في الكثير من الأحيان، تلاحظ الأمهات الزرقة في جسم الأطفال حديثي الولادة، والتي تظهر في مناطق مختلفة، وبالأساس في الأطراف، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك.
وهناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذا اللون الأزرق المائل للأرجواني، في جسم الطفل، لكن أبرز هذه الأسباب هو تكتل الدم في منطقة معينة من الجسم، بسبب نقص وصول الأوكسيجين إلى الطفل الرضيع.
لذلك في هذه الحالة، يجب على الآباء معرفة الأسباب، وطريقة التعامل مع هذا اللون الأزرق الذي يظهر على الجسم، وما الحالات التي يجب فيها نقل الطفل حديث الولادة إلى الطبيب.
متلازمة الطفل الأزرق
الزرقة في جسم الأطفال عبارة عن حالة تسمى طبياً ميتهيموغلوبينية الدم عند الرضع، أو متلازمة الطفل الأزرق، هي حالة يتحول فيها جلد الرضيع إلى اللون الأزرق، بسبب انخفاض كمية الهيموجلوبين في الدم.
والهيموجلوبين عبارة عن بروتين الدم المسؤول عن حمل الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم وتوصيله إلى الخلايا والأنسجة المختلفة.
إذ عندما يكون الدم غير قادر على حمل الأوكسجين لكل أعضاء الجسم، يتحول لون الطفل حديث الولادة إلى اللون الأزرق، أو الأرجواني.
وتعتبر متلازمة الطفل الأزرق نادرة في البلدان الصناعية، ولكنها تحدث أحياناً في المناطق الريفية. ولا يزال الأطفال الذين يولدون في البلدان النامية التي تعاني من ضعف إمدادات المياه معرضين لخطر الإصابة بهذه الحالة.
أسباب الزرقة في جسم الأطفال
السبب الأكثر شيوعاً لمتلازمة الطفل الأزرق هو المياه الملوثة بالنترات، إذ إنه بعد شرب الطفل تركيبة مصنوعة من الماء الغني بالنترات، يقوم الجسم بتحويل النترات إلى نتريت.
يرتبط بعد ذلك النترين بالهيموجلوبين في الجسم، وهو الشيء الذي يؤدي إلى تكون الميثيموجلوبين، الذي يمنع عملية حمل الأوكسيجين.
النترات هي الأكثر شيوعاً في مياه الشرب في المجتمعات الزراعية التي تستخدم مياه الآبار. ويرجع هذا التلوث إلى استخدام الأسمدة والسماد.
لذلك الرضع الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الطفل الأزرق، ولكن يمكن أن تحدث أيضاً عند فئات أخرى.
ومن بين الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا المشكل الصحي عند البالغين، نذكر منها:
- الاستعداد الوراثي
- القرحة أو التهاب المعدة
- الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى
تشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تتسبب في ظهور الزرقة في جسم الأطفال ما يلي:
رباعية فالوت
هي حالة خلقية خطيرة في القلب تسبب أربعة تشوهات هيكلية في القلب تؤدي إلى نقص الأوكسجين في الدم.
يمكن لهذه الحالة أن تجعل لون جسم الطفل أزرق، على الرغم من أنها تحدث عادة عند الولادة.
تشوهات القلب الخلقية الأخرى
أي خلل خلقي في القلب يؤثر على كمية الأوكسجين في دم الطفل، الذي يمكن أن يتسبب في تحول لون بشرة الطفل إلى اللون الأزرق.
ميتهيموغلوبينية الدم
تحدث هذه الحالة بسبب التعرض لأكسيد النيتريك المستنشق، أو بعض أدوية التخدير والمضادات الحيوية.
أبرز الأعراض التي تظهر على الطفل
أكثر الأعراض شيوعاً بالنسبة لمتلازمة الطفل الأزرق، أو الزرقة في جسم الطفل، هو تغير لون الجلد حول الفم واليدين والقدمين إلى اللون الأزرق.
يُعرف هذا أيضاً باسم زرقة وهو علامة على أن الطفل أو الشخص لا يحصل على كمية كافية من الأوكسجين.
تشمل الأعراض المحتملة الأخرى لمتلازمة الطفل الأزرق ما يلي:
- صعوبة في التنفس
- القيء
- إسهال
- الخمول
- زيادة إفراز اللعاب
- فقدان الوعي
- النوبات
وفي الحالات الشديدة، يمكن لمتلازمة الطفل الأزرق أن تسبب الوفاة.
طريقة التشخيص
قد يشك الطبيب في إصابة الرضيع بمتلازمة الطفل الأزرق أثناء الفحص الدوري، يجب على الآباء أو مقدمي الرعاية الذين يلاحظون تغير لون الأطراف إلى الأزرق تحديد موعد مع الطبيب.
سيبدأ الطبيب التشخيص عن طريق أخذ تاريخ طبي شامل عن طريق السؤال عن أي أعراض وأنماط التغذية والظروف في المنزل.
سيقومون بعد ذلك بإجراء فحص جسدي للطفل حديث الولادة، والنظر في تغير لون المناطق المتغيرة والاستماع إلى القلب والرئتين.
قد تشمل الاختبارات التشخيصية الإضافية كلاً من تحاليل الدم، وتصوير الصدر بالأشعة السينية لفحص الرئتين والقلب، ومخطط صدى القلب للنظر إلى القلب ومدى عمله، وتشبع الأوكسجين لتحديد كمية الأوكسجين في الدم، ثم قسطرة القلب للنظر مباشرة إلى الأوعية الدموية والهياكل داخل القلب.
بالإضافة إلى اختبار الطفل، من الممكن إجراء اختبار لمياه الصنبور في المنزل لقياس مستويات النترات، لأنها يمكن ان تنتقل من الأم إلى الطفل عن طريق الرضاعة.
بشكل عام، تعتبر المياه التي تحتوي على مستويات نترات أقل من 10 ملليغرامات لكل لتر (ملغم/لتر) آمنة، إذا كانت عينة الماء تحتوي على مستويات نترات أعلى فيجب الحذر منها.
طرق علاج الزرقة في جسم الأطفال
يختلف العلاج اعتماداً على سبب الزرق في جسم الأطفال، إذا كان مرض القلب الخلقي يسبب تغير اللون، فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لتصحيح التشوهات.
عادةً ما يتم إجراء العملية الجراحية قبل أن يبلغ الطفل عامه الأول، ويفضل أن يكون ذلك عند عمر 6 أشهر تقريباً، أو حتى قبل ذلك بقليل.
إذ تعني الجراحة الناجحة أن الطفل سوف يبدأ في الحصول على المزيد من الأوكسجين في الدم ولن يبدو لونه أزرق بعد ذلك.
في حال كانت مستويات النترات المرتفعة في الماء تسبب متلازمة الطفل الأزرق، فمن المرجح أن يحتاج الطبيب إلى استشارة مركز مكافحة السموم المحلي أو أخصائي السموم للمساعدة في معرفة أفضل طريقة لعلاج الحالة.
يعد تجنب مصادر التلوث بالنترات، مثل مياه الآبار أو مياه الصنبور، أمراً ضرورياً لجميع الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة.
يمكن للأطباء مراقبة الأطفال الذين يعانون من شكل خفيف من متلازمة الطفل الأزرق للتأكد من عدم تعرضهم لأي مشاكل صحية أخرى نتيجة لهذه الحالة.
قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من شكل أكثر خطورة من الحالة إلى دواء يسمى أزرق الميثيلين، والذي سيعطيه الطبيب على شكل حقنة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.