تنمو صناعة الأسلحة في إيران بسرعة كبيرة، مما حوّل البلاد إلى مُصدِّر واسع النطاق للأسلحة المتقدمة منخفضة التكلفة، التي يثير زبائنها حفيظة الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 16 فبراير/شباط 2024.
ساعد هذا التحول الكبير في صناعة الأسلحة في إيران، الذي تسارع بعد شراء روسيا لآلاف الطائرات المسيّرة عام 2022، التي غيّرت ساحة المعركة في أوكرانيا، طهران على زيادة دعمها لحلفائها من الميليشيات في صراعات الشرق الأوسط، التي اشتدت بالتزامن مع حرب إسرائيل وحماس في غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن من أهم صادرات الأسلحة الإيرانية، مسيّرة شاهد، المصمَّمة لحمل المتفجرات والاصطدام بهدفها، استُخدمت لقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن، في هجوم شنته ميليشيا عراقية، 28 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي اليوم ذاته، صادر خفر السواحل الأمريكي أكثر من 200 شحنة أسلحة قادمة من إيران ومتجهة إلى اليمن، حسبما ذكرت الولايات المتحدة، الخميس 15 فبراير/شباط.
القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، قالت إن الشحنة كانت متجهة إلى منطقة يسيطر عليها حلفاء إيران الحوثيون، الذين أدت هجماتهم على ممرات الشحن في البحر الأحمر إلى تعطيل التجارة العالمية، وتسببت في ضربات جوية شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إحداها على محطة متابعة مسيّرات في اليمن.
كما أشارت إلى أن الشحنة كانت تحوي قطع صواريخ ومسيّرات تعمل تحت الماء وفوق السطح. وكانت هذه ثاني عملية مصادرة سُجلت خلال هذا الشهر بعد عملية 11 يناير/كانون الثاني الماضي، التي أسفرت عن مصادرة أجزاء صواريخ إيرانية، وفقدان اثنين من جنود البحرية الأمريكية الخاصة في البحر، وتنفي إيران أنها تسلح الحوثيين.
وجدت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في تحقيق نُشر هذا الشهر، أن نماذج من نفس عائلة المسيّرات التي قتلت الجنود الأمريكيين في الأردن، اُستخدمت على الكثير من الجبهات، مثل الحوثيين، والميليشيات العراقية التي تستهدف إسرائيل، وروسيا في حربها في أوكرانيا.
صناعة الأسلحة في إيران تزايدت في 2022
تشهد ساحات القتال في أوروبا والشرق الأوسط على صعود طهران في توريد الأسلحة، ففي أوكرانيا، تستخدم روسيا المسيّرات الإيرانية لإلحاق أضرار كبيرة بالأهداف العسكرية والبنية التحتية المدنية، في حين تستخدم ميليشيات الشرق الأوسط الأسلحة التي توفرها إيران لاستهداف الجيش الأمريكي وإسرائيل وتجارة الشحن العالمية.
قال نائب وزير الدفاع الإيراني مهدي فرحي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن إيران باعت أسلحة بقيمة مليار دولار تقريباً في الفترة من مارس/آذار عام 2022، إلى مارس/آذار عام 2023، أي 3 أضعاف ما باعته خلال العام السابق.
في إحصاء لا يشمل الأسلحة المهرّبة، احتلت إيران المركز الـ16 كأكبر بائع للأسلحة في العالم عام 2022، بصادرات قيمتها 123 مليون دولار، ارتفاعاً من 20 مليون دولار عام 2017، حين كانت إيران في المركز الـ33 بين أكبر المصدّرين، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.