كشفت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير لها، الجمعة 23 فبراير/شباط 2024، أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لبناء أكثر من 3300 منزل جديد في المستوطنات الواقعة داخل الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وذلك رداً على هجوم إطلاق نار فلسطيني، بحسب تصريح وزير بارز في الحكومة.
ومن المتوقع أن يُثير القرار إحباط واشنطن، في وقتٍ تتزايد خلاله التوترات حيال مسار الحرب الإسرائيلية على حماس داخل قطاع غزة.
خطط استيطان إسرائيلية جديدة في الضفة
أعلن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سمومتريتش، عن خطط الاستيطان الجديدة في وقتٍ متأخر من مساء الخميس 22 فبراير/شباط، بعد إطلاق 3 مسلحين فلسطينيين النار على السيارات بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة 5 آخرين.
وكتب الوزير على منصة إكس: "يجب أن يكون هناك رد أمني حازم على الهجوم الخطير في معاليه أدوميم، بالإضافة إلى ردٍّ استيطاني. يعلم أعداؤنا أن أي ضررٍ يلحق بنا سيؤدي إلى المزيد من البناء، والمزيد من التطوير، وتعزيز قبضتنا في جميع أنحاء البلاد".
300 منزل جديد في مستوطنة كيدار
في حين ذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، قد شاركا في النقاش. ويفتح القرار الباب أمام عمليات الموافقة على بناء 300 منزل جديد في مستوطنة كيدار، و2350 منزلاً في معاليه أدوميم. كما سيدفع القرار بعملية بناء نحو 700 منزل، حصلت على الموافقة سالفاً في مستوطنة أفرات.
وبمجرد انتهاء الحرب، تسعى إدارة بايدن إلى إقامة حكم فلسطيني في غزة والضفة الغربية كتمهيدٍ لقيام الدولة الفلسطينية. لكن نتنياهو وحكومته اليمينية يعارضون تلك النتيجة، التي أُزيحت بعيداً عن الطاولة بتقديم خطط الاستيطان الجديدة، وفقاً للمؤيدين.
فيما قالت هاجيت أوفران، من جماعة مراقبة الاستيطان Peace Now: "بدلاً من التحرك لمنع وقوع هجمات مروعة كالتي حدثت بالأمس، تتحرك الحكومة الإسرائيلية لزيادة الصراع والتوترات. إن بناء المستوطنات هو أمر سيئ بالنسبة لإسرائيل، وينأى بنا عن تحقيق السلام والأمن".
يُذكر أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وسّعت المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية، وهي الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها، إلى جانب غزة. وتسارعت وتيرة الإنشاء الآن في عهد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تتضمن مستوطنين من أمثال سموتريتش في المناصب الحيوية.
بينما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي دفع بإسرائيل لشن الحرب على الجماعة المسلحة.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذ المسلحون الفلسطينيون العديد من الهجمات الدموية ضد الإسرائيليين. وتفرض إسرائيل قبضةً خانقة على الضفة الغربية بتقييد الحركة، وشن المداهمات المتكررة ضد من تصفهم بأنهم أهداف مسلحة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينية إن عدد الأشخاص الذين قتلتهم النيران الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال تلك الفترة بلغ 401 من الفلسطينيين.