وقعت تركيا وقطر اتفاقاً بقيمة 3 مليارات دولار للتبادل بالليرة والريال بهدف تسهيل التجارة بين البلدين، بعد أن شهدت الليرة التركية تدهوراً على خلفية الأزمة مع أميركا .
وقال البنك المركزي التركي، الإثنين 20 أغسطس/آب 2018، إن الاتفاق وقع في الدوحة الجمعة، قبل إغلاق الأسواق وبدء إجازة عيد الأضحى. وأضاف أن الهدف من الاتفاق، وقيمته القصوى ثلاثة مليارات دولار، هو "تسهيل التجارة الثنائية بعملتي تركيا وقطر ودعم استقرارهما المالي".
ووعدت قطر الأسبوع الماضي بضخ 15 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة في تركيا، خلال زيارة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أنقرة. وشكر أردوغان أمير قطر وشعبها "لوقوفهما إلى جانب تركيا"، ووصف الدوحة بأنها "بلد صديق وشقيق".
"خط ثنائي الاتجاه لمبادلة العملة" بين تركيا وقطر
وكان مصرف قطر المركزي، قد أعلن الأحد 19 أغسطس/آب 2018، أنه وقع مع البنك المركزي التركي اتفاقية بشأن مبادلة العملات، وذلك بعد أيام من إعلان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قيام بلده باستثمار قيمته 15 مليار دولار في تركيا.
وذكر مصرف قطر المركزي في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، أن اتفاقية تبادل العملات بيت تركيا وقطر جاءت بهدف "تعزيز وتطوير التعاون الثنائي بين البنكين المركزيين القطري والتركي، من خلال إنشاء خط ثنائي الاتجاه لمبادلة العملة".
وأشار البيان إلى أن مراسم توقيع الاتفاقية جرت في مقر مصرف قطر المركزي، حيث وقع الاتفاقية عن جانب دولة قطر، الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، وعن الجانب التركي سعادة السيد مرات شتينكيا محافظ البنك المركزي لتركيا.
ولفت المصرف المركزي القطري، إلى أن من شأن خط المبادلة هذا، أن يسهل ويعزز التبادل التجاري بين البلدين مع توفير السيولة والدعم اللازم للاستقرار المالي.
بعد قرار الدوحة استثمار 15 مليار دولار في تركيا
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التقى مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الفائت 15 أغسطس/آب 2018، في وقت كانت تواجه فيه أنقرة أزمة بتدهور عملتها الوطنية.
وقال السفير القطري لدى أنقرة، سالم بن مبارك آل شافي في تصريح مكتوب الأسبوع الماضي، إن قطر لن تتردد في تقديم الدعم اللازم للجمهورية التركية، ولفت إلى أن كثيراً من المواطنين القطريين توجَّهوا إلى محال الصرافة لشراء الليرة التركية بعشرات الملايين من الدولارات، بهدف دعم وإنعاش الليرة التركية ، لكون تركيا حليفاً استراتيجياً لدولة قطر.
وفي وقت سابق، قال الباحث والمحلل السياسي علي باكير في تصريح لـ "عربي بوست"، إن رسالة أمير دولة قطر إلى تركيا هي رسالة تضامن ودعم قبل كل شيء، وإن هذا ما كان يتوقعه الجانب التركي، بعد الموقف الذي وقفته الحكومة التركية مع قطر، إبّان فرض الحصار عليها في الأزمة الخليجية الأخيرة، من قبل عدد من الدول الخليجية.
وذكّر باكير بأن الدوحة واحدة من أهم المستثمرين العرب بالنسبة إلى تركيا، وأنّها كثّفت من استثماراتها في السنوات القليلة الماضية داخل الاقتصاد التركي في قطاعات مختلفة، مثل المصارف والعقار والسياحة، والصناعة إلى حد ما.
وأردوغان يُعول على "وحدة تركيا" لتخطي الأزمة
إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "لا فرق بين من يهاجم اقتصادنا، وبين من يهاجم صوت أذاننا وعلمنا، الهدف واحد، وهو هزيمة الشعب التركي وتركيعه ووضعه تحت الوصاية".
جاء ذلك في رسالة مصورة، وجهها الإثنين 20 أغسطس/أب 2018، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وتقدم أردوغان بتهانيه للشعب التركي والأمة الإسلامية بمناسبة العيد، متمنياً أن تكون وسيلة خير تعمّ الإنسانية جمعاء. وبيّن أنّ الذين يستهدفون الاقتصاد التركي يحاولون إخضاع تركيا لوصايتهم وتكبيل أيديها.
وقال الرئيس التركي: "من فشلوا في هزيمة تركيا بآلاف الحيل والمكائد، سيرون قريباً فشلهم بمحاولتهم إخضاعها عن طريق النقد الأجنبي".
وأردف: "إن شاء الله، بلدنا يتمتع بالقوة والقدرة والدراية، ما يُمَكّنه من تخطي كل الأمور التي تواجهه، فيكفينا أن نتوحَّد". وأعرب أردوغان عن تمنياته بأن يتقبل الله من الحجاج مناسكهم، وأن يرفع الظلم عن كل مظلوم من البشر على وجه الأرض.
___________________
اقرأ أيضاََ
هل سيبقى ما يحدث في تركيا داخلياً فقط؟ Washington Post ترصد ما ستؤول إليه الأزمة الاقتصادية
مع استمرار أزمتها مع واشنطن.. تركيا تقترب من أوروبا وتلغي منع سفر صحافية ألمانية تُجرى محاكمتها