حذرت دراسة علمية جديدة حول موظفي المكاتب من أن الجلوس لوقت طويل دون حركة يؤدي إلى إبطاء عملية تدفق الدم نحو الدماغ الذي يمكن أن تكون له آثار خطيرة على صحة الدماغ على المدى الطويل.
التحرك كل 30 دقيقة يُعيد تدفق الدم إلى الدماغ بعد الجلوس ساعات طويلة!
بحسب صحيفة New York Times فإن الوقوف والتحرك لمدة دقيقتين فقط كل نصف ساعة، يمنع تراجع معدل تدفق الدم إلى الدماغ أو ارتفاعه.
وتعد عملية تدفق الدم إلى أدمغتنا من بين أهم العمليات الحيوية التي تحدث داخل الجسم بصفة تلقائية، التي نادراً ما يفكّر فيها معظمنا، على الرغم من أنها ضرورية للحياة والإدراك.
وتحتاج خلايا الدماغ إلى أوكسجين وعناصر غذائية موجودة في الدم، تعمل الشرايين على نقلها باستمرار إلى الجمجمة.
ويعد الدماغ العضو المسؤول عن التحكم في هذه العملية، كما يتتبع مجموعة متنوعة من الإشارات الفيزيولوجية بما في ذلك مستويات ثاني أكسيد الكربون، للحفاظ على معدل تدفق الدم ضمن مستوياته الطبيعية.
ولكن أحياناً يمكن أن تحدث بعض الانتكاسات، سواء كانت مفاجئة أو طويلة الأمد، وقد يكون لها تداعيات كبرى لا يُحمد عقباها.
تراجع تدفق الدم يؤدي لأمراض خطيرة من بينها الخرف!
دراسات سابقة أجريت على الأشخاص والحيوانات أثبتت أن التراجع الطفيف قصير المدى لتدفق الدم إلى الدماغ يؤدي إلى تشويش التفكير واضطراب الذاكرة بشكل مؤقت.
فيما يرتبط انخفاض تدفق الدم على المدى الطويل بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض الانتكاسية العصبية، بما في ذلك الخرف.
كما أن أبحاث أخرى أظهرت أن الجلوس المتواصل يحول دون انتقال الدم إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
وقد ركزت معظم هذه الدراسات على الساقين، التي تأثرت بشكل كبير بسبب وضعية جلوسنا الخاطئة.
فالجلوس ساعات طويلة يمكن أن يعطل تدفق الدم داخل الأوعية الدموية في الساقين.
دراسة إنكليزية أخرى تثبت ذلك!
دراسة جديدة نُشرت في يونيو/حزيران في مجلة Journal of Applied Physiology، أجراها باحثون في جامعة جون مورس ليفربول في إنكلترا، على 15 شخصاً بالغاً من رجال ونساء.
ووجدوا أن معدل تدفق الدم نحو المخ ينخفض عندما يظل هؤلاء الأشخاص جالسين 4 ساعات متواصلة دون حراك.
كما بقي معدل الانخفاض متدنياً، حتى أصبح في نهاية الجلسة ملحوظاً.
وقد ظهر جلياً أن هذا المعدل المتراجع كان متساوياً عند جميع الأشخاص عندما تحركوا من جلوسهم بعد ساعتين.
على الرغم من أن تدفق الدم ارتفع مرة أخرى خلال جعلهم يمشون، فقد أظهرت الموجات الصوتية، تراجع المعدل مرة أخرى بعد فترة قصيرة.
وفي نهاية الجلسة، كان المعدل منخفضاً بصورة أكبر مما كان في بدايتها.
وتقول صوفي كارتر، طالبة الدكتوراه في جامعة ليفربول ومؤلفة الدراسة، إن هذه الدراسة قدمت لنا سبباً أو عدة أسباب لتجنب الجلوس فترات طويلة وبصورة متواصلة لمدة من الزمن.
كما قدمت حلاً عملياً لتلك المشكلة، يتمثل في فترات راحة قصيرة، والمشي القصير.
لذلك، تقترح كارتر ضبط الحاسوب أو الهاتف الشخصي كل نصف ساعة، كي تظهر رسالة تذكير تجعلك تقوم من مقعدك والتحرك.
الجلوس ليس ضاراً بالدماغ فقط وإنما يسبب أمراضاً خطيرة أخرى!
لا تقتصر الأمراض التي يسببها الجلوس ساعات طويلة في المكتب على إحداث ضرر بالدماغ وحسب، وإنما أظهرت نتائج دراسة ألمانية حديثة، بأنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان.
وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة دي فيلت فقد تبين أن الجلوس والتصلب في وضعية واحدة فترات طويلة يعرض حياة الإنسان للخطر.
إذ إنه يؤثر على القلب والدورة الدموية ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، فضلاً عن تأثيره السلبي على عملية التمثيل الغذائي للأنسولين؛ ما قد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بالسكري.
كما أوضحت الدراسة أنه تبين خلال البحث ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون وسرطان عنق الرحم، وكذلك سرطان الرئة لدى مَنْ يجلسون فترات طويلة مقارنة بغيرهم.
من أجل الحفاظ على صحتك يمكنك التجول في القاعة، أو النزول على الدرج والذهاب لغرفة الاستراحة، أو ببساطة يمكنك الدوران عدة مرات حول مكتبك، وقد يشكرك دماغك بعد سنوات من الآن، لأنك لم تلتصق بكرسي مكتبك.
إقرأ أيضاً..
اعتقد أن الأمر مجرد نزلة برد، لكنه فقد السمع بأذنه خلال ساعات.. مذيع في BBC يتحدث عن الصمم المفاجئ