أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس 22 فبراير/شباط 2024، مبعوث الرئاسة الأمريكية بريت ماكغورك أن حكومة الاحتلال ستمنح "تفويضاً أوسع" لوفدها المفاوض؛ بغية التوصل لصفقة تبادل الأسرى مع "حماس" ووقف إطلاق نار بغزة.
هيئة البث الإسرائيلية، نقلت عن غالانت قوله لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، خلال لقائه في تل أبيب: "سنمنح الوفد المفاوض تفويضاً أوسع من أجل إطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى، وفي الوقت نفسه سنعزّز توسيع العملية البرية في غزة".
فيما لم تفصح الهيئة عن فحوى التفويض الذي سيتم منحه للوفد الإسرائيلي المفاوض.
ويرأس مدير المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد بارنياع وفد تل أبيب إلى المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
ووصل ماكغورك إسرائيل الخميس، بعد زيارة إلى مصر لبحث سبل دفع صفقة جديدة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف إطلاق نار مطول في غزة، فيما لم تنشر الولايات المتحدة أو إسرائيل جدولاً زمنياً لزيارة المبعوث الأمريكي.
قمة ثانية في باريس
الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024، صرح بيني غانتس، عضو مجلس وزراء حرب الاحتلال، بأن هناك "مؤشرات أولية واعدة على إحراز تقدم" بشأن اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن من غزة، فيما كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن اتصالات متقدمة لعقد جولة محادثات جديدة في العاصمة الفرنسية باريس.
وقال غانتس في إفادة صحفية بثها التلفزيون الرسمي للاحتلال: "هناك محاولات مستمرة للترويج لاتفاق جديد بخصوص الرهائن، وهناك مؤشرات أولية واعدة على إحراز تقدم محتمل.. لن نتوقف عن البحث عن طريقة، ولن نفوت أي فرصة لإعادة بناتنا وأبنائنا إلى الوطن".
كما أضاف: "إن لم تكن هناك صفقة لإعادة المختطفين فسوف نواصل العملية العسكرية بغزة أيضاً خلال رمضان".
فيما كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، عن اتصالات متقدمة لعقد جولة محادثات جديدة بالعاصمة الفرنسية باريس؛ في محاولة للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى اتفاق على هدنة مؤقتة في قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ورجحت القناة أن تعقد المحادثات في باريس الجمعة المقبل، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيس الموساد، دافيد برنياع.
مع ذلك، أشار التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تترقب ما وصفه بـ"مؤشرات إيجابية" من الوسطاء، تؤكد أن حركة حماس عبّرت خلال المحادثات المنعقدة في العاصمة المصرية، القاهرة، حيث يوجد وفد من قيادات الحركة، يترأسه رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، عن مواقف "أكثر مرونة" من تلك التي طرحتها في السابق.
وبحسب القناة، فإنه بناءً على رسالة بهذا الشأن سينقلها الوسطاء خلال الساعات المقبلة إلى رئيس الموساد، الذي بدوره سيعرضها على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وكابنيت الحرب، سيقرر ما إذا كانت إسرائيل ستوفد مسؤولين لتمثيلها في الجولة الثانية من المحادثات في باريس.
تعثر المفاوضات
قبل أسبوع، تعثرت اجتماعات استضافتها القاهرة لبحث الصفقة وسط إصرار حركة "حماس" على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما لا تقبله إسرائيل، حسب هيئة البث.
وفي 13 فبراير/شباط قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم إعادة وفده إلى القاهرة لمزيد من المحادثات.
وسبق أن سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس، "29 ألفاً و410 شهداء و69 ألفاً و465 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.