اكتشف العلماء اكتشافاً محيراً بضفدع يحمل فطراً صغيراً من نوع "عيش الغراب" ينبت من ساقه، في سفوح جبال غاتس الغربية الخصبة في الهند، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الأحد 18 فبراير/شباط 2024.
يقول باحثون من الصندوق العالمي للحياة البرية إن تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي يُرصَد فيها فطر عيش غراب ينمو على أنسجة حيوان حي.
فيما أثار الضفدع، الذي لم تسنح الفرصة للإمساك به ودراسته، اهتمام العلماء حين ظهرت صور له على الإنترنت، يظهر فيها فطر ينمو بالقرب من ساقه الخلفية.
يُطلق على هذا النوع من الضفادع اسم ضفدع راو الوسيط، ذو الظهر الذهبي (Hylarana intermedia)، وهو مخلوق موطنه هذه المنطقة، التي تعد واحدة من أكثر مناطق التنوع البيولوجي في العالم.
بينما قال خبراء الفطريات إن الفطر النابت منه هو فطر القلنسوة أو عيش الغراب، الذي من المعروف أنه ينمو في الغالب على الخشب المتعفن.
من المعروف أن العديد من العضويات الدقيقة، مثل البكتيريا والفطريات، تنمو جنباً إلى جنب مع الكائنات الحية، ويكون معظمها تكافلياً أو على الأقل حميداً.
لكن بعضها أيضاً قد يسبب عدوى في ظروف معينة، مثل الفطريات المسببة للقدم الرياضي، أو عدوى الخميرة، أو داء المبيضات الفطري الفموي.
لأول مرة ينمو "عيش الغراب" على كائن حي
مع ذلك، لم يُوثق من قبل نمو فطر عيش الغراب على كائن حي، وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة الزواحف والبرمائيات. وقال الباحثون: "على حد علمنا لم توثق حالة لفطر عيش غراب ينبت من خاصرة ضفدع حي".
هذا قد يكون سببه أن فطر عيش الغراب يحتاج إلى عناصر غذائية لا تتوفر بدرجة كافية عادة على جلد أي حيوان.
فيما يشتبه الباحثون في أنه في هذه الحالة الجديدة، ربما تكون منطقة غاتس الغربية الرطبة التي تغذيها الرياح الموسمية وفرت بيئة مثالية لنمو الفطر، فأمدته بالرطوبة والمواد العضوية الكافية.
بينما لا تزال الطبيعة الدقيقة للفطر الذي ينمو على الضفدع- سواء أكان معدياً أو حميداً، ومدى عمق اختراقه للجلد- غير واضحة.
قد يكون هذا مدعاة للقلق لأن الضفادع ومئات الأنواع البرمائية الأخرى في أنحاء العالم معرضة لتهديد فطر طفيلي آخر يسمى Batrachochytrium dendrobatidis، الذي يشتهر باسم فطر الشيتريد Chytrid.
حيث أدت عدوى فطريات الشيتريد إلى انخفاض مطرد في أعداد البرمائيات على مستوى العالم، لأنها تؤدي إلى اختلال توازن الماء والملح على جلودها وتسبب في النهاية توقف القلب.
مع ذلك، تظهر الدراسات الحديثة أن هذا الفطر القاتل للبرمائيات موجود بمستويات منخفضة في المناطق التي تكثر بها الضفادع في أنحاء الهند.