لجأ الفلسطينيون المحاصرون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إلى تنقية الحبوب من مخلفات الدواب وأعلاف الدواجن، واستخدامها في صناعة الخبز يدوياً، في الوقت الذي تتواصل فيه التحذيرات من مجاعة حقيقية يتعرض لها السكان الذين لم تصلهم أي مساعدات منذ بداية الحرب الإسرائيلية.
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا صوراً للخبز اليابس المصنوع من أعلاف وتبن الحيوانات، والذي لجأ إليه المواطنون في شمال غزة لإطعام أطفالهم.
صناعة الخبز من مخلفات الدواب
قناة الجزيرة عرضت تقريراً يُظهر قيام الفلسطينيين باللجوء إلى أعلاف تسمين الدواجن ومخلفات الدواب؛ حيث يتم استخلاص الحبوب منها، ويقومون بتنقيتها وتصفيتها، ثم طحنها وصناعة الخبز ليتمكن الناس من العيش.
يقول أحد المواطنين العاملين في المطحنة، إنهم يلجأون إلى "بعر الحيوانات" برائحته الكريهة، في ظل اشتداد المجاعة التي يعاني منها سكان شمال قطاع غزة، بعد انقطاع الدقيق والمواد الغذائية الأساسية.
مصادر صحية، أكدت أن حالات الإصابة بمرض الكبد الوبائي بين السكان في شمال قطاع غزة، تزايدت في الآونة الأخيرة، في ظل الوضع البيئي والمعيشي الذي يعاني منه الفلسطينيون هناك، وسط غياب لأدنى مقومات الحياة.
تفاقم المجاعة في شمال غزة
في 11 فبراير/شباط 2024، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، لموقع "عربي بوست" إن المجاعة في شمال غزة تفتك بالمواطنين، بسبب سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضد أكثر من 400 ألف فلسطيني هناك.
مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أوضح أن حبوب وأعلاف الحيوانات التي كان يطحنها ويأكلها المواطنون في شمال غزة، نفدت منذ أكثر من أسبوعين، لافتاً إلى أن بعض العائلات تلجأ الآن إلى أكل نصف وجبة كل يومين، بسبب انعدام الطعام.
كما لفت إلى أنه، وفقاً لشهادات صحفيين وإعلاميين وشهود عيان، فإن هناك بعض الحالات من الأطفال توفيت نتيجة سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.
الثوابتة دعا كافة دول العالم إلى تحمُّل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه "هذه السياسة القذرة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي وبدعم أمريكي كامل"، وطالب بالتحرك والتنديد بهذه الجريمة التي قد تودي بحياة نصف مليون إنسان في شمال قطاع غزة.
ونوّه إلى أنه منذ 128 يوماً على العدوان، لم يدخل إلى شمال قطاع غزة كيس طحين واحد، ومن ثم فالرصيد الذي كان موجوداً في شمال غزة نفد تماماً من حوزة المواطنين.