منعت شرطة العاصمة الفرنسية تنظيم أي تجمعات لإحياء اليوم الوطني للشهيد الجزائري الذي ينظم كل سنة في 18 فبراير/شباط، تكريماً للمقاتلين الذين قضوا خلال حربهم على الاستعمار، وأرجعت ذلك إلى ما وصفته بـ"المخاطرة بالإخلال بالنظام العام".
حيث قالت مديرة الشرطة بالعاصمة باريس، في بيان، السبت 17 فبراير/شباط 2024، إنه "بسبب خطر حدوث اضطرابات خطيرة على النظام العام. منع مدير الشرطة جميع المظاهرات المقررة، في ذكرى يوم الشهيد".
حيث كان من المقرر تنظيم مسيرة، الأحد، في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت باريس (الواحدة بتوقيت غرينتش)، في ساحة الأمة بباريس، بناءً على دعوة جماعية لإحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد. تكريماً للشهداء الذين ارتقوا خلال الحرب على الاستعمار الفرنسي.
En raison de risques de troubles graves à l'ordre public, le préfet de police interdit l'ensemble des manifestations prévues demain dimanche 18 février, en commémoration du " Chahid " d'une part et en lien avec le " Hirak " d'autre part. pic.twitter.com/QAapQU7nl8
— Préfecture de Police (@prefpolice) February 17, 2024
يتميز إحياء اليوم الوطني للشهيد، بانخراط تام لأفراد الجالية الجزائرية الوطنية بفرنسا في تنظيم تظاهرات وأنشطة مختلفة، استجابة لدعوة الحركة الديناميكية للجزائريين بفرنسا "موداف"، التي اعتبرت أن "يوم الشهيد هو جسر بين الماضي والحاضر ولحظة انتقال بين الأجيال".
كما أكدت أن الجالية ستحمل عالياً في هذا اليوم "مشعل الوفاء والحرية والكرامة والدفاع عن المبادئ الأساسية، لوحدة أراضينا ووحدتنا الوطنية. واستقلالنا الوطني، وأيضاً خدمة وتقديم كل ما هو أفضل، من أجل جزائر قوية موحدة كريمة مستقرة ومتضامنة".
حيث يحتفي الشعب الجزائري، الأحد، باليوم الوطني للشهيد، في وقفة وفاء وعرفان متجدد لملايين الشهداء، الذين تعاقبت مواكبهم الزكية وأنارت دماؤهم الطاهرة كل شبر من تراب الجزائر المنصورة أزلاً والموحدة أبداً.
كما ارتبط يوم 18 فبراير/شباط بمحطات تاريخية هامة. حيث صدر يوم 18 فبراير/شباط 1957، القرار رقم 1012 للدورة الـ11 للأمم المتحدة حول القضية الجزائرية. اعترفت بموجبه هذه المنظمة بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.
بالمقابل اقترن شهر فبراير/شباط بأحداث أليمة إبان الاستعمار الفرنسي، حيث ارتكبت فرنسا الاستعمارية واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، حين قامت بتفجيرات نووية سطحية في ناحية رقان بتاريخ 13 فبراير/شباط 1960. كما ارتكبت جريمة إبادة جماعية بساقية سيدي يوسف يوم 8 فبراير/شباط 1958.
في مثل هذا الشهر سنة 1959 قررت فرنسا إنشاء المناطق المحرمة وإقامة الأسلاك الشائكة المكهربة، وزرع ملايين الألغام المضادة للأفراد من خلال دخول مخطط "موريس شال"، القائد الأعلى لجيش المستعمر الفرنسي بالجزائر، حيز التنفيذ.
رسالة تبّون في اليوم الوطني للشهيد
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام جزائرية، السبت، رسالة من الرئيس عبد المجيد المجيد تبون، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، وجاء فيها: "تغمرنا مع احتفائنا بالأعياد الوطنية المخلدة لثورتنا التحريرية المجيدة مشاعر الاعتزاز بالانتماء إلى الجزائر في هذا اليوم الوطني للشهيد المصادف للثامن عشر من فبراير/شباط".
أضاف الرئيس تبون: "نستذكر بإجلال وإكبارٍ تضحيات ومكابدات أولئك الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وصنعوا في الجبال والوهاد عبر ربوع الوطن مجد الأمة".
كما تابع الرئيس الجزائري: "إن شهداءنا الأبرار ومجاهدينا الذين سمت بهم مآثر الأبطال إلى عليين، وارتفع بهم ذكر الجزائر، ورفرفت بهم رايتنا شامخة وجلجلت، قسماً هم النهج والمسار والقدوة".
قال الرئيس تبون أيضاً: "إن شهداءنا الأبرار ومجاهدينا هم المثال ومناط الفخر، وهم وحدهم من يلهموننا خط السير ومعالم الطريق، فرسالتهم الخالدة هي التي حمت وتحمي الجزائر واحدة موحدة".
وأكد رئيس الجمهورية: "إننا إذ نحتفي باليوم الوطني للشهيد، لَنستحضر مدى عظمة التحدي التاريخي الذي خاضه الشعب الجزائري بإيمان وصبر عندما قرر أبناء بواسل شجعان من رحمه إطلاق دوي الشرارة النوفمبرية لتفزع بامتدادات لهبها الغزاة المستعمرين وتنبثق من نورها بشائر النصر".
واصل رئيس الجمهورية قائلاً: "نحيي هذا اليوم المبارك، وبشائر الجزائر الجديدة مرتسمة في آفاق هذه الأرض وديعة الشهداء الذين نستمد من خصالهم في التضحية ونكران الذات، العزيمة والقدرة على مواصلة الأشواط والمراحل نحو الأهداف السامية والغايات الوطنية النبيلة، التي أسس منطلقاتها شهداؤنا بأنهار من الدماء".
كما أكد الرئيس الجزائري في رسالته بمناسبة اليوم الوطني للشهيد: "مهما كانت الأشواط والمراحل التي قطعناها والإنجازات والمكاسب التي حققناها بفضل الانخراط الواسع لبنات وأبناء الجزائر في مسار نهضوي وطني متعدد الأبعاد والجبهات، فإننا نستشعر- على الدوام- حجم التحديات التي تنتظرنا لاستكمالها معاً".