاثية، وفقاً لوكالة "الأونروا".
ومنذ اندلاع الحرب، تعاني غزة من شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود جراء قيود إسرائيلية؛ مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وباتت مناطق عديدة في القطاع على شفا المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.